عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2013-11-10, 03:56 PM
المهاجر المهاجر غير متواجد حالياً
مراسل البراري في القصيم الرس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
الدولة: القصيم ( الرس )
المشاركات: 702
جنس العضو: ذكر
المهاجر is on a distinguished road
افتراضي

قصص وذكريات في حياة الشيخ عبد الرحمن بن صالح العقلان
# قصة وقوعه في البئر مرتين يقول :
عندما كنت في الصف الثالث الابتدائي طلبت مني زوجة أبي رحمهما الله
أن أخرج ماء من البئر فلما أنزلت الدلو وأردت إخراجه سحبني وسقطت في البئر
واستنجدت أختي بالجيران وأتوا وأنزلوا زنبيل ونزل أحد الرجال ووضعني داخل الزنبيل وأخرجوني
وسط هتافات الحاضرين بالفرح والشكر لله على سلامتي

والثانية : بعد هذه القصة بسنتين وفي أخر يوم من رمضان عام 1378 هـ وقبل مغرب ليلة العيد
كنت ألعب مع أصحاب بالشارع وكان معي كفر سيارة وكنت استثمر هذا الكفر وأقوم بتأجيره بأربعة
قروش للدورة الواحدة وفي ذلك اليوم كنت ألعب في أرض فضاء كان إمام المسجد قد هيأها
لكي يبني فيها منزل له وبدأ في حفر البئر وعمقها اثنا عشر مترا ولكن لا يوجد بها ماء وهي مكشوفة
ويوم اقتربت منها وجدت على جانبها عش طائر صغير فأردت أن أمسك هذا الطائر واقتربت منه
لكنني سقطت في البئر مرة أخرى فصاح رفاقي ونادوا أبي رحمه الله وكان معتكفا بالمسجد فجاء رجال القوعي
وأخرجوني من البئر وأنا أبكي من الخوف وشدة الألم وقامت خالتي زوجة الوالد مزنة الحميد رحمها الله
وعملت لي لبخات وكمادات وعالجتني وسهرت معي تلك الليلة حتى الصباح
وفي الصباح أرسلني والدي إلى والدتي رحمهما الله واستمرت في علاجي " طب شعبي " ثلاثة أشهر
ولم يكن هناك مستشفيات في ذلك الوقت .

# قصة السراج

ذات يوم كنا جالسين عند الوالد رحمه الله أنا وأخي سليمان في حوش البيت
فطرق الباب ضيف فقال الوالد أشعلوا السراج وكان الجو مظلم والسراج في غرفة القهوة " المجلس "
وهي مظلمة أيضا فدخلت أنا وأخي سليمان إلى القهوة كلٌ يريد أن يشعل السراج هو الأول
فكنت امشي على يديني ورجلي مسرعا وسليمان يمشي على رجليه ولكنه ببطء خوفا من أن يصدم الجدار
وكان في أخر القهوة أوجار وفيه دلة سوداء كبيرة جدا القهوة فجئت مسرعا لإشعال السراج
فاصدمت جبهتي برأس الدلة فخرج الدم بغزارة وافتح رأسي فتحة كبيرة فقام الوالد وخالتي رحمهما الله
وغسلوا مكان الجرح ووضعوا مسمار مطحون " قرنفل " وربطوه واستمر أثر هذا الجرح لسنوات طويلة .
وفي عام 1413 ه سويت عملية تجميل لإزالة أثر هذا الجرح .

#رحلتنا للقصر والذئب

ذات يوم وبعد نهاية دوام يوم الخميس وكنت بالصف الثالث قررنا انا وأخي الأصغر الذهاب للقصر
على أرجلنا بدون علم الوالد لكي نذهب لأمنا والتي تعيش بالقصر ولكن بعد ان انتصفنا بالطريق
رأينا خيال كأنه ذئب أو حيوان مفترس وكنا صغار فدخلنا الخوف ورجعنا للقوعي وبسرعة والجو حار
وأثناء رجوعنا تعب أخي من العطش ولم يستطع مواصة السير فحملته على ظهري ومشيت به مسافة
ليست طويلة وتعبت ونزلته ووجدته لا يشعر " فاقد الوعي " فقمت بالتبول في فمه لكي أنقذه ولما رأيته
يفتح عينيه تركته وذهبت للبيت مسرعا وقابلت أبي وأخبرته بالقصة فطلب من أخي سليمان أن يركب حمارا
كي ينقذ أخونا الصغير قبل أن يموت ووصله له سليمان ووجدته في أخر أنفاسه وأرجعه للبيت
وأعطاه والدي السمن البري قليلا قليلا حتى أفاق قرب المغرب لأن العطشان لا يعطى الماء وهو بهذه الحالة .


#مسلسل فارس بني عياد

في عام 1386 هـ وعلى بداية التلفزيون أسود وأبيض كان يعرض مسلسل فارس بني عياد وكنت اتابعه في منزل
صديقي ورفيقي عبد الله بن محمد اللزام لأنه لا يوجد في قرية الخشيبي كهربا لأنني كنت ساكن في الخشيبي
عندما كنت مدرسا فيها وكنت في ليلة عرض المسلسل أركب الدباب وأجي للرس لمشاهدة المسلسل عند عبد الله اللزام
وبعد نهاية المسلسل أرجع للخشيبي على دبابي
وفي ذات ليلة مطيرة ركبت الدباب وخرجت من الرس فإذا بجميع الشعاب تمشي حاولت أقطعها ولما وصلت لشعيب الشنانة وجدته
يمشي بقوة وغزارة فبحثت عن أضيق مجارية لكي أقطعه ونزلت من الدباب وأمسكته بيدي ودخلت الشعيب وهو يجري بقوة
وبعد ما توسطت من المجرى ودخلت إلى الماء الغزير المندفع بقوة عجزت عن مقاومته وعجزت عن الإمساك بالدباب فأخذه
مني الماء وقذفه بشدة وجرفه تيار الماء بعيدا فأخذت أبحث عنه وقد تبللت ملابسي بالماء والليل قد انتصف والظلام حالك
والبرودة مع الرطوبة تزداد وبعد البحث الطويل وجدته في مكان بعيد جدا عن مكان سقوطه فتحاملت على نفسي
وأخرجته من تحت الماء وأوقفته وحاولت دفعه إلى الأمام إلى الجهة الأخرى ولكن اندفاع الماء قوي فأدفعه إلى الأمام شبرا ويعود ذراعا
بسبب قوة الماء وبعد جهد جهيد وبفضل الله وصلته للجهة المقابلة فأوقفته ووقفت عنده لكي ارتاح وأعصر ملابسي وأنشفها
ومؤكد أنها لن يشتغل فقمت بسحب الدباب إلى القصر حيث بيت الوالدة رحمها الله وبعد ثلاث ساعات وصلت للبيت بحدود الرابعة صباحا
فلما رأتني الوالدة رحمها الله بهذا الوضع خافت علي وكادت أن تبكي خافت ان يصيبني مكروه لا سمح الله وأحضرت لي ملابس وبعد الفجر
استأجرت سيارة وذهبت إلى المدرسة وزاولت عملي ولله الحمد والمنة

