تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديـات البراري الرئيسيــة > منتدى الرحلات والسياحة والأجهزة البرية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #35  
قديم 2008-09-10, 02:08 AM
هادي أبوعامرية هادي أبوعامرية غير متواجد حالياً
عـضـو جـديـد
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 36

هادي أبوعامرية is on a distinguished road
افتراضي

حوار الكرابيج





تهامة بلد طيب وأرض مباركة، جعل الله فيها بيته، وأرسل فيها رسله، وأنزل فيها قرآنه ((والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا)) [الأعراف].

الأخ الفاضل المحاور عرفني نفسه فقال إنه عبدالله من مكة، عبدالله عبدالله عبدالله مكة، تعرفونه ليس في مكة عبدالله غيره، والذي أعلمه أنه عبدالله من المدينة، عبدالله عبدالله، عبدالله مدينة، تعرفونه، لقب لا عجمة فيه، لا أدري ما أحب الأسماء إليه حتى أخاطبه به، فذلك حق المسلم على المسلم، أما أنا فأفضل أن أناديه بمسماه الوظيفي، ليتني أعرفه, ولو أني سألته لقال غير الحقيقة، ذلك منهاجه في الحوار، وحتى أثبت لكم بالدليل أنه يقول غير الحقيقة عن عمد, أعرض لكم إحدى إجاباته على أحد أسئلتي، هو يصر على أن ناقة نبي الله صالح كانت تشرب من إحدى آبار مدائن صالح، بنفسها دون معين، تمد جرانها ما يقارب الثلاثين متراً، فتشرب حتى ترتوي، ثم تنزع بعد أن تتضلع ، ولأني أهاب مخالفة أصحاب العلم الغزير مثله، حاولت أن أتخيل جران الناقة، هل هو مثل ماص الصدمات والمطبات في السيارة ((النابض أو الياي)) تدخل فقراته واحدة في الأخرى، فلما أعياني التخيل سألته، إن كان لديه دليل من الكتاب أو السنة على هذه الخاصية الخِلْقية في ناقة نبي الله صالح، قطعي الدلالة والثبوت, فقال نعم، ثم جاء بهذا الدليل ((هل تعتقد بأن الناقة التي أخرجها الله لثمود مثل النوق التي في عهدنا))، ما رأي القارئ؟, هل يدل هذا الجواب على التزام الصدق؟؟, كل أدلة المحاور وحواره على هذه الشاكلة، لا تنسوا أني سألته دليلاً من الكتاب أوالسنة، وهذا نمط في الحوار جديد، إظهار عدم الفهم، ثم الرد بمالا يفهم، لأن الغاية التشويش لا الحوار، إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة، والأمانة في كل شيء، في الأقوال والأفعال والأموال العامة، ولكن الذي يهمني الآن الحديث الذي استشهد به الأخ المحاور "عبدالله مدينة رحال الغربية", على أن ثمود أصحاب الناقة كانوا في العلا ونص الحديث، قال الإمام أحمد حدثنا عبدالرزاق حدثنا معمر عن عبدالله بن عثمان ابن خُثيم عن أبي الزبير عن جابر قال: لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجر قال: ((لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح فكانت – يعني الناقة- ترد من هذا الفج وتصدر من هذا الفج فعتوا عن أمر ربهم فعقروها، وكانت تشرب ماءهم يوماً ويشربون لبنها يوماً، فعقروها فأخذتهم صيحة، أخمد الله من تحت أديم السماء منهم، إلا رجلاً واحداً كان في حرم الله، فقالوا من هو يا رسول الله قال ((أبو رغال)) فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه، قال ابن كثير بعد أن ساق الحديث ((وهذا الحديث ليس في شيء من الكتب الستة وهو على شرط مسلم)). وعبارة ابن كثير الآنفة الذكر تفيد بظنية ثبوت الحديث، إذ لم يرد في أي من كتب الحديث الستة، ثم أنه على شرط مسلم فقط، لذلك فالأخبار الواردة فيه ظنية، والذي يطعن في عقيدة من لا يعتقد الأمور الظنية الثبوت جاهل، فحلب الناقة ما يكفي ثمود كافة في يوم، وشربها بنفسها من بئر عمقها ثلاثون متراً، كل هذه أمور ظنية لم تثبت ثبوتاً قطعياً، وانتفاء شرب الناقة من بئر إسقاط لحجة القائلين إن ثمود كانوا في حجر وادي القرى, وتفنيد لمنطقهم, بالكتاب والسنة والعقل والمنطق، ولكنهم لا يبالون, فهم يعودون لنفس الحجج وعين الاحتجاج، وهذا يدل على أن حوارنا تشوبه شائبة، طويت عليها أنفس، ويدل على الخواء والإفلاس العلمي, والأمر الآخر الذي يصطدم بالعقل, القول إن ثمود كانت تحلب من الناقة، ما يكافئ ما شربت من مائهم، وهنا أسأل أخي الكريم "باحث عن وعن"، هل كانت الناقة تحلب بنفسها، أم تحلبها ثمود، وهل تحلب في شعب فيسيل لبنها فيتلقونه بآنيتهم، أم تحلب في ذلك المحلب تنساق إليه مسخرة، ثم تعلوه وتفاج عليه وتحلب، أم كانوا إذا شربت أسرعوا إليها بصحافهم وقعابهم وعِسَاسهم وقداحهم، كل يحلب لبيته وعياله، ونحن نحتاج إلى أدلة قطعية على حلب الناقة بأي من الصفات الآنفة، أو الإقرار أن الأمر ظني، وعلماء أمة محمد يرون أنه ظني.

