التعليمـــات |
التقويم |
![]() |
#1
|
||||
|
||||
![]()
في ظل عدم وجود وجوه مشرفه هذه الأيام في سورية الحبيبة تحقن دماء هذا الشعب العربي بدلا من التنكيل به بابشع الصور كان لا بد لنا ان ننبش التاريخ ونأتي بانموذج مشرف عله يعيد لنا بعضا من سوريا ..فاليكم هذا النموذج الجميل عن رجل من رجالات سوريا الأبية : دخل فارس بيك الخوري، ممثل سوريا في الامم المتحدة حديثة المنشأ، بطربوشه الأحمر و بزته البيضاء الأنيقة.. قبل موعد الاجتماع الذي طلبته سوريا من اجل رفع الانتداب الفرنسي عنها بدقائق و اتجه مباشرة الى مقعد المندوب الفرنسي لدى الأمم المتحدة و جلس على الكرسي المخصص لفرنسا ..الدولة المحتلة لسوريا حينها ! اخذ السفراء بالتوافد إلى مقر الأمم المتحدة بدون إخفاء دهشتهم من جلوس 'فارس بيك' المعروف برجاحة عقله و سعة علمه و ثقافته في المقعد المخصص للمندوب الفرنسي، تاركا المقعد المخصص لسوريا فارغا.. وفارس بيك هو احد 'مؤسسي' الأمم المتحدة، رغم معارضته الشديدة لصيغة مجلس الأمن، و هذا يفسر سبب ذهول الوفود من تصرف فارس بيك، احد واضعي نظام الأمم المتحدة و بالتالي لابد وان يعرف بروتوكول المقاعد المخصصة ؟ المهم أحبائي، دخل المندوب الفرنسي، و وجد فارس بيك يحتل مقعد فرنسا في الجلسة.. فتوجه إليه و بدأ يخبره أن هذا المقعد مخصص لفرنسا و لهذا وضع أمامه علم فرنسا، و أشار له إلى مكان وجود مقعد سوريا مستدلا عليه بعلم سوريا و لكن فارس بيك لم يحرك ساكنا، بل بقي ينظر إلى ساعته ! دقيقة، اثنتان، خمسة. استمر المندوب الفرنسي في محاولة 'إفهام' فارس بيك: يا حبيبي، يا روحي، مونامور، مون شيري... هون محل كرسي بتاع فرنسا، محل كرسي بتاع سوريا هنيك، سيفوبليه قوم انقلع من هون بدنا نقعد و لكن فارس بيك استمر بالتحديق إلى ساعته: عشر دقائق، احد عشرة، اثنا عشرة دقيقة و بدء صبر المندوب الفرنسي بالنفاذ: يا ....... قوم انقلع يا عربي يا متخلف هون مطرح فرنسا الحرة و لكن فارس بيك استمر بالتحديق بساعته، تسع عشرة دقيقة، عشرون، واحد و عشرون.و اهتاج المندوب الفرنسي، و لولا حؤول سفراء الأمم الأخرى بينه و بين فارس بيك لكان حدثت هوشه كبيرة و عند الدقيقة الخامسة و العشرين، تنحنح فارس بيك، وضع ساعته في جيب الجيليه، و وقف بابتسامة عريضة تعلو شفاهه و قال للمندوب الفرنسي بصوت عال سمعه كل من حضر الجلسة : سعادة السفير، جلست على مقعدك لمدة خمس و عشرين دقيقة فكدت تقتلني غضبا و حنقا، سوريا استحملت سفالة جنودكم خمس و عشرين سنة، و قد آن لها ان ترحل !! وفي هذه الجلسة ، نالت سوريا استقلالها !
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|