استبعاد وصوله الامارات
أما في الإمارات، والتي يفترض أن تكون المحطة الثانية للإعصار، فاعتبر مسؤول مركز التنبؤات في إدارة الأرصاد الجوية بأبوظبي سلامة حشاد أن هذا الإعصار "ليس الأول ولا الأخير في هذه المنطقة، فهو قوي ويتولد أسبوعيا أو كل أسبوعين بمعدل مرة في الفترة من نصف مايو حتى آخر يونيه، على بحر عمان وينتهي هناك، وبالتالي فهو ليس جديدا".
وشرح حشاد لـ"العربية.نت" أن الإعصار المتوقع يتكون على مسطح مائي كبير من خط الاستواء وخط عرض 15. وإذا حصل ووصل أحد هذه الأعاصير إلى الساحل العماني، فكم منها لديه القوة بأن يتحرك فوق الصحراء ويصل إلى الامارات؟
وتابع بأن الاعصار يتحرك الآن على مسافة من 500 إلى 700 كم من جنوب شرق الساحل العماني، وبسرعة من 10 إلى 15 كم في الساعة في اتجاه الغرب والشمال الغربي، ولو استمر بهذه المعدلات فمن الممكن أن يصل الساحل العماني مساء الثلاثاء 5-6-2007 أو صباح الأربعاء.. وحتى ذلك الحين لا يستطيع أحد أن يقول إنه سيضرب الامارات بالشكل المتداول الآن والمبالغ فيه أو أنه سيصل إلى الرياض.
وأضاف حشاد بأن الحديث عن وصول الاعصار إلى الرياض كلام غير علمي ولا أساس له مطلقا.
وأوضح أن الاعصار قد يغير اتجاهه ويعود فلا يؤثر حتى على عمان نفسها، ولكنه في حركة دورانه وتغيير اتجاهه من الممكن أن يؤثر ببعض السحب والرياح النشطة على جنوب الامارات والمناطق الشرقية، إنما ليس بالشكل الذي يسبب هذا الهلع.
وبرر الاستعدادات التي اتخذتها سلطنة عمان لكونها الساحل الشرقي المعرض لهذا الاعصار أو أول دولة ستتأثر به، فمن المعروف أن الاعاصير تضرب السواحل الشرقية للقارات.
وقال: لذلك من الطبيعي أن تتوقع سلطنة عمان أن يضرب الاعصار سواحلها وأن تتخذ احتياطاتها لكي تتفادى أي خسائر ممكنة، لكن حتى الآن فان متوسط سرعته وحساباته تشير إلى أنه قد يصل مساء الثلاثاء إلى الساحل العماني، وقد لا يصل إليه أبداً، لأن هذا النوع من الاعاصير يغير اتجاهاته بشكل غير محسوب، فنحن نحسب سرعته واتجاهه بناء على تاريخه السابق، أي حسب السرعة التي كان يتحرك بها في الساعات السابقة وفي اي اتجاه، وبالتالي نحاول أن نطبق ذلك على الساعات القادمة، وكل هذه الحسابات قد لا تتحقق.
وأرجع حشاد حالة الهلع الموجودة حاليا إلى تناقل المعلومات بشكل غير علمي عبر المنتديات وحوارات الانترنت ورسائل الموبايل، فبعض المنتديات ومواقع الانترنت اعلنت على سبيل المثال أن السعودية نفسها اعلنت حالة الطوارئ، وهذا غير حقيقي ولا يستند على أية حقائق علمية، لأن الأعاصير تموت عندما تدخل على اليابسة مهما كانت قوتها، فهي لا تستطيع ان تستمد الطاقة التي تلزمها لهذه المسافات الشاسعة، ربما تسمح لها هذه الطاقة للسير عشرات الكيلو مترات وليس الآلاف.
وقال إن سرعة الاعصار تنخفض بشدة على اليابسة، وفي مناطق نشأته أو تكونه تصل سرعته في حدها الأقصى إلى 150 عقدة أي تتجاوز 400 كم في الساعة، وبوصوله إلى اليابسة يحدث تفريغ لطاقته عبارة عن رياح شديدة وأمطار، لكن حتى الآن لم يترك ذلك أثرا يمكن الحساب عليه، وكل ما يحدث حاليا يجري بواسطة صور الأقمار الصناعية ومتابعة مركزه الذي نسميه عين الاعصار، ومن ثم حساب سرعته واتجاهه.
ولفت إلى أنه لم يثبت، حتى الآن، بصورة قاطعة أن الاعصار سيضرب عمان، لكنها تتحسب له لأنها الدولة الأولى التي ستتأثر به، وعندما يصل إليها فعلا، تبدأ الدول الأخرى تأخذ حذرها ولن يكون ذلك أكثر من جنوب وشرق الامارات، أما السعودية وغيرها فهذا غير وارد من الأصل.
وعن عمر الاعصار قال حشاد: ليس له فترة زمنية، لكنه ما دام بدأ تحركه فعمره فوق الماء بين 48 ساعة إلى 5 أيام، ومن الممكن أن تزيد قوته ويطول عمره، وسيقطع مسافة 500 كم ليبلغ الساحل العماني، وخلال هذه الفترة الزمنية سيكون تحت المتابعة والدراسة من حيث سرعته وتغييراته، ومن ثم فلا داعي لأي هلع في الامارات أو غيرها.