لن يجيب الأخ الفاضل باحث عن وعن عن أي من هذه الأسئلة، بل سيعود إلى نشر وترداد ما سبق نشره، وسبق الرد عليه، ولتعدد مواهب صاحبي، سميته اختصاراً باحث عن وعن!!! وليقيني أنه لن يأتي من أحدهم رد، سنفرض أن ثمود كانوا يحلبون الناقة بأنفسهم، أعلم أن الله قادر على أن يجعلها ترويهم، ولو كانوا مائة ألف أو يزيدون، ولكن أتساءل عن الوقت الكافي لحلبها، فإذا افترضنا أن ثمود كانت ثلاثة آلاف أسرة فقط، فعلى أقل تقدير تحتاج كل أسرة إلى نصف ساعة للحلب، بافتراض أن الحالبين بشر، أي تحتاج ثمود إلى تسعين ألف دقيقة، وبحساب يسير تحتاج الناقة أن تقف للحلب اثنين وستين يوماً ونصف اليوم، لذا أسأل المحاور العالم ورهطه، ها هي الناقة على منطقكم تقف للحلب اثنين وستين يوماً، لا تأكل ولا تشرب والله جل جلاله يقول: ((ونبئهم أن الماء قسمة بينهم كل شرب محتضر)) [القمر]، ومعنى قسمة بينهم أي بالتساوي، فإذا كانت الناقة ستشرب يوماً، وتقف شهرين للحلب, لا تأكل ولا تشرب، كيف تكون قسمة الماء، أو حتى لو وقفت للحلب خمسة عشر يوماً، بافتراض أن ثمود سبعمائة وخمسون بياً، وهو عدد لم يرسل الله جل جلاله في مثله، قال تعالى في سورة الشعراء ((هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم))، إن نصيب ثمود من الماء على علم هؤلاء أياماً، ونصيب الناقة يوماً، أين وجه الابتلاء في هذه القسمة فقط أريد من الأخوة وأخص باحث عن وعن دليلاً واحداً من الأدلة المطلوبة التالية:

1- دليلاً قطعياً أن الناقة كانت مسخرة للحلب في تلك الصخرة التي سموها محلب الناقة لا تحيد عنه قيد أنملة، وأنها تحلب نفسها بنفسها فيه، ثم يأتون فيغترفون منه لبناً سائغاً.
2- أو دليلاً قطعياً على أن ثمود كانوا يحلبونها بأنفسهم.
3- فإذا كان كذلك فحلُّوا معادلة الستين يوماً السابق ذكرها.

يغلب على ظني أن يأتي رد الأخوة إتهاماً لي، وليس محاجة ومنطقاً سيقولون إن هذا الذي اسمه هادي أبو عامرية يسخر من صحابة رسول الله، ويطعن في سنة رسول الله، وذلك لأنهم لا حجة ولا دليل ولا معرفة، وفاقد الشيء لا يعطيه، أما أنا فمحال أن أتهمهم في دينهم، ولا أتهم أحداً من خلق الله، الله مطلع على قلوب عباده، فقط أقول لهم: إن القول إن ذلك البرميل الصخري هو محلب ناقة صالح، هكذا دون دليل أو كتابة أثرية ثمودية على صفحته حجة ساقطة، أشبه بروايات العجائز, فابحثوا عن أثر غيره تَدَّعونه، مهما كانت حاجتكم إليه.

لنعد إلى ما ورد في الحديث عن أبي رغال ((فعقروها فأخذتهم
صيحة أخمد الله من تحت أديم السماء منهم إلا رجلاً واحداً كان في حرم الله، فقالوا من هو يا رسول الله قال "أبو رغال"، نص الحديث هكذا "أبو رغال"، ولو كان النص هكذا "رجل يقال له أبو رغال", لحمل على وجه آخر، وأسأل علماءنا الأفاضل وعلماء اللغة في هذا الوطن، هل لغة هذا الحديث توافق بلاغة من أوتي مجامع الكلم؟ الإجابة على هذا السؤال لدى علمائنا الأفاضل وليس عندي.

أعود إلى الحديث ، ينص الحديث أن الذي حمى أبا رغال، مما حاق بثمود ((الصاعقة)) أنه كان في حرم الله، وما كان زمن ثمود قد بني البيت الحرام، فالثابت وبنص الكتاب والسنة أن أبانا إبراهيم، هو من بنى البيت وحرَّم مكة، قال تعالى: ((وإذ جعلنا البيت مثابةً للناس وأمناً واتخذوا من مقام إبراهيم مصلىً وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود)) [البقرة]، وقال تعالى في سورة الحج ((وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئاً وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود)) فالذي بنى البيت أبونا إبراهيم، والذي حرَّم مكة أبونا إبراهيم وذلك مذكور في السنة، لا مبرر لذكر الأحاديث الواردة في ذلك لشهرتها، ومكة لا ترد بأس الله عن القوم المجرمين, إن أراد جل وعلا, اذكروا دخان مكة زمن رسول الله, قال تعالى: ((فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبينيغشى الناس هذا عذاب أليم)) [الدخان]، ولم يثبت أن البيت كان قائماً زمن ثمود، بل لم يثبت أن البيت بناه غير أبينا إبراهيم، إلا في روايات خبرية غير مؤكدة، وحتى لو أخذنا بتلك الأخبار، فإن رواتها يؤكدون أن الطوفان هدم بيت الله الحرام، ثم لم يكن بيت حتى بناه أبونا إبراهيم، فأي بيت كان فيه أبو رغال زمن ثمود، وبين ثمود ونبي الله إبراهيم عشرات القرون، وجاء ذكر أبي رغال في الحديث هكذا ((قالوا من يا رسول الله قال أبو رغال)) أي ذلك الرجل الذي تعرفون خبره، ولو جاء ذكره هكذا ((قالوا من يا رسول الله قال رجل يقال له أبو رغال)) لقلنا ربما، أما أبو رغال المعروف فرجل من ثقيف، أرشد أصحاب الفيل إلى مكة، وقبره يقال في وادي نخلة في الطريق إلى الطائف، وليس في الطريق إلى الشام، بعد هذا أسأل: هل يمكن الأخذ بهذا الحديث وإن خالف ما في كتاب الله، سؤال أوجهه للعارفين وسليمي الصدور، أما معتلي الأنفس، فتركهم لغل نفوسهم الذي اشتهروا به، ينهش أكبادهم وقلوبهم, أولى وأليق, ولو أننا كفرنا كل من لم يأخذ بالأدلة ظنية الثبوت, كحلب الناقة, وإروائها ثمود لبناً, لأوقعنا السيف في رقاب أمة محمد!!!!, ولبدأنا بأئمة الحديث وأئمة المذاهب, لأنه كان لكل منهم شروطه في الجرح والتعديل, والقبول والرد, وكم ردوا من أحاديث.

وفق الله الجميع..





بهذا المقال أكون قد أنهيت موضوع ثمود لم يسكنوا حجر وادي القرى, فالكتابات على آثار مدائن صالح نبطية, ليس فيها حرفاً ثمودياً, ومحلب الناقة ليس عليه أي كتابات تفيد بمن بنوه, وليس في الآيات الواردة في ثمود أي آية تدل على أن مدينتهم معروفة أو مبصرة مشاهدة لدى قريش, شأن ما ورد في قرية قوم لوط وأصحاب مدين, وجميع الأحاديث الواردة في غزوة تبوك لا تؤكد أن ثمود سكنوا مدائن صالح, وما كان منها يذكر ذلك فهو حديث ظني الثبوت, كالحديث الوارد أعلاه, أرجو أن أكون قد بينت رأيي وسواء كانت ثمود في العلا أو في جيزان, فكلا الموضعين (المملكة العربية السعودية).

أقدم تحياتي وتقديري الخالص لإدارة هذا المنتدى والمشرفين عليه وأستأذنهم أن أعود إلى منتديات ***حرر*** , حيث جميع بحوثي منشورة, وكما يقال اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية, أرجو أن لا تحملوا في صدوركم علي أي ضغينة, فأنا لا أحمل لكم إلا كل ود وتقدير.








هادي بن علي بن أحمد أبوعامرية.

 


المتواجدين الآن بالموضوع : 7 ( الأعضاء 0 والزوار 7)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 12:10 AM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010