تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديــات البراري العامـــة > منتدى الشعر (قصائد عن البر والسيارات والصيد) > همس القوافي للمنقول ( قصائد - شيلات - خواطر )

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2006-06-28, 04:09 PM
عاشق الجبل عاشق الجبل غير متواجد حالياً
مبتكـــر
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
المشاركات: 269

عاشق الجبل is on a distinguished road
افتراضي

أبشر يالشيخ هادي















((( الجزء السابع ))) والأخير










أنا أعيش كابوس اسمه (أم سعد) .. الله يلعن القوادات .. أنا من يفكني منها ..؟ من يفكني ..؟

تلومني يا محمد إذا طردتك ..؟ تلومني إذا (كفرت) بالبنت .. وضربتها بهذا الشكل ..؟

في البداية .. قلت ، أنت نازل علي من السماء .. ثم لما غلطت موضي ، وقالت لإخوانها :

أنها أكلت في مطعم ..

حسبت أنك .. حاشاك .. من (كلاب) أم سعد ..

استمرت تتكلم وأنا مطرق رأسي .. عقدت لساني الصدمة .. وأخرسني الألم ..

وأخذت أشعر أني أتضاءل أمام معاناتها ..

تتشبث بي .. وأنا أفكر بالفرار .. لا أستطيع أن أتحمل معاناتها .. وأشعر بالعجز حيال ما تواجهه ..

كيف (أفكها) من أم سعد ..؟

كيف أساعدها ..؟ كيف استطيع أن أقف معها ..؟ وإلى متى ..؟ بين كل عبارة وأخرى تكرر ..

"حنا محتاجينك" .. وأنا قد سيطر علي تفكير واحد ..

أن أنسحب .. أن أهرب .. إلى عالمي (الأناني) .. البليد ..

أفكر بربطها بإحدى المبرات الخيرية .. وأخرج من عالمها .. وأرتاح .. قلت .. وأنا أنهض :

- أستأذن يا أم محمد ..

- ستتركنا ..؟

- سأسعى لوضع ترتيب لكم مع إحدى الجمعيات الخيرية ..

- نحن لا نحتاج خبزا وزيتا .. ثم أضافت والعبرة تخنقها ..

نحتاج إنسانا يقف بجانبنا ، ويحمينا ... نحتاجك ..

وأجهشت بالبكاء .. - أنا شخص مشغول .. وأنتم بحاجة إلى جهة تلتزم تجاهكم بكل شئ ..

- ستتركنا ..؟

انتزعت الكلمة هذه المرة ، من أعماقها ، والدمع يكاد يشرقها ..

- من الأفضل لك أن أبتعد .. ترددي عليكم قد يثير حولك أقوال .. أنت بغنى عنها .. قلتها

وأنا قد امتلأت بالدمع حتى

فاض ، أو كاد أن يفيض .. من عيني .. - لكننا نريدك .. ثم أضافت :

- كل الناس حولي هنا لا يسلمون من كلام مثل هذا .. قدر المحرومين ، والبؤساء أن يحرموا حتى

من السمعة الطيبة .. لكن ، أنت شيء مختلف ..

لم أرد .. وكنت ما أزال واقفا .. حينما ألقت علي عرضا مثل القنبلة :

- أزوجك موضي ..

فاجأني كلامها .. فلم أدر ما أقول .. ولم تعطني فرصة للتفكير .. فأضافت :

- أنا أعرف ماذا يدور في ذهنك .. صحيح نحن لسنا (قبائل) .. كما يقولون .. لكن الحمد لله ..

محافظون على أخلاقنا .. وديننا .. ثم .. إذا لم نكن (قبائل) .. وهذا قدرنا .. ماذا نفعل ..؟

ونحن .. كذلك .. لم ننزل من القمر ..

أحسست بالدوار ، والغثيان .. والمقت ، وتذكرت صديقا لي ، دائما ما يفخر بقبيلته ، ويتحدث

عن أمجادهاالعريقة .وكثيرا ما يستهجن موقفي المتميع ، كما يقول ، من قضية الخضيري والقبيلي

قال مره ، وقد جمعنا مجلس :

"فلان تزوج خضيرية .. الله يخلف على الأصول" .. صاحبي هذا .. (الاصيل) .. شقيقه متزوج من أمريكية ..


قلت له :- نايـف .. أنا مللت هذه الاسطوانة القبيحة .. التي لا تفتأ ترددها علينا باستمرار ..

أنت تعلم ، من واقع معرفتك بالمجتمع الامريكي ، أن كل فتاة أمريكية .. إلا في القليل النادر

لابـد أن تكـون لها علاقات جنسية قبل الزواج .. وربما عاشرت أكثر من شخص ..

