حق المواطن السعودي العيش في بيئة نظيفة

[البراري للعالمية]

تلقيت دعوة كريمة من سعادة الأستاذ إسماعيل سجيني رئيس لجنة الدراسات والاستشارات في الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان, لحضور جلسة للتفكير الجماعي تناقش حق المواطن السعودي في العيش في بيئة نظيفة التي عقدت في الساعة السادسة والنصف من مساء يوم الأحد الموافق 22 شوال 1430 بفندق أجنحة راديسون ساس الملكية, وقد حضر هذه الجلسة كوكبة من رجال الفكر والقانون والإعلام, وبعد مداولات ومناقشة موسعة بين أعضاء هذه الجلسة استمرت لأكثر من ساعتين, تبنى المجتمعون بعض التوصيات التي إن أخذ بها فستمثل نقلة نوعية في تحسين وتطوير الوسط البيئي الذي نعيش فيه, مما سيرتقي بالوضع الصحي للمواطن السعودي, ولكن هيهات ثم هيهات ثم هيهات! فكم من التوصيات البيئية البراقة المشابهة صدرت عن مثل هذا الاجتماع لم يرى أي منها النور حتى يومنا هذا و سائلوا المجلس البلدي عن ذلك !!, والسبب في عدم تنفيذها والأخذ ببنودها, اصطدامها في نهاية الأمر بحواجز المنتفعين من خراب وتدمير البيئة وهم والله كثر !!
لا شك أن أي مواطن من حقه في وطنه أن يعيش في بيئة نظيفة, ولكن كيف لهذا المواطن أن يطالب بحقه في العيش في بيئة نظيفة, والأمية والجهل البيئي يحيطان به من جميع جوانبه ويغلفان حنايا دماغه!! دعوني أدلل لكم بالمثال التالي معظم دول العالم الثالث المتخلف تعيش تحت ظلم واستبداد أنظمتها الحاكمة, ولكن مع ذلك على ما يبدو لي أن شعوب هذه الدول راضية وغير معترضة على الظلم والاستبداد الواقع عليها!!! والسبب في ذلك يعود إلى عدم إحساس وإدراك هذه الشعوب بالظلم الواقع عليها, وذلك نتيجة طبيعية لثقافة الجهل الذي تعيش فيه هذه الأمم!!, وما يقال عن السياسة يقال عن البيئة, فكيف للمواطن السعودي أن يطالب بحقه البيئي في العيش في بيئة نظيفة, إذا كان هذا الإنسان جاهلاً وأمياً في أبسط قواعد علم البيئة!! ونحن بحمد الله ينتشر في بلادنا أكثر من عشرين جامعة والعديد من المعاهد العلمية فلماذا لا تسخر هذه الجامعات والمعاهد في رفع الوعي البيئي لدى المواطن السعودي!, والجهل في أمور البيئة في مجتمعنا السعودي لا يقتصر فقط على رجل الشارع و أنصاف المتعلمين, بل يشمل شريحة كبيرة من المتعلمين والمثقفين, وأضرب مثالا على ذلك الأستاذ عبد الله أبو السمح الأستاذ الصحفي والمفكر الكبير الذي طالب بالقضاء على جميع أسماك القرش التي تجوب بحار ومحيطات العالم!! والله أنه لأمر عجاب, ولكن الأعجب والأدهى منه, وهو موافقة معظم الحضور في ملتقى يوم الجمعة في مجلس الوجيه وأستاذنا القانوني الكبير محمد سعيد طيب (أبو الشيماء) وهم يمثلون النخبة المثقفة في مجتمعنا السعودي, إلى ما ذهب إليه أبو السمح!! أدركت عندها أن معظم شرائح مجتمعنا تعاني من أمية بيئية عميقة, فكيف لنا كسعوديين أن نطالب بحقنا في العيش في بيئة نظيفة في خضم هذا الجهل البيئي!! بالطبع لا يسع المقال لتوضيح الخطأ الذي اقترفه أستاذنا الكبير أبو السمح, ولكن يا عبدا لله بحر من غير أسماك قرش لا يمكن أن تقوم له قائمة وسيكون بحرا ميتا!! وسأوضح ذلك بالتفصيل في المستقبل القريب على صفحات هذه الجريدة إن شاء الله.
مثال آخر يوضح جهلنا العميق بأبسط قواعد علم البيئة, وهو ما حدث من تلوث المياه الجوفية بالعناصر المعدنية الثقيلة كان على رأسها عنصر الكادميوم في منطقة حمراء الأسد, وحمراء الأسد هذه قرية لا تبعد سوى بضعة كيلومترات إلى الغرب من المدينة المنورة, سكانها قوم بسطاء و رغم فداحة ما أصابهم من جراء التلوث, إلا أنهم يعتقدون أنه بلاء من الله!!, فتخيلوا معي 600 أسرة يصاب الكثير من نسائها ورجالها بالأمراض العضال (السرطان) ويصاب الأطفال في أرحام أمهاتهم بالتشوه, والتخلف العقلي, كل ذلك بسبب تلوث الكادميوم, والأمر يؤخذ ببساطة على أنه ابتلاء من الله!!! ولم يزعجهم من الأمر كله سوى الروائح الكريهة المنبعثة من المرمى الصناعي!! هذا ما أعتبره قمة في الجهل البيئي فكيف لمثل هؤلاء النفر من القوم البسطاء أن يطالبوا بحقهم في بيئة نظيفة!!. وعندما أقيمت دعوة قضائية ضد المصانع المتسببة في هذه الكارثة البيئية حكم القاضي برفض الدعوى لعدم توفر الأدلة!!, ولا أعلم عن أي أدلة كان يبحث القاضي؟ ألم يكف القاضي الأعداد الكبيرة من النساء والرجال والأطفال الذين أصيبوا بالسرطان فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر !! ألم يكف القاضي أدلة عن الأجنة التي تولد مشوهة من أرحام أمهاتها !! ألم يكف القاضي التخلف العقلي الذي أصيب به أطفال حمراء الأسد!! فأين نحن من حقنا في المطالبة بالعيش في بيئة نظيفة!! وأين نحن من التشريعات القضائية والسلطة القضائية والدستورية البيئية التي تكفل لنا بيئة آمنة تحمينا من عبث العابثين !! الحديث موصول مع حقنا في العيش في بيئة نظيفة!!
ولك الله يا وطني


علي عدنان عشقي

كتاب اليوم

جريدة الوطن

[حبل الوريد]

فعلاً حنا نعيش في تخلف بيئي
لكن لا نعمم الجميع يوجد الكثير ممن لديهم الصحوه في هذا المجال
بارك الله فيك موضوع مميز وطرح رائع
دام ابداعك وتميزك

نعم صدقت
وهذا حق مكتسب

[محبب]

,وين الله يابلاد حبي لك ماله حد ... لجينى نتكلم عن تطور وتخلف في عقول مثقفين فلافضل يكون ذلك وجه لوجه وليس نقد يكتب بدون حوار وأسلوب راقي للمحافظة على أرض صحية ... في نظري من اهم اسباب المحافظة هي غسل البلاد من الأيدي الاجنبية وللأسف تجارومثقفين لا يبالون وفكل يجري حسب ما تقتظيه مصلحته.......:new3: