الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
فإن الليالي والأيام والشهور والأعوام تمضي سريعا وتنقضي سريعا هي محط أعمالنا
ومقادير آجالنا. وفي نهاية عام وفي بداية آخر حبذا أن يقدم الإنسان لنفسه توبة
ناصحة ورجعة صادقة يغسل بها ما مضى ويستقبل بها ما أتى قال تعالى :
(وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).
قطعت شهور العام لهوا وغفلة *** ولم تحترم فيما أتيت المحرما
فلا رجبا وافيت فيه بحقه *** ولا صمت شهر الصوم صوما متمما
ولا في ليالي عشر ذي الحجة الذي *** مضى كنت قواما ولا كنت محرما
فهل لك أن تمحو الذنوب بعبرة *** وتبكي عليها حسرة وتندما
وتستقبل العام الجديد بتوبة *** لعلك أن تمحو بها ما تقدما
لقد فاضل الله بين الأوقات فجعل منها مواسم للخيرات ليجتهد الناس فيها بسائر
الطاعات وأنواع العبادات ومن هذه الأزمنة الفاضلة التي أشار القرآن إلى عظيم
منزلتها وأظهرت السنة علو مكانتها
يحمل هذا الشهر ذكريات لأحداث تاريخية،مازالت البشرية تتذكرها،و من أهمها هي
نجاة سيدنا موسى عليه السلام من فرعون يوم العاشر من محرم،
فقد ورد في السنة الصحيحة ان النبي محمد صلى الله عليه و سلم وجد اليهود
تصوم هذا اليوم فلما سألهم عن السبب قالوا انه يوم نجى الله فيه
موسى من فرعون و لذلك فإنهم يصومونه شكرا لله،
فذكر النبي صلى الله عليه و سلم أنه أحق بموسى منهم ثم صامه