شوارع المدينة تحوّلت إلى "مزادات".. وشبان يتدخّلون بإيصالهم مجاناً
300 ريال تكلفة نقل الحاج الواحد من مكة لمشارف المشاعر
فواز العبدلي- سبق- مكة المكرّمة: تحوّلت شوارع وطُرقات العاصمة المقدسة مع بزوغ فجر التروية اليوم، إلى أشبه ما يكون عليه حال المزادات, حيث شهدت وسائل نقل سيارات الأُجرة والحافلات والسيارات الخاصّة ارتفاعاً مهولاً في أسعارها؛ ليضرب أصحابها أبواب الرحمة والإنسانية عرض الحائط غير مكترثين أو مُبالين بشرف وعظمة خدمة ضيوف الرحمن؛ ليستغلوا حاجتهم بضرورة التواجد والوقوف بمشعر مِنى الطاهر.
*"سبق" تجوّلت في عددٍ من شوارع مكة المكرّمة وهالها ذلك التسابق الذي لم يفرق بين مواطن ومقيم وتجاوز أسعار نقلهم للحاج الواحد الثلاثمائة ريال, وهو ما حمل كثيراً من الحجاج من مختلف الأعمار والجنسيات على السير مشياً على الأقدام لعدم مقدرتهم على مُجاراة جشع أحدق بهم ووضعهم موضع تكسُّب من أشخاصٍ وصفوهم بمرضى النفوس.
في المقابل، تجلّت غيرة ومروءة عددٍ من شباب مكة الذين تدخّلوا عبر مركباتهم المفتوحة لنقل أكبر عددٍ ممكنٍ من الحجاج من مكة إلى مشارف المشاعر المقدسة دونما مقابل مادي سوى طلب الأجر والثواب من الله بالتيسير على ضيوفه الكرام الذين أنفقت الدولة في سبيل خدمتهم وراحتهم الغالي والنفيس.
وتساءل بعض الحجاج عن تكرار هذا السيناريو الذين وصفوه بـ "المخزي" مع موسم كل حج دونما ايجاد الحلول الكفيلة لمعالجته وهو ما طالب معه بعض الغيورين بأهمية تفعيل دور الجهات التوعوية وأئمة المساجد وخُطبائها بتكثيفهم الوعظ والتوجيه قبل بدء موسم كل حج وإقامة البرامج التثقيفية طيلة العام لتعزيز الأخلاق الإسلامية الحميدة في نفوس وتبيان أجر التيسير على الآخرين وفضل خدمة حجاج بيت الله والذي لا يساويه أي ثمن.
المصدرhttps://sabq.org/oIpfde