قصر الربض بثرمداء من أقدم القصور الأثرية في إقليم الوشم

[الشبيعان]

يعتبر أحد الأماكن الأثرية

قصر الربض بثرمداء من أقدم وأشهر القصور الأثرية في إقليم الوشم

الواجهة الشمالية الغربية

جريدة الرياض :

«قصر الربض» اسم لقصر أثري، يعد من أقدم وأشهر القصور الأثرية في إقليم الوشم ويقع تحديداً في مدينة ثرمداء، لكن مع شهرته اسماً، إلا انه من الأماكن المجهولة عند البعض.
ورغم بقاء جدرانه وجزء كبير من أسواره شاهدة للعيان إلا أن هناك من لا يميز بينه وبين بقية آثار وشواهد البلدة القديمة خاصة ممن لا يسكنون ولم يسكنوا في ثرمداء، ولعلنا نقول أن ذلك من الطبيعي لأن كل أهل بلدة أدرى بآثارها وتاريخها بلا شك.
ولعل هناك سبب آخر أيضاً وهو اهتمام الناس بالمتنزهات والأماكن الفسيحة حوله والعزوف خاصة من الشباب عن التعرف على الأماكن الأثرية، فهي لا تجذب أنظارهم ولا تشكل عند البعض شيئاً له قيمته التي تستحق التعرف عليه، ومن هنا نجد أماكن أثرية مشهورة بالاسم مجهولة بعينها في عدة أقاليم ومدن بدأت تنزوي وتتلاشى عن ساحة المعرفة. وقد نجهل الكثير منها رغم وجودها، وفي المقابل يوجد بلا شك من يهتم بالآثار وكذلك التراث وإن كانوا قلة إلا ان مجهودهم يكفي لتحديد المواقع والتعرف على الموجود في مناطقهم وأقاليمهم.
و«قصر الربض» أحد هذه الأماكن الأثرية، فهو قصر طيني تهالك بنيانه، كما انه بلا سقف في الوقت الحالي، وهذا التراكم على بعضه ناتج عن طول مدة وقوفه وعبوره فترة زمنية طويلة، وبالتالي «ربض» في موقعه الذي بني فيه، ويقع شمال مدينة ثرمداء يجاور الأحياء القديمة ويتوسط بينها وبين أراضيها المنتجة ومناطق الخصب والرعي والزراعة.
هذا القصر القائم حالياً لا يظهر من مبناه الحقيقي سوى ثلث المتهدم منه، والباقي يرزح تحت أسوار تهالكت فوق بعضها تظهر علاماتها وأسسها إلى جهة الشمال والشمال الغربي من الجدران القائمة حالياً.
ويبدو القائم من القصر ك «اصطبل» أو مخزن كبير لممتلكات القائمين ببنائه وهم الأتراك، حيث بني فيما يروى منذ ما يقرب من مائتي سنة أي في عام 1236ه.
المظهر الخارجي للقصر:
مساحة القصر الاجمالية كبيرة جداً تزيد على ثلاثة آلاف متر في تقديري العشوائي، لكن المتبقي صامداً أمام عوامل الحت والهدم والتعرية لا يزيد على «800» متر وهو القائم حالياً، حيث أطواله التقريبية 25*30 ويشكل قرابة ثلث المتهدم، ويظهر من تصميمه انه مكان تجميع وخزن وتحصين لمؤن وسلاح أو خيول ومعدات، ولا يبدو انه يمثل سكناً أو إقامة، فهو متسع الوسط ومفتوح الأعلى، يخلو من الفواصل والقواطع والسقف ولا تبدو فيه أبراج تشرف على كل جنباته، مما يؤكد على أن الحماية والحراسة والتحصين الأقوى تتركز في الأجواء التي سويت بالأرض والتي تقع إلى الشمال منه، لكنه أكثر منعة منها وأقوى بناء، فجدرانه مكونة من أربع طبقات متراصة بجانب بعضها تصل سماكتها إلى حوالي المترين، ويرتفع الباقي منها الآن من أربعة إلى خمسة أمتار وربما كان المتهدم منها مساوياً لما بقي صامداً.
النمط العمراني للقصر وأسواره يأخذ النمط السائد في معظم المباني المجاورة لحامي بلدة ثرمداء القديمة، خاصة المباني المجاورة للأسوار الخارجية منها، حيث الجدران العالية وشكل البناء وطريقته وارتفاعه ونوع البناء، ولا يأخذ شكلاً مختلفاً عنها مما يؤكد تزامن تشييد تلك المنشآت.