مشـــآآآهد شآآهد

[ابو ديمة]

بسم الله الرحمن الرحيم




طفلة تسأل والدتها: هل بابا يُحبك..؟

فـَ تبكي بعد أن تمسح على رأسها وهي تقول: يحبني كثيراً لدرجة أنه منحني الفقر وورقة الطلاق هذه..

وَ تلك الندبة التي لن تُمحى من جبيني..!

عجوز على عُكاز مَضى مُتجهاً الى صلاة الفجر بعد أن خرج من منزله وهو يمشي خطوة خطوة ببطئ..

لـِ يأتوا من خلفه شبّان في مركبتهم المسرعة، وصوت اغنية يصدح في انحاء الحيّ..

حتى يُخرِج احدهم رأسه من الشباك ويقذفه بقنينة ماء..

ف يرفع العجوز كفيّه وهو يقول: حسبي الله ونعم الوكيل..!

ينتصف المجلس على كُرسي محاطة به الزهور، امامه طاولة عليها افخم انواع الشوكولاته..

يتباهى بأملاكه وهو يتحدث: أنا أملك مدينة ونادي وشركة، املك مصنع ومقهى وبَشر..

حتى ينهض احدهم لـِ يقف في مجلسه بعد ان قاطعه الحديث وهو يقول: أعلم أنني لااملك لبس كَ لبسك الحريريّ..

لكنني اعظم منكَ مُلكاً، فأنا املك الشَرف والعفّة والقناعة وايماني بأن الله مَنحني اعظم مما منحك..!

تُمسِك هاتفها وهي تحدثه: حبيبي اعذرني فأنا مُتعبة هذا المساء لاأستطيع الحديث كثيراً..

وبعد أن يقفل منها، تضحك لـِ تتجه الى قائمة الاسماء، وتتصل على حبيبها الآخر..!











مراهق وقف امام الكعبة، رفع كفيه الى الله، وبكى حتى تساقط الدمع على اقدامه..!













حقيبة وسط مطار، المطار مكان اللقاء، اللقاء كان ذات صدفة، الصدفة صنعت محراب العشق..


استوطن قلبه وقلبها، قلبها امتلئ به، وبه عرفت أن الحب فراق، فراق يبتدئ بـِ كف مرفوعة حتى يلوّح بها العاشقين..


عاشقين كانوا، كانوا يبحثون حتى نالوا، نالوا الحزن والرحيل وأبشع الوان الوداع..!















جلست امامه قارئة الفنجان وهي تقول، دعني اقرأ فنجانك..


منحه اياها وهو ينتظرها أن تخبره عن المستقبل..

ابتدأت: انت تُحب انثى، هذه الانثى .........!

فـ قاطع حديثها رجُل كان يمشي وهو يُرتّل بصوته العذب:
(يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ
كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)

10


وقف امام المرآة، نظر الى نفسه كثيراً وقال: شكراً يالله لأنك خلقتني أنا..

شكراً يالله لأنني لم اكن احداً غيري..

شكراً يالله لأنني لااُشبههم..!
شكراً يالله لأنني انا..!

أخوكم أبو ديمة