عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 2006-06-06, 07:31 PM
عبدالله الشحي عبدالله الشحي غير متواجد حالياً
خبيـــر أرصــاد
 
تاريخ التسجيل: Jun 2006
الدولة: محافظة مسندم (خصب)
المشاركات: 289
جنس العضو: غير محدد
عبدالله الشحي is on a distinguished road
افتراضي

تابع الموضوع

التغير المناخي الحالي




بالاضافة إلى الادلة على تناقص الجليد فمن ضمن العلامات الاخرى الدالة على حدوث هذا التسخين الحالي هو أنه في بلدان أوروبا الشمالية خلال السنين الماضية صار فصل الربيع يبدأ قبل أوانه المعتاد

وهناك العديد من الادلة الاخرى التي تثبت بداية حدوث هذا التغير المناخي
ولعل موجة الحر التي إنتابت أوروبا الصيف الماضي ووفاة الآلاف في فرنسا والبرتغال وأيطاليا بسببها هو خير دليل حي على أن التغييرات صارت تأخذ مفعولها

https://www.morooj.com/images/land_temp.jpg
صورة تظهر مناطق التسخين في أوروبا عام 2003



ففي فرنسا وفي شهر أغسطس ( 8 ) من العام الماضي 2003 بدأت موجة من الحرارة تجتاحها فوصلت الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية وهو رقم قياسي لم يعثر على مثيل له خلال ال 130 سنة التي يحتفظون فيها بالسجلات فقضت على الآلاف من الفرنسيين العجزة الذين عثر عليهم في شققهم موتى ووصل عددهم إلى أكثر من 13,000 وكثير من هؤلاء كانوا يعانون من أمراض وكانوا كبار في السن وكانوا وحدهم،
المفارقة العجيبة أن المباني في فرنسا كانت مصممة لتحتفظ بالحرارة،ولما إجتاحت البلاد موجة الحر أدى التصميم عمله بكفاءة
وعبر أحد مسئولي الصحة الفرنسية عن ذلك بالقول "لقد صار الضعفاء يتساقطون كالذباب" ، وحتى حيوانات حديقة الحيوان في باريس أعطيت لها مثلجات لتبريد حرارة جسمها بالاضافة إلى رشها بالماء

موجة الحر هذه تسببت في العديد من الحرائق في الغابات مما أدى إلى بعض الوفيات الاخرى في فرنسا والبرتغال وأيطاليا

بريطانيا أيضا تعرضت لموجة غير مسبوقة من الحر وصلت إلى 37.7 درجة مئوية