حنين الابل

[ام العنود]

حزن والجزع وحتى البكاء لفقد الابن أو الابنة غريزة عند الإنسان، فالأم التي تفقد وليدها تكاد تجن من هول الصدمة؛ لأنها فقدت فلذة كبدها, وقد أمرنا الله عز وجل أن نصبر ونحتسب ونستعين بالصلاة والدعاء.

الأمر نفسه إذا فقد الحيوان وليده فانه قد يصرخ أكثر من الإنسان؛ لأن هذه غريزة أوجدها الله سبحانه وتعالى في الإنسان والحيوان
وقد رصد لمواطن خالد عبدالله الحسين, بعدسته صورة لناقة تصرخ بعد أن فقدت

وليدها, فقد كان "الحسين" متواجدًا في وادي بمرخ شرق محافظة الغاط بـ 12 كلم,
عند توقفه عند الوادي لفت انتباهه مشهد الناقة المكلومة التي
تحن وترغي لموت حوارها.
ويقول "الحسين" لـ"سبق": لقد كان صوت الناقة أشد ألمًا من أن يوصف, وهي ترى وليدها أمام عينيها وقد فارق الحياة, وكيف ترفع رأسها صارخة إلى السماء. سبحان الله الحيوانات لها قلوب وهناك من البشر من ليس له
تعليق على الموضوع
قد يكون غريباًً على المواطن الذي رصد الظاهرة ومن لايعرف عن
عالم الأبل الكثير ،فالناقة عُرفت بالحنان منذ القدم،

فهي تحن على حوارها وعلى أصحابها.
فالخلوج ترغي لفقد حوارها،وتبكي لفقد صاحبها فهي تعرفه وتُميز رائحته فالشاعر العنزي عندما راى ناقة جاره

الدوسري وتدعى"بالهديه" تهجرع بالحنين لفقده قال:
مل قلب هيضه حس الهديه
هجرعت بالصوت من عقب الشمالي

والامير تركي بن حميد يقول:

الا واوجعي من بكـرة هيضتنـي
في ليلة الجمعه تزايـد حنينهـا
تجر صليب الصوت مما جرى لها
تجرّه من الوجلاء وفرقا ضنينها

وهذا مملوك يرثي عمه ويقول:بعد أن راى ناقة عمه "العليا" تدور حول بيت الشعر وتبكي

تبكي زريب العليا ... ودموعها سبايح
خيلٍ ما جابت عمي.... يا جعلها ذبايح
بيع حصانك يالقودا... دوّر فيه الربايح

تحياتي