آثار الأمطار بضاحية سوبا جنوب الخرطوم وفي الاطار احدى المتضررات
خلفت أمطار غزيرة بمنطقه سوبا الأراضى جنوب العاصمة السودانية الخرطوم خلال الأسبوعين الماضيين أضراراً صحية وبيئية بالغة تمثلت فى انهيار 27 ألف منزل بين جزئي وكلي و13 مدرسة، بالإضافة لتضرر بعض المرافق الصحية والخدمية. وطالب مواطنو المنطقة الحكومة السودانية اليوم الخميس، بالإسراع بتوفير الخيام والأدوية وتصريف المياه ورش المنطقة بالمبيدات درءاً لأي كوارث بيئية محتملة، وأكدوا عدم تلقيهم أي شكل من أشكال الدعم والإمداد رغم حصرهم بواسطة مجموعة جهات، وأشاروا الى أن الحياة في منطقتهم باتت شبه متوقفة.
وقال ممثل الهلال الأحمر السوداني بالمنطقة جمال أبكر إن هناك ست حالات وفاة وجرح 350 و140 حالة إسهال، وأضاف أن الخدمات التي يقدمها الهلال الأحمر لا تتعدى إمكاناته المحدودة لمقابلة احتياجات المتضررين.
في سياق متصل، كشف ممثل منظمة الشروق الدولية يحيى الرشيدى العربى عن توزيع مائتى ألف دولار للفقراء والمساكين المتضررين من الأمطار الغزيرة، التى ضربت العاصمة السودانية الخرطوم مؤخراً، خاصة منطقه سوبا الأراضى التى تأثرت فيها 27 ألف أسرة جراء الأمطار. وأضاف الرشيدى، الذي تتخذ منظمته من الخليج مقراً لها، فى تصريحات خاصة للشروق فى الخرطوم، أن المنظمة عازمة على توزيع ثلاثين ألف خيمه وثلاثين ألف بطانية للمتأثرين من الأمطار فى مقبل الأيام.
وكانت ولاية الخرطوم شهدت أمطاراً غزيرة خلال الأسبوعين الماضيين ضربت كل أرجاء الولاية وأعاقت سير الحياة اليومي في بعض الأحياء، خاصة الطرفية وسببت الكثير من الأضرار، مما حدا بوزارة التعليم بالولاية لإغلاق المدارس.
الأمطار تشل الحياة في الخرطوم
شهدت الخرطوم وأجزاء متفرقة من السودان أمطاراً وسيولاً أعادت للأذهان محنة خريف العام 1988م، وأسفرت عن ضحيتين على الأقل في ضاحية الحاج يوسف شرقي الخرطوم، وسارعت السلطات الى إغلاق مدارس العاصمة والولايات لليومين القادمين. واستمرت الأمطار الغزيرة بالخرطوم لخمس ساعات من فجر اليوم الأربعاء وغمرت المياه الشوارع والميادين مع انعدام التصريف اللازم، ما تسبب في إعاقة حركة السير في الطرق الرئيسية.
السودان يغلق المدارس
واضطرت وزارة التربية والتعليم اليوم الى إصدار قرار فوري بتعطيل المدارس بالولايات لمدة يومين، في ظل توقعات هيئة الأرصاد الجوية بتوالي الأمطار خلال الأسبوع المقبل، كما استنفرت غرف الطوارئ المركزية بولاية الخرطوم وجميع محليات الولاية كوادرها لمواجهة الموقف ومعالجة الآثار.
وأكدت وزارة التعليم بالخرطوم أن قرار إغلاق المدارس تم اتخاذه احترازاً من حدوث أي حوادث قد تضر بالتلاميذ نسبة لأن الأمطار كانت غزيرة وعمت جميع أرجاء الولاية
وقرر مجلس وزراء حكومة ولاية الخرطوم فى اجتماعه اليوم برئاسة الوالي عبدالرحمن الخضر توجيه الآليات والمعدات كافة التى تعمل بها وزارة البنى التحتية والدفاع المدني والمحليات ومعدات القطاع الخاص لمعالجة آثار الأمطار الغزيرة التي بلغ أعلى معدل لها 80 ملم بالخرطوم.
ونفذ والي الخرطوم ووزير الداخلية ووزير البنى التحتية وأعضاء غرفة العمليات جولة عبر طائرة عمودية واتضح أن أكثر المناطق تأثراً هي جنوب الخرطوم ومناطق شرق النيل التي تعرضت لسيول عارمة تدفقت من سهل البطانة
**************
في ذات السياق، حذر مدير عام الهيئة العامة للإرصاد الجوية مزمل عبدالرحمن ولاية الخرطوم من أن شهر أغسطس الجاري سيشهد معدلات أمطار عالية، وأضاف أنهم يتوقعون أمطاراً غزيرة حتى نهاية هذا الأسبوع، على أن يتم التعرف على توقعات الأسبوع المقبل نهار غدٍ الخميس
*************
انهيار منازل بشرق النيل
أكد مدير التخطيط العمراني بمحلية شرق النيل المهندس أبوالقاسم عبد الله أبوراس اليوم، أن المحلية شهدت أمطاراً غير مسبوقة لم تشهدها في السنوات الأخيرة، خاصة في مناطق "عد بابكر، رام الله، الكرياب، الحاج يوسف، المايقوما، حلة كوكو، الجريفات وسوبا شرق".
وقال أبوراس إن السيول غمرت كل الشوارع ولا تزال تحاصر الطريق الدائري الذي يربط العاصمة الخرطوم بالميناء الرئيسي على البحر الأحمر في بورتسودان، حيث غطته بالكامل.
وقال إن السيول بدأت تتجمع في ممرات داخل الأحياء السكنية، ما أدى الى حدوث انهيارات في المنازل في منطقة رام الله والكرياب وسوبا شرق، وأشار الى خطورة انهيار المراحيض على الوضع الصحي، وأشاد بالجهود التي بذلتها إدارة الدفاع المدني بتوفير المواد الغذائية والخيام ومياه الشرب النقية للمتضررين.
المحليات في امتحان الخريف
ووفي محلية جبل الأولياء غمرت مياه الأمطار كل الميادين الشوارع والمدارس، ما حدا بالمحلية لإجراء تقييم لموقف المدارس، خاصة أن المنطقة شهدت أمطارا ًغزيرة في اليوم السابق، ما جعل الضرر كبيراً بالمباني والمصارف.
في السياق ذاته، شكلت محلية كرري غرفة تضم كل مديري الإدارات العامة انعقدت اليوم وترفع تقاريرها كل ساعتين عن موقف الأمطار، وقامت الغرفة بجولات ميدانية تبين من خلالها وجود برك ضخمة في الشمال الغربي والجنوب من المحلية بجانب بلاغات وصلت للغرفة حول سقوط "كيبلات" الكهرباء بقرية النوبة شمال أم درمان تمت إعادة تركيبها ...