تصريح وزارة الثقافة والإعلام رقم م ن / 154 / 1432


العودة   شبكة البراري > منتديــات البراري العامـــة > منتدى الشعر (قصائد عن البر والسيارات والصيد) > همس القوافي للمنقول ( قصائد - شيلات - خواطر )

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 2010-10-10, 07:16 AM
الصورة الرمزية كمال البدور
كمال البدور كمال البدور غير متواجد حالياً
مراقب واحة البراري العامة
 
تاريخ التسجيل: May 2009
الدولة: الاردن
المشاركات: 16,202
جنس العضو: ذكر
كمال البدور is on a distinguished road
افتراضي قصيدة (لامية العجم )…الطغرائي

قصيدة (لامية العجم )…الطغرائي


أصالةُ الرأي صانتني عن الخطلِ * ***وحليةُ الفضلِ زانتني لدى العَطَلِ

مجدي أخيراً ومجدي أولاً شَرعٌ * ***والشمسُ رَأدَ الضحى كالشمس في الطفلِ

فيم الإقامةُ بالزوراءِ لا سَكنِي **** بها ولا ناقتي فيها ولا جملي

ناءٍ عن الأهلِ صِفر الكف مُنفردٌ **** كالسيفِ عُرِّي مَتناه عن الخلل

فلا صديقَ إليه مشتكى حَزَني **** ولا أنيسَ إليه مُنتهى جذلي

طال اغترابي حتى حَنَّ راحلتي * ***وَرَحْلُها وَقَرَا العَسَّالةَ الذُّبُلِ

وضج من لغبٍ نضوى وعج لما **** ألقى ركابي ، ولج الركب في عَذلي

أريدُ بسطةَ كفٍ أستعين بها **** على قضاء حقوقٍ للعلى قِبَلي

والدهر يعكس آمالي ويُقنعني **** من الغنيمة بعد الكدِّ بالقفلِ

وذي شِطاطٍ كصدر الرمحِ معتقل **** بمثله غيرُ هيَّابٍ ولا وكلِ

حلو الفُكاهةِ مرُّ الجدِّ قد مزجت **** بشدةِ البأسِ منه رقَّةُ الغَزَلِ

طردتُ سرح الكرى عن ورد مقلته **** والليل أغرى سوام النوم بالمقلِ

والركب ميل على الأكوار من طربٍ **** صاح ، وآخر من خمر الكرى ثملِ

فقلتُ : أدعوك للجلَّى لتنصرني **** وأنت تخذلني في الحادث الجللِ

تنامُ عيني وعين النجم ساهرةٌ **** وتستحيل وصبغ الليل لم يحُلِ

فهل تعينُ على غيٍ همتُ به **** والغي يزجر أحياناً عن الفشلِ

إني أريدُ طروقَ الحي من إضمٍ **** وقد حماهُ رماةٌ من بني ثُعلِ

يحمون بالبيض والسمر الِّلدان به **** سودُ الغدائرِ حمرُ الحلي والحللِ

فسر بنا في ذِمام الليل معتسِفاً **** فنفخةُ الطيبِ تهدينا إلى الحللِ

فالحبُّ حيث العدا والأسدُ رابضةٌ **** حول الكِناس لها غابٌ من الأسلِ

تؤم ناشئة بالجزم قد سُقيت **** نِصالها بمياه الغُنْج والكَحَلِ

قد زاد طيبُ أحاديثِ الكرام بها **** ما بالكرائم من جبن ومن بخلِ

تبيتُ نار الهوى منهن في كبدِ **** حرَّى ونار القرى منهم على القُللِ

يَقْتُلْنَ أنضاءَ حُبِّ لا حِراك بهم **** وينحرون كِرام الخيل والإبلِ

يُشفى لديغُ العوالي في بيُوتِهمُ **** بِنَهلةٍ من غدير الخمر والعسلِ

لعل إلمامةً بالجزع ثانيةٌ **** يدِبُّ منها نسيمُ البُرْءِ في عللي

لا أكرهُ الطعنة النجلاء قد شفِعت **** برشقةٍ من نبال الأعين النُّجلِ

ولا أهاب الصفاح البيض تُسعدني **** باللمح من خلل الأستار والكللِ

حبُّ السلامةِ يثني هم صاحبهِ **** عن المعالي ويغري المرء بالكسلِ

