عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 2009-10-18, 09:01 AM
الصورة الرمزية محب الغيث
محب الغيث محب الغيث غير متواجد حالياً
خبير وباحث في الطقس المناخ
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الغربية -
المشاركات: 2,579
جنس العضو: ذكر
محب الغيث is on a distinguished road
افتراضي

فصل
التوقع امر حتمي في الحياه في جميع المجالات واقره الشرع

مقدمه تمهيديه


كل ما ذكرناه من أمثله وغيره كثير هو متعين الوقوع ومما دلت إليه الفطرة واقره الشرع


ولم ينفي الشرع أي امر ضروري فطري حتمي الوقوع وإنما يقننه بضوابطه هذا بصوره عامه


فهل نفى الشرع ومنع التوقع في المناخ والطقس ؟
واستثناه من هذه القاعده


الجواب مفصلا



إذا كان قد تقرر ان الإنسان بل كل كائن مرتبطة حياته بالمناخ


لما ذكرنا من الأسباب الرئيسية في أول الموضوع


ولتأكيد ذلك مع انه لا يحتاج تأكيد لوضوحه إليك بعض الأمثلة لاشتمال هذه القاعدة حياة كل الكائنات



اولا :النباتات


ظهور الألياف والجذور الصغيرة على سيقان بعض الأشجار للاستفادة من بخار الماء في المناطق الجبلية واختفائها في غير تلك البيئة متماشيا ومتأقلما مع المناخ


اختلاف خصائص النبات بين المناطق الباردة والحارة والمعتدلة فتكون الخصائص متماشية مع تلك الظروف المناخية لتحملها


تحول الجذور إلى السطح في النباتات الصحراوية للاستفادة من الطل والرطوبة والماء القليل متأقلماً مع ظروف المناخ الصحراوي



ثانيا ً: بعض الحيوانات الثدية وغيرها تجعل من السبات الشتوي وسيله للتخلص من ظروف الشتاء المهلكة




ثالثا: الطيور المهاجرة والأسماك متماشية تماماً مع الانتقالات المناخية الفصلية تحقيقاً لمصلحة الغذاء وطلباً للمأمن من الظروف المناخية القاسية الغير ملائمة لخصائصها


رابعا :الحشرات الاختفاء في الأوكار ومسامات الأرض من اجل الاحتماء من الظروف المناخية الغير صالحه للعيش


والظهور في الظروف الصالحة


والنمل من أكثر الحشرات رصد للطقس


ويجعله في الحسبان دائما


فتقسم النملة البذور نصفين لكي لا تنبت إذا أصابها المطر والماء


وتجفف المخزون الغذائي حال تعرضه للبلل


وتنقل المساكن إلى الملرتفعات في حال تنبأة بظروف مناخيه وكل ذلك من الأمور الفطرية في الحيوان



والإنسان وما أدراك ما الإنسان تعايش مع المناخ كشريك ملازم وعنصر من عناصر الحياة الأساسية


سواء على الاحتياجات الضرورية


كطلب الماء والغذاء والدواء والنجاة من المخاطر التي متوقعه في الظروف السيئة من المناخ


أو التكميلية :من الابتهاج والسرور والفسحة في الأجواء الجميلة من المناخ



ولذلك جاء الشرع فأقر تلك الضرورة الحتمية في كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم




فلم يأتي الإسلام ليلغى التوقعات في الطقس بل اقرها وأكدها وضبطها بالضابط الشرعي لكي تكون محدودة بإطار يحقق الهدف دون الجنوح إلى توهمات غير صحيحة تؤدي إلى الخلل في الاعتقاد العقائدي


اثبات التوقعات المناخيه في القران الكريم


نعم الشرع أقر التوقع الذي أصله من تركيبة الإنسان الفطرية كما هو مركب في جميع المخلوقات لكي يحمي نفسه من المخاطر ويسعى لتحقيق المصالح الكائنة في البحث عن أسباب العيش


نعم جاء الشرع وأقر ذلك ولم يبقى إلا ما ليس له علاقة بالطقس والمناخ تماماً


أولاً : الأدلة على التوقع في القرآن الكريم الدالة على


أن ذلك من الفطرة والعلم الضروري للإنسان وهنا أقصد بالضروري أي الذي يعرف بالحاجة الماسة وليس بالبحث والاستدلال فالعلم ينقسم إلى علم ضروري وعلم نظري وكليهما في الطقس فالقواعد الكلية من العلم الضروري والقواعد التفصيلية من العلم النظري


المهم لكي لا يتشتت ذهنك نعود إلى الأدلة


قوله تعلى (لإيلاف قريش (1)إيلافهم رحلة الشتاء والصيف)


اثبت الله تلك الرحلتين الشهيرتين لقريش وجعلها من النعم عليهم


وهذه الرحلتين تماشى فيها العرب مع التوقع للظروف المناخية على المدى البعيد وذلك للمعرفة المسبقة بخواص كل فصل في كل منطقه


فيذهبون إلى اليمن في الشتاء والى الشام في الصيف تماشيا مع الظروف المناخية لتحقيق الاقتصاد مع السلامة من المخاطر





وجه الدلالة


أنهم توقعوا المطر بناء على العناصر الجوية المشاهدة


لكن كان الأمر خلاف ذلك فهنا كان العذاب بالمناخ


الدليل قول(ريح فيها عذاب اليم )



والرياح من عناصر المناخ الأساسية وقد عذب الله بها أقوام بل رد الله بها الأحزاب عن المدينة .

ومن الأدلة أيضاً

قال تعالى


(وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً )الفرقان48


قال تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًا ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَا مِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُ يَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ}



وجه الدلالة من الآيتين


بينت الآية ترتب العناصر المناخية على بعض حتى تحصل الثمرة وهي المطر وعلى ذلك يستدل ويتوقع بكل عنصر مشاهد على حدوث العنصر الذي يليه


حتى تكتمل كل العناصر فتتشكل حاله مناخيه نهايتها الخير العميم


وهذه العملية تأخذ وقت تستمر الى أسبوعين كما هو مشاهد في هذه الأيام فكانت الرياح المبشرات من يوم الاثنين واستمرت أسبوع ونحن الآن في طور الأجزاء بين السحاب( السدى ) وسوف تستمر الحال من الآن أكثر من عشره أيام


وقد تختصر في يومين لكن بأسباب معلومة محسوسة


فالشاهد تكون السحب بهذه الطريقة وهذا التدرج المستمر لعدة أيام


من بدأ الرياح المبشرات ثم ظهور السدى ثم يؤلف بين السحاب ابتداء بالسدى ثم الطبقي ثم الركامي ثم يُرى الودق يخرج من خلاله وتكتمل الصورة برؤية البرق الذي يخطف الأبصار والرعد المزلزل ونزول البرد من المزن الشاهق


في الارتفاع ( وهنا لطيفة إعجازيه قرآنية في الطقس ) وهي إثبات حقيقة نزول البرد من المزن فقط والذي يكون فيه البرق ولا يمكن أن يكون في غير ذلك وتم اثبات ذلك في العلم الحديث فهذه علامات تأتي مترتبة يتعرف بها الإنسان على بعض فوجود العلامة دلالة على العلامة التي تليها حتى يكتمل العقد بحصول الشيء المراد وهو نزول الغيث فهل ينكر احد هذا الواقع وتلك الآية الكونية العجيبة

التوقيع:
حسن الاخلاق منهج النبلاء