خبراء البيئة يحذرون من خطورة الجدار الفولاذي علي أراضي سيناء

[أحمد الحربي]

الجمعة 07 صفر 1431 الموافق 22 يناير 2010



رفح/ عبد الحليم العقيلي

أكّد خبراء بيئة مصريون في الجمعية المصرية لحماية البيئة بشمال سيناء أنّ الجدار الفولاذي سيتضمن تركيب مواسير مثقوبة لضخّ مياه البحر إلى أعماق من عشرين إلى ثلاثين متر أسفل التربة، مما يسبب خطورة على الأراضي المصرية في سيناء.
وذكر البيان الرسمي للجمعية أنه في حالة تركيب مواسير مثقوبة لضخّ مياه البحر فإنّ الجمعية تنصح بضرورة إيجاد وسيلة أخرى لأن هذا يعني ضخ المياه المالحة على المياه الجوفية مباشرة يعرض المنطقة لكارثة بيئية كبرى غير مسبوقة ينتج عنها شلل تام في الأنشطة الزراعية وعدم صلاحية التربة للزراعة ويستحيل علاجها بمليارات الجنيهات وإعادتها إلى الوضع السابق.
وأوضح البيان أنّ ذلك سيؤدي إلى تدهور 1280 بئرًا ارتوازيًا في مركزي رفح والشيخ زويد، ويسري هذا الشلل إلى المياه الجوفية بالعريش لتدمير 2000 بئر أخرى في غضون 20 شهرًا وتهجير آلاف الأسر من المناطق الزراعية وضياع موارد دخلها وتفريغها من سكانها وتدهور المرافق والبنية الأساسية. و زيادة العبء الأمني نتيجة فراغ المنطقة من السكان. وزيادة عوامل التفسخ الاجتماعي وزيادة نسبة البطالة وانتشار مهن غير شرعية (التهريب وتجارة المخدرات والأسلحة).
وتدعو الجمعية إلى ضرورة دراسة الآثار البيئة للمشروعات المائية الإسرائيلية على الحدود الشرقية وأخذ هذه المقترحات الإسرائيلية مأخذ الجدّ، وضرورة وضع حلول لمواجهة الآثار السلبية التي تنجم عن تنفيذ مثل هذه المشروعات (مشروع قناة البحرين). ولاسيما وجود حوالي 301 فالق في منطقة الحدود المشتركة بين مصر والأردن وفلسطين في هذه المنطقة.
ومن جانب آخر، قال البيان: إنّ السيول التي اجتاحت مناطق في شمال سيناء كشفت أنه لا توجد أية خطط واقعية عملية لإدارة الأزمات والكوارث البيئة المتوقعة. وتجلى ذلك في عشوائية التحرك وعدم قيام أي من المسئولين بواجباته للتخفيف من الآثار الناتجة على السكان والمرافق.
وتسجل الجمعية القصور الشديد في استغلال موارد البيئة من مياه وخامات تعدينية حيث أدّى عدم وجود وسائل ناجعة لحجز المياه وتخزينها إلى ضياع ملايين الأمتار المكعبة في البحر دون الاستفادة منها وخاصة تحت ظروف الجفاف التي تعاني منها المحافظة.
وقد أدّى الاستهتار الشديد من جانب المحافظ السابق بالتشريعات والقوانين التي تحظر البناء في مجاري المياه والسيول إلى بناء مدينة الشباب في مصب الوادي مما عاق حركة المياه، ومن ثَم تدفقت إلى إغراق الأحياء المجاورة. رغم تحذيرات المجالس الشعبية له بخطورة إنشاء مثل تلك المباني في مجرى السيل إلا انه أصرّ ونفذ البناء التي تكلف حوالي 100 مليون جنيه.

أخبار البشير