فإن جنحتَ إليه فاتخذ نفقاً **** في الأرض أو سلماً في الجوِّ فاعتزلِ

ودع غمار العُلا للمقدمين على*** * ركوبها واقتنعْ منهن بالبللِ

يرضى الذليلُ بخفض العيشِ مسكنهُ **** والعِزُّ عند رسيم الأينق الذّلُلِ

فادرأ بها في نحور البيد جافِلةً **** معارضات مثاني اللُّجم بالجدلِ

إن العلا حدثتني وهي صادقةٌ **** فيما تُحدثُ أن العز في النقلِ

لو أن في شرف المأوى بلوغَ منىً **** لم تبرح الشمسُ يوماً دارة الحملِ

أهبتُ بالحظِ لو ناديتُ مستمعاً **** والحظُ عني بالجهالِ في شُغلِ

لعله إن بدا فضلي ونَقْصهمُ **** لِعينه نام عنهم أو تنبه لي

أعللُ النفس بالآمال أرقبها **** ما أضيق العيش لولا فُسحة الأمل

لم أرتضِ العيشَ والأيام مقبلةٌ **** فكيف أرضى وقد ولت على عجلِ

غالى بنفسي عِرْفاني بقينتها*** * فصنتها عن رخيص القدْرِ مبتذَلِ

وعادة السيف أن يزهى بجوهرهِ **** وليس يعملُ إلا في يديْ بطلِ

ماكنتُ أوثرُ أن يمتد بي زمني **** حتى أرى دولة الأوغاد والسفلِ

تقدمتني أناسٌ كان شوطُهمُ **** وراءَ خطوي لو أمشي على مهلِ

هذاء جزاء امرىءٍ أقرانهُ درجوا **** من قبلهِ فتمنى فسحةَ الأجَلِ

فإن علاني من دوني فلا عَجبٌ **** لي أسوةٌ بانحطاط الشمسِ عن زُحلِ

فاصبر لها غير محتالٍ ولا ضَجِرِ **** في حادث الدهر ما يُغني عن الحِيلِ

أعدى عدوك من وثِقتْ به **** فحاذر الناس واصحبهم على دخلِ

فإنما رُجل الدنيا وواحدها **** من لايعولُ في الدنيا على رجلِ

وحُسن ظنك بالأيام معجزَةٌ **** فَظنَّ شراً وكن منها على وجَلِ

غاض الوفاءُ وفاض الغدر وانفرجت*** * مسافة الخُلفِ بين القوْل والعملِ

وشان صدقكَ عند الناس كذبهم **** وهلْ يُطابق مِعْوجٌ بمعتدلِ

إن كان ينجع شيءٌ في ثباتهمُ **** على العهود فسبق السيف للعذلِ

يا وراداً سُؤر عيش كلُّه كدرٌ **** أنفقت صفوك في أيامك الأول

فيم اقتحامك لجَّ البحر تركبهُ **** وأنت تكفيك منهُ مصة الوشلِ

مُلكُ القناعةِ لا يُخشى عليه ولا **** يُحتاجُ فيه إلى الأنصار والخَولِ

ترجو البقاء بدارٍ لاثبات بها **** فهل سمعت بظلٍ غير منتقلِ

ويا خبيراً على الإسرار مطلعاً **** اصمتْ ففي الصمت منجاةٌ من الزلل

قد رشحوك لأمرٍ إن فطٍنتَ له **** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهملِ


تـُسمـَّى هذه القصيدة بلامية العجم ، لأنَّ رويـِّـها ( الحرف الأخير ) هو اللام ُ ،
للشاعر مؤيد الدين الحسين علي بن عبد الصمد المشهور بالطغرائي نسبةً
إلى ديوان الطغراء الذي كان شاعرنا يعمل فيه كاتبا ً للرسائل المرسلة إلى
الولاة والحكام والملوك ، ويعود نسب الطغرائي إلى أبي الأسود الدؤلي ، ولدَ
الطغرائي سنة 453 هـ في أصبهان ، وتوفي بها مقتولا ً سنة 515 هـ

التوقيع:
رد مع اقتباس
 


المتواجدين الآن بالموضوع : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


الساعة الآن 09:13 PM


Powered by vBulletin .
جميع الحقوق محفوظة © لشبكة ومنتديات البراري 2010