# المطر ومنزل المدرس العراقي :
عام 1387 كنت في البيت بعد العصر وكان يوما مطيرا والسماء من شدة المطر والسحاب مظلمة وكأننا في الليل
طرق الباب مجموعة من الزملاء اثنان من بريدة وثلاثة من عنيزة وثلاثة من الحجاز وواحد من العراق
دخلوا المجلس وأشعلت لهم السراج لأن الجو مظلم وبقوة وجلسنا عند النار وشربنا الشاي والقهوة خرجنا للاستمتاع بالأمطار
مشيا على الأقدام وإذا بشعيب الخشيبي قدا امتلأ بالمياه ويجري بسرعة فائقة وبلغ أشد هيجان له ولم نراه بهذه الصورة أبدا
وأصاب الناس الذعر من أن يخرج السيل عن مجراه ويدخل البيوت المجاورة وهنا تحدث الكارثة لا سمح الله
ثم اتجهنا للمسجد لنصلي المغرب ودخلت البيت لكي أتوضأ وسمعت صوت عالي لمجموعة رجال فخرجت مسرعا
فإذا بالناس مجتمعين عند بيت المدرس العراقي فذهبت لهم وقلت سلامات فما نظرت إلى بيت العراقي فإذا هو كالبحيرة
وأغراضه تعوم في الحوش وغرفته ومطبخه لا يمكن الوصول إليها إلا بقارب بسبب وجود شرخ في الشعيب الكبير
وقد خرج منه الماء ودخل منزل العراقي عن طريق فتحة في سور المنزل اتفقنا أن نقوم بإخراج ما نستطيع اخراجه من أغراضه
وأخرجنا الأغراض كلها وكنا نقف واحد تلو الأخر وكل شخص يسلم الأخر الأغراض حتى نخرجها من المنزل وكان
أحد المعلمين في المطبخ لأخذ الأغراض وفجأة سقط سقف المطبخ وسقطت خشبة على رأسه وانسلخت جبهت وسال الدم بغزارة
فأسرع البقية وأخرجوه قبل سقوط بقية السقف وذهبوا به للدكتور لمعالجته . وأكملنا استخراج الأغراض ودخل الماء
للمنزل المجاور وهو منزل المعلمين " من بريدة " وقمنا باستخراج أغراضهم ووضعناها مع أغراض العراقي في المسجد
وبعد ان صلينا المغرب والعشاء متأخرين قمنا باستضافة المعلمين في منازلنا فأهل بريدة ناموا عند زملاءهم من عنيزة
والعراقي نام عندي بالبيت وعندما قمنا في الصباح قال العراقي أنا لا يمكن أن اعيش في هذه القرية
أنا صبرت على قلة الماء وعلى قلة اللحم والخبز والظلام وعلى عدم وجود الكهرباء وصبرت على صعوبة المواصلات
والآن دخل الموت والخطر إلى بيتي فلازم أنقل لمكان أخر . وفي عصر ذلك اليوم قام ببيع جميع اغراضه التي
أخرجت من المنزل المنكوب واستأجر سيارة وذهب لدير التعليم الأستاذ سليمان الشلاش ولكنه رفض نقله بسبب
أن الإجازة بقي عليها ثلاثة أشهر فقط وأقنعه بالعودة للقرية وبعد ثلاثة أيام عاد إلينا المعلم العراقي ولم نجد له بيت
واسترجع أثاثه وأغراضه التي باعاها وسكن معي في منزلي فأصبحنا كالأخوين وعشنا هذه المدة المتبقية أحسن من الأخوين
حتى تم نقله أو سفرة أخر العام والله أعلم


# رحلتي للرياض على الدباب
ذهبت من الرس إلى الرياض على الدباب ومعي صديقي ورفيقي عبد الله بن محمد البطاح رحمه الله
وكان ذلك في بداية إجازة الصيف فبعد أن تشاورنا انا وصديقي وحددنا موعد الرحلة قمت بتجهيز الأغراض
ووضعت على الدباب خرجا فيه خبز وشاي وسكر ومعلبات وعدة بسيطة ومطارة وشنطة وفراش
وانطلقنا باتجاه البدائع ثم عنيزة وكان الطريق مردوم وغير مسفلت ركبنا الدباب بعد العصر ولم نصل
لعنيزة إلا بعد أذان المغرب بسبب توقفنا أكثر من مرة لإصلاح البنشر بسبب الحمل الزائد على الدباب
ثم اتجهنا للمذنب وكان الطريق مسفلت ولكن الدباب تعطل قبل الوصول للمذنب فنزلنا لإصلاحه
واكتشفنا أن المطارة والتي علقناها على الدركسون كانت تنفط ماء على الكلبليتر فيختلط الماء بالبنزين فينطفيئ الدباب
انطلقنا في حدود الساعة التاسعة مساء وأكملنا المسير مرورا بالمذنب وساجر وعسيلة وصلينا الفجر في شقراء
وأفطرنا وأكملنا المسير وكان صاحبي يضع رأسه على ظهري وينام في الطريق وكانت الشمس حارة جدا
وتعطل الدباب مرتين عند مرات وتوقفنا بضرماء " قهوة " وطلبنا غداء وكنت متعب ومنهك لأنني لم أنام طوال الليل
ثم أخذنا قسطا من الرحة إلى العصر وبعد ان صلينا الظهر والعصر واصلنا المسير ومع الغروب وصلنا طلعة ديراب
فلم يستطع الدباب صعودها وطلبت من صاحبي النزول من الدباب ليخف حمله ويصعد الطلعة على رجليه
ولم ننتهي من صعود طلعة ديراب إلى على صلاة العشاء وواصلنا الرحلة حتى دخلنا الرياض
واستغرقت هذه الرحلة الشاقة ثلاثين ساعة .

