انطوت صفحة هذا العام ولن تفتح الا يوم القيامة
فأكثروا من الأستغفار
إذا ودعتِ شمس اليوم الأخير من أيام هذا العام ..
وأصبحت في آخر لياليه..فانتظروا حدثاً كونياً هاماَ واجمع طاقاتك لاستقباله وأنصت بإذن قلبك فماهي إلا ساعات أو دقائق وتسمع صرير بوابة العام الهجري الجديد ألف وأربعمائة وثلاثة وثلاثون للهجرة وهي تفتح . ياله من حدث لو استشعرناه حقاً وصدقاً .
حدث يحتاج منا إلى وقفة تأمل قبل وقوعه .. أخي الحبيب.
انظر إلى الخلف نظرة متأملة
إلى عامك المنصرم ماذا فعلت فيه؟ كم منعطف من منعطفاته انزلقت قدماك فيه؟ كم محطة وقود للطاعة فاتتك فيه؟
تخيل لو نطق هذا العام شاهداً لك لا عليك!
تأمل في السجاد الطويل الذي سرت فيه ثلاثة مائة وستين يوماً .
إنه يطوى كطي السجل .
نعم يطوى ولم يتبقَ منه سوى الجزء الذي تقف عليه
وهو أيضاً سيطوى لكي يكون سجلاً كونياً يشهد بما عملت فيه.
ترى ما هو الأثر الذي تود طباعته على هذا السجاد قبل أن تغادر بوابة هذا العام ؟
يجب أن يكون هذا الأثر أثراً تفخر به ويحفظ في سجل هذا العام .
وإذا داهمك الوقت وشعرت أن السجاد يكاد يسحب من تحت قدميك
فلا أقل من أن تقول وبقلب حاضر: ( أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم )
فإنها تغفر الذنوب وإن كانت مثل زبد البحر
وإذا قلت هذا تكون قد غسلت سجادك في لحظة واحتفظت بسجل نقي طاهر لا رجس فيه.
والآن ..اسمع ما قاله الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله في كتابه (صور وخواطر) :
( أفيمر بك أول المحرم كما يمر غيره من الأيام )
وفي صبيحته ولد عام وفي ليلته قضى عام ؟!
هذه محطة جديدة نقف فيها ونحن نسير على طريق الحياة
وسنة أخرى تمضي من العمر . أفلا نقف عليها ساعة نفكر ونحسب ونعتبر ؟
الحياة سفر وكم من الناس يسأل لم السفر؟
وإلى أين الرحيل ؟
كم منا يسأل ما الحيلة ولماذا خلقنا وإلام المصير؟
نجدد أعمارنا في لذائذ نتوهمها ونسعى وراءها ولكننا لا ننالها )
فيا أخي...انظر إلى المستقبل .
إلى البوابة المفتوحة أمامك .
نحو السجاد الأبيض الذي بين يديك واحذر من الخطوة الأولى . قف قليلاً واسأل الله أن يلهمك هذا العام
الهدى والسداد ثم استحضر النية على أن تفعل في عامك
من التزود والقرب إلى الله ما لم تفعل من قبل .
أنو الخير ولن تخسر شيئاً واحرص أن يكون عامك الجديد
أفضل من الماضي .
وخط سيرك إلى الله في صعود لا هبوط! ذا ميل موجب لا سالب .