ما زال المختصون في هذا المجال في دهشة من هذه التقلبات والتغيرات العارمة على المناخ ، وهاهم ينوون إصدار هذا التقرير كتفسير منطقي لما هو حاصل من تغيرات مناخية :
تنامي الإجماع الدولي على قضية تغيّر المناخ
من المتوقع أن تصدر الهيئة الدولية للمناخ تقريرا يؤكد أنّ الإنبعاثات الغازية التي تنتج عن البشر تشكل التفسير الوحيد للتغييرات الجوهرية على كوكب الأرض .
يذكر أنّ اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ( Ipcc ) والمؤلفة من ممثلين لحكومات العالم المختلفة كانت قد أفادت في السابق أنّ الغازات المنبعثة من البيوت البلاستيكية من " المحتمل " أن تكون هي المسؤولة عن تغير المناخ .
وسترسل اللجنة المسودة الثانية لتقريرها إلى الحكومات المعنية الشهر القادم .
وقد علمت البي بي سي أنّ التقرير سيذكر بوضوح أنّ انبعاثات الغاز الناجمة عن البيوت البلاستيكية تشكل التفسير الأوحد لتغير نماذج من المناخ عبر العالم .
وسيضيف التقرير أنّ التركيزات المتزايدة في الجو لغازات بعينها كثاني أكسيد الكربون هي وراء تشكل النماذج الاستثنائية المتزامنة التي تظهر في الجليد البحري وأنهار الجليد و حالات الجفاف و الفيضانات و الأنظمة المناخية وتحمض المحيطات وهجرات الحيوانات البرية .
فقد أفاد أحد المصادر المطلعة أنّ " القياسات المأخوذة من عالم الطبيعة على كل أجزاء كوكب الأرض خلال العقد الماضي كانت في الواقع قياسات شاذة ".
وأضاف : " لو كانت بعض هذه القياسات خارج حالة الانتظام الكوني لما كان علينا أن نقلق كثيراً لأنّ الأرض تتغير بشكل طبيعي . و لكن حقيقة كونها كلها تقريباً خارج حالة الانتظام هذه يجعلنا في غاية القلق ." فقد قال نفس المصدر أنّ التقرير سيتنبأ أنّ تضاعف التركيزات الغازية المنبعثة من البيوت البلاستيكية إلى الجو سيؤدي إلى ارتفاع في درجات الحرارة يتراوح بين درجتين مئويتين وأربع درجات مئوية أو ربما أكثر . وهذا الفرق قد يكون أصغر من الذي تضمنه التقرير السابق الذي اعتبر أنّ الارتفاع سيكون 1.4 درجة مئوية و قد يصل إلى 5.8 درجة مئوية .
كما سيضيف التقرير أنّ العلماء سيؤكدون على الدرجة الكبيرة من عدم اليقين حول موضوع سرعة ومدى التغيير المستقبلي في المناخ .
ويُتوقع أن تتضاعف نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو عن النسبة المناسبة المستقرة لفترة ما قبل الصناعة ( 270 جزء بالمليون ) في أواسط القرن الجاري .
أمّا ما يقلق العلماء حقاً هو أننا بدأنا نشهد تقلبات جوهرية في الطقس رغم أنّ الزيادة في نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون قد بلغت فقط 30 بالمئة .
بالطبع سيكون هناك على الطرف الآخر المشككون -بشكل أساسي في الولايات المتحدة الأميركية- الذين سيتهمون ال Ipcc بمحاولة تخويف صناع القرار من خلال تقريرهم هذا ليجبروهم على فعل شيء ما.
و لكن الإجماع الواسع للخبراء الدوليين و الممثل في ال Ipcc سيجعل من الصعب على الإدارة الأميركية أن تقول أنّ تغير المناخ هو مشكلة مستقبلية لا يمكن حلها من خلال اتخاذ تدابير فنية مسبقة .
يذكر أنّ رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير كان قد خاطب مؤخراً المشاركين في مؤتمر عن المناخ قائلاً أن على العالم أن يجعل الأميركيين والصينيين والهنود يتفقون على رقم محدد لاستقرار نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو .
ومن غير المحتمل أن يحدث مثل هذا الأمر في فترة حكم الرئيس الأميركي الحالي جورج بوش والذي أعلن ممثله أمام مؤتمر المناخ الذي عقد في مونتريال في كندا في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي أن بلاده لن توافق على أي أهداف ترمي إلى تخفيض نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو .
عن البي بي سي 6/3/2006