وتعلم كذلك أن هناك نسبة من الامريكيين يولدون سفاحا ، إما نتيجة علاقات جنسية قبل الزواج

حيث لا يتم الزواج بين

والديهم إلا بعد ولادة الطفل الأول .. أو الثاني .. أو يولدون من علاقات عابرة ..

وما أكثر حمل المراهقات في المجتمع الامريكي .. أين (الأصالة) .. التي تتحدث عنها ..

أو يتحدث عنها أولئك الذين يجوبون مدن العالم يلتقطون النساء من حاراتها الخلفية ..

يتزوجونهن .. لا يعرفون لهن أصلا .. ولا فصلا ، ولا نسبا

(عريقا) .. .. وإذا ما تربعوا في المجالس تحدثوا عن الشريفات .. العفيفات :

"هذه خضيرية .. ليست أصيلة "

أذكر أنه غضب مني .. وخرج من المجلس ، ولم يعد يحدثني بعدها .. لكنني كنت مرتاح الضمـير ..

لأنني شفيت صـدري .. من واحدة من أكثر تناقضات مجتمعنا ، قبحا .. وغباء ..

لم يكن لدي شيء اقوله لها .. وأستدرت خارجا .. قبل أن أصل الباب الخارجي سمعت صوت عبدالإله خلفي ..

يناديني : - محمد .. محمد ..

وهو دائما يناديني هكذا ، باسمـي مجردا من أي لقب .. ألتفت إليه .. فالتقـت عينانا

أنا بما بقى لي من نظرة واهية كسيرة ..

خضبها الدمع .. وأضناها الألم .. وهو بنظرة اختزلت ذل اليتم .. والعجز .. والحاجة .. ونقاء الطفولة ..

إذ يشرع القلب لها أبوابة .. بلا مقاومة .. قال :

- صحيح .. أنت قلت أنك سوف تخرج بنا إلى البر .. نلعب كوره ..؟

- صحيح يا حبيبي ..

- متى ..؟

عند هذه اللحظة كان العناء .. والألم ، والصراع النفسي ، قد بلغ لدي درجة ، صرت أشعر فيها أنني

قد تحولت إلى كتلة من الدمع والأنفس الحرى .. وأنني أحتاج إلى صدر لأدفن فيه رأسي ..

وأبكي .. ثم أبكي .. ثم أبكي .. قلت له :

- الآن يا حبيبي ..

أقتربت منه .. وجلست أمامه وأخذته إلى صدري .. وضممته .. ثم وضعت رأسي على كتفه .. وبكيت ..

لا أدري كم بكيت .. لكنه استسلم لي .. ومنحني كفا .. مسح بها رأسي .. وعبث بها شعري ..

وسلمني كتفه لأبكي عليه .. حينما أفقت من سكرة الألم هذه .. ورفعت رأسي ..

كانت إبتسام واقفة قريبا منا ، في عينيها دمعتان .. وألقيت نظرة على

وجه عبدالاله .. كان الوجه الصغـير مخضلا بالدموع .. من داخل البيت كان صوت جهاز التسجيل يأتي

محملا بكلمات أغنية .. تقول :

أحبك .. لو تكون ظالم ... أحبك .. لو تكون هاجر ... أحبك .. لو تكون غادر .. وأمشي معاك .. للأخر ...

أنا أمشي معاك .. للآخر .. لم يكن قلبي بحاجة لمثل هذا الكلام .. كان ينزف ..

قلت لإبتسام :

- من الذي يشغل المسجل ..؟

- موضي ..

عرفت أنها توجه لي رسالة .. - قولي لها تغلقه .. أنا لا أحب سماع الأغاني ..

قبل أن أنهي عبارتي كانت قد انطلقت إلى داخل البيت ..

تصرخ في موضي ، تطلب منها إغلاق المسجل .. لأنني "ما أحب سماع الأغاني" ..

ثم أضافت من عندها " وإلا ترى ما نأخذك معنا للبر "

ركبنا السيارة جميعنا .. ومررت على أحد المطاعم ، وطلبت لنا عشاء ..

ثم توجهت إلى الدائري الشرقي ..في منطقة بين مخرج (9) و (8).. وأخذنا مكانا منعزلا ..

أخرجت بساطا ، أحمله معي في السيارة ، وفرشته لهم ..

وأعطيتهم الأكل ، بعد أن أخذت نصيبي .. مشيت مبتعدا .. وأنا أسمع ضحكاتهم تدوي في أذني ..

وتهديدات إبتسام ، بأن الذي لا يسمع الكلام " لن يخرج معنا مرة ثانية " .

كنت قد ابتعدت ، غابت الأصوات .. ولم يبق إلا كلمات الأغنية .. تتردد في ذهني

.. ودقات قلبي .. الذي ما زال ينزف ..



الدكتور : محمد الحضيف

تمت


موضوع مغلق


المتواجدين الآن بالموضوع : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 10:03 AM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010