عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2013-03-04, 12:45 AM
الصورة الرمزية عايد
عايد عايد غير متواجد حالياً
عضو متميـز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
الدولة: الريــــــــــاض
المشاركات: 4,630
جنس العضو: ذكر
عايد is on a distinguished road
افتراضي لا توحشنك غربة بين الورى ** فالناس كالاموات في الحسبان

لا تُوحِشَنَّكَ غربةٌ بين الورى ** فالناس كالأمواتِ فى الحسبان





وصية ابن القيم لصاحب السنة مع تعليق الشيخ ابنعثيمين -رحمهما الله-:القارئ:
لا تُوحِشَنَّكَ غربةٌبين الورى ** فالناس كالأمواتِ فى الحسبان
أو ما علمت بأن أهل السنة الـ ** غرباء حقًا عند كل زمانمداخلة للشيخ ابن عثيمين-رحمهالله-:
(
اللهم اجعلنا منهم)
قل لي متى سَلِمَ الرسول و صحبه ** والتابعون لهم على الإحسان
من جاهل ومعاند ومنافق ** ومحارب بالبغيوالطغيانوتظن أنك وارث لهم وما ** ذقت الأذى فى نصرةالرحمنكلا ولا جاهدت حق جهاده ** في الله لا بيد و لابلسانمَنَّتْكَ والله المحال النفس فاسـ ** ــتحدث سوى ذا الرأيوالحسبانلو كنت وارثه لآذاك الأُلى ** ورثوا عِداه بسائرِالألوانالشيخ: (لا توحشنك غربة بينالورى) الله أكبر!
يعني:إذا ضل الناس وأنت على هدى؛فلا تستوحش؛ لأن الإنسان حقيقةً إذا لم يرى معه أحدًا ربمايستوحشويتوقف أو يرجع أنه ما عليه من الهدى؛ ولهذا أخبر النبي عليه الصلاةوالسلامعن أيام الصبر أن العامل فيهن له أجر خمسين من الصحابة،
أجر خمسينمن الصحابة، لماذا؟لأن الصحابة إذا رأى الإنسان من حوله وإذا هم كلهم علىالطريق؛فلا يستوحش، ولا يتعب ولا يُعَيَّر ولا يُذَل، ولكن أيام الصبر كلالناس على صِدام؛فَتصعُبُ عليه الطاعة،تَصعُب عليه الطاعة وتشق؛ لكنهصابر،راسخ القدمين؛فهو يقول -رحمهالله-:
(
لا تُوحِشنَّكَ غربة بين الورى)
وهذا والله هوالحق، ما دمت على نور من الله؛ فمن أين تأتيك الوحشة؟
!
لا وحشة؛ أنت على دين،أنت على حق، لا يهمنك أحد،
أنت ستدفن وحدك، وهم سيدفون وحدهم، وستبعث يومالقيامة لا مال ولا بنون.
(
فالناس كالأموات في الحسبان
) :
الناس كالأموات وصاحب الحق حي؛ بل إن صاحب الحق حيٌّ بعدموته؛
كما قال عز وجل:
((
أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًافَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِكَمَنْمَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا))
[
الأنعام
: 122]
أهل العلم الآن أحياء بيننا؛ ألسنا كل يوم نقرأ كتابا لشيخ الإسلاممثلاً؟
هو يُعلِّمُنَا، هو شيخنا، أستاذنا، حيٌّ، وهذه هي الحياة؛ولهذا قال الشاعر:
(
ذكر الفتى عمره الثاني)،فهذه هيالحياة الحقيقية؛ أما بقاؤك في الدنيا فهو ساعات وأيام تمشيوتمضي.
(
أوما علمت بأن أهل الـ ** سنة الغرباءحقًا)؟
الجواب: بلى، والله أهل السنة همالغرباء حقًا، أهل الدين هم الغرباء حقًا في كل زمان، ولو تأملت التاريخلوجدتالأمر كذلك؛ الخلافات والآراء والعقائد والملل وتجد صاحبالسنةكغُرَّةِ وجه الفرس؛ غريب بين الناس.
(
قل لي متى سَلِمَ الرسولوصحبه ** والتابعون لهم على إحسان؟
)
الجواب:
لم يسلم، ما سَلِمَ الرسول ولا الصحابة، وثلاثة منخلفائه قُتِلُوا على أيدي أعدائهم؛عمر، عثمان، وعلي -رضي الله عنهم- كلهمقُتِلُوا على أيدي أعدائهم؛فما سَلِمَ الرسول ولا صحبه من الأذى؛ من جاهل،ومعاند وهو عالم، ومنافق يأخذ بالتَقيِّة، ومحارب معلنبالعداوة ومحارب بالبغيوالعدوان، فهذه أصناف: الجاهل، المعاند، المنافق،المحارب أربعة، كل هؤلاءمستعدون لأذى الرسول صلى الله عليه وسلم وصحبه وأتباعه.
(
وتظن أنكوارث لهم وما ** ذقت الأذى في نصرة الرحمن
)
والله هذا ظن، ظن خاطئ (خائب)؛
يعني: تظن أنك وارث الرسول عليه الصلاة والسلام ولم يصبك ماأصابه؛أين الإرث؟!إذا لم يصبك شيء منه أو من نوعه؛فإنك قاصر في إرث الرسول صلى الله عليه وسلم قاصر،ولا يمكن أن تُفرشالأرض زهورًا وورودًا لإنسان متمسك بالسنةكما ينبغي، أبدًا، من رام ذلك فقد رامالمحال، وفتش في التاريخ، ما من إنسان قام لله عز وجل بحق إلا وجدأذى،لكن هذا الأذى يختلف، قد يكون من يريد الأذى لا يتمكن بقوة السلطانمثلاً، أو لا يتمكن لشرف الرجل وجاهه عند الناس،أو لما هو نحوه، ولكن لابدأن يجد أذى؛يقول:
(
وتظن أنك وارث لهموما ** ذقت الأذى فى نصرة الرحمنكلا ولا جاهدت حق جهاده ** فى الله لابيد و لا بلسان)
اللسان: بالقول،
واليد: بالسنان والرمحوالقلم.
فجهاد اليد: بالقلم، بالسيف، بالرمح، بالقوس
يقول: (منَّتْكَ والله المحال النفس)؛يعني: النفس تُمنِّيكَ المحال المستحيل،ما هي الأمنية التي تمنيه هنا؟ألا يتأذىمن أعداء الله وهو قائم بنصرة دين الله؛أبدًا هذا محال، لابد أن يتأذى ولكنكما قلت لكم:
الأذية قد تختلف، وقد يوجد أحد الموانع، ولكن لابدمنها
.
(
منَّتك والله المحال النفس فاسـ ــتحدث سوى ذا الرأي والحسبان
)
يعني: دور عن غير هذا

(
لو كنت وراثه- وارث من؟وارث الرسول صلى الله عليه وسلم- لآذاك الأُلى ** ورثوا عداه بسائر الألوان)
بسائر: متعلق بالأذى، يعني بسائرالألوان من الأذى، وصدق رسول الله؛ لقول الله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّنَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ
)
[
الفرقان: 31
]
كل نبي له عدو من المجرمين، ولأتباعهم عدو من المجرمين؛لأن هؤلاء المجرمين الذين عادواالرسول عليه الصلاة والسلام لم يعادوه لأنه محمد بن عبد الله؛ وإنما عادوه لدينه،فمن تمسك بدينه فقد ورث، فلابد أن يكون لأعدائه الذين آذوه وارث،
وارث يؤذي ورثة الرسول عليه الصلاة والسلام، وهذا مُشاهد.
الإمام أحمد ماذا حصلله؟
حصل أذية، يجر بالبغلة في الأسواق، ويضرب بالسياط حتى يغمى عليه،وحُبِس،وشيخ الإسلام كذلك وغيرهم كثير، غيرهم كثير.
كل من كان أقوم لله وأصدعللحق؛ فإنه سيكون أعداؤه أكثر،
وإن شئت الدليل، فكم من بني آدم يضل؟ تسعمئة وتسعوتسعين في الألف؛ أتظن أن هؤلاء الضالين يحبون المهتدين؟!
أبدًا لايحبونهم، وإن أظهروا المحبة لهم فهو نفاق؛ كيف تحبهم وهم على غير طريقك؟ هذامستحيل.


م/ن


التوقيع: