عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2012-02-11, 07:50 PM
الصورة الرمزية سمو المشاعر
سمو المشاعر سمو المشاعر غير متواجد حالياً
عضو متميـز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الدولة: جــــــــــــــــدة الطحلاوي
المشاركات: 2,183
جنس العضو: ذكر
سمو المشاعر is on a distinguished road
افتراضي قصة واقعية من حياتنا نسأل الله حسن الخاتمة

"قصتنا اليوم هي تجربة حياة عشناها بكل تفاصيلها ولازالت في الذاكره"

في أيام خلت كنا نرتحل من قرية الى قرية وكان الناقل ألحصري في تلك الحقبة الدواب حيث لا توجد وسائل نقل حديثة كزماننا هذا إلا نادرا ومع أناس يعدون على رؤوس ا لأصابع . المهم في الأمر حدث في بعض الأيام العزم على الرحيل من قرية إلى قرية أخرى نظرا إلى كوننا لدينا منازل بتلك القريتين ملك للوالدين عليهم رحمة الله فكان لدينا من المواشي الشيء الكثير وبمختلف الأنواع كالجمال والأبقار والماعز والضان والحمير –أعزكم الله - وقد كنا نتناوب على توجيه تلك المواشي بالطرق الترابية الزراعية أنا وأخوتي حتى لاتأكل من المزارع على جانبي الطريق , أي على شكل ورديات تقسم بيننا كل واحد قرابة الخمس كيلومترات ويرتاح المسلم ويمتطي ظهر البعير وقدر الله أن كان دوري في الراحة فتسلقت ظهر البعير الساحلي الذي لو كان في أيامنا هذه لتجاوز قيمته الخمسون ألف ريال نظرا لمواصفاته التي قلما تجدها في غيره.. المهم أخذت استحثه على السير السريع وعند نقطة معينه تقريبا منتصف المسافة التي تبعد الآن بالسيارة قرابة الربع ساعة وتحديدا عند أشجار كثيفة من السلم والطلح والأراك وماهي إلا لحظات حتى هاج البعيروماج وانطلق بكل ما أوتي من قوة كأنه في سباق للهجن . وكانت إرادة الله سبحانه في هذه الأثناء وجود حبال من السلب مستورده والتي الآن هي تستخدم لربط ألسقالات الخشبية .. كانت ملفوفة وموضوعه بشكل لف الِرشا والرشا هو حبل الدلو الذي يستخرج بهِ الماء من الآبار سواء كانت حجرية أو طينية وفي اثنا ركضه الذي في بداية الأمر لم أكن متجوداً بِالخي الذي يصنع من الخيش والقصب وبعض ما يسمى الطفى المستخرج من سعف النخل .. فأصبحت في وضع الاستلقاء على ظهري ومن شدة الركض أخذت في التدحدر والنزول إلى مؤخرة البعيروقد علقة أحدى رِجلي في لفة الحبال الموجودة بجانبي حتى أصبحت أرجله الخلفيتين تركل في راسي بقوة من اثر الركض . حاولت أن أتصرف في هذا الموقف العصيب وأصبحت كالذبيحة المعلقه في أحد مطابخ المندي .. البعير يركض وأنا معلق تتقاذفني أكواع أرجله كأنني في ملعب ويمبلدون لكرة المضرب وكان الوالد عليه رحمة الله يجري خلف الجمل الهائج وحاول بكل مايستطيع من قوة القرب مني واخذ سكينا كانت بحوزته ومد يده لي وهو يجري لإعطائي إياها لكي أحررنفسي من تلك المشكلة وبعد أكثر من محاوله استطعت الإمساك بها وكانت القدرة الالهية أن تعثر البعير وكاد يسقط فكانت هناك ردة فعل لجسمي عندما كبا فأصبحت في منتصف ظهر البعير وحررت رجلي من القيد وأخذت عصا كانت مغروسة في إحدى حزم القصب أكل البعير المفضل وهي من عروق السلم نسميها شون فباشرته بواحدة على رقبته التي كانت على مستوى منخفض كانت كفيلة باعتدالها فأخذت ألخُطام فجذبته حتى كاد أن يتوقف من شدة الجذب فباشرته بضربة أخرى أسفل إذنه حتى وقع مخرا على الأرض وقد تملكني خوفا شديدا على البعير الذي اعتقدت انه قد فارق الحياة وقد لحق بي الوالد مسرعا عليه رحمة الله لأنه رأى المشهد فما كان منه إلا أن وضع كلتا يديه على فمه لمدة تقارب الخمس دقائق وهو لا يحرك ساكنا وبعدها عاد يتنفس ببطء شديد حتى عاد له وعيه ونشط وجلس باركاً وحمدت الله انه لم يفارق الحياة وإلا لكان الجزاء شديدا والتوبيخ لن ينقطع حتى حين من الزمن وهذه قصة واقعيه حدثت لي شخصيا .

هذه القصة سلمكم الله وأنا لم أتجاوز العاشرة لكن لم تكن هناك ملهيات ولا مغريات ولاقنوات فضائية تشغلنا وكانت موادنا الدراسية من الجلدة إلى الجلدة أثنا الاختبار لم يكن هناك ترم أول وترم ثاني ولاقياس ولاقدرات ولم نكن نعرف لا كمبيوتر ولا جوال ولم نسهرالليالي الطوال كنا ننام بعد العشاء ونصحى قبل آذان الفجربدون منبه ساعة أو هاتف ولم نكن نعرف الأطعمة الدخيلة علينا مثل البورست والهمبرغر والبطاطس المقلية المشبعة بالزيوت وذات السعرات الحرارية العالية.ولم نعرف إلا السمن والعسل والدخن واللبن عشنا حياة فيها الاعتماد على النفس بعد الاعتماد على الخالق سبحانه وتعالى وتأدية الفروض المكتوبة بصحبة والدينا عليهم رحمة الله وأسكنهم الفردوس الأعلى من الجنة وكنا نحترم معلمينا ونجلهم ومنزلتهم لدينا عاليه وهم في نفس الوقت يبذلوا الجهد والغالي والنفيس ويتفانوا في سبيل إيصال المعلومة بشكلها الصحيح فتغرس في ذاكرتنا فلهم منا الدعاء بظهر الغيب أن يرحم الله من توفى منهم وأن يطيل بعمر من هم على قيد الحياة
نأسف للإطالة والى لقاء آخر مع موقف و قصة واقعيه من حياتنا اليومية .
أرجو أن تنال رضاكم وإعجابكم,

تقبلوا أطيب أمنياتي.

التوقيع:
رد مع اقتباس