#ذكريات تعليم الكبار ليلا :
كنت اعمل في مدرسة قصر بن عقيل الابتدائية عام 1392 /1393 هـ وإلى جانب اللعمل في النهار كنت أعمل
في تعليم الكبار ومحو الأمية في الليل وفي أثناء الاختبارات جلست انا وزميلي صالح بن علي الدعيجي رحمه الله
في فناء المدرسة حول طاولة خشبية وبدأنا في اختبار الطلاب في مادة العلوم والصحة فجاءنا أحد الطلاب الكبار
فلما جلس على الكرسي طرحنا عليه عدة أسئلة كان منها :
ماذا تعمل كل أسبوع من حيث الاهتمام بنظافتك وصحتك ؟
قال بكل براءة والإجابة شفوية أشتري صابونة ممسكة من الدكان واشتري واشتري منشفة وليفة وثوب وادخل الحمام
واتسبح وأدعك جلدي بالصابونة والليفة لين أغدي تقل رية حمراء ثم ألبس الثوب الجديد واطلع للسوق مثل الغرنوق
قلنا له خلص الجواب قال وش تبون غير هالنظافة فلم نتمالك أنفسنا من الضحك وأعطيناه الدرجة التي يستحقها .
وهذا الطالب يعمل في المدرسة النهارية " فراش " فسأله أحد المعلمين بشر يبو صالح عساك اختبرت قال إيه
اختبرت بالعلوم والصحة وعطيتهم الجواب اللي سكتهم فذكر له نفس السؤال والجواب فقال عاد أبسألك يبو صالح
هل كلامك هذا صحيح قال تبي الصدق قال إيه قال الليفة والصابون لو ينطحنن بالسوق ما عرفتهن
قال المعلم له طيب ليش تكذب عليهم قال أول شي أبي النجاح وثاني شي أبعطيهم على قد عقولهم
وكانت هذه نكتة العام في المدرسة وفي المجالس ونرددها ليل نهار .
ومع نفس الرجل وقعت حكاية أخرى طريفة ففي اختبار نهاية العام مادة قواعد ثاني متابعة وضعت هذا السؤال
أعرب احترم أخاك أبيك فسلم جميع الطلاب أوراقهم ما عدا واحد لم يستطع حل هذا السؤال فجاء المستخدم ابو صالح
فناداه الطالب وقال تكفى ساعدني وحل هذا السؤال فقال اكتب جزاه الله خير ما عقب الاحترام شيء قال الطالب
لا هذ خطأ ابيك تقول لي هو اسم او فعل كذا الاعراب قال ما عندي إلى هذا اكتبه وإلا بكيفك .


وهناك ذكريات كثيرة لا يتسع المجال لذكرها وقد نذكرها مستقبلا والله الهادي إلى سواء السبيل
اللهم لا تؤاخذني بزلة اللسان أو القلم واعف عني فيما اقترفت يداي
وسامحني إن كتبت شيئا لا يرضيك عني وأنت أرحم الراحمين

كتبه عبد الرحمن بن صالح العقلان
7 / 1 / 1435 هـ







التوقيع:
الله يرفع قدركم
ومشكورين وما قصرتوا
رد مع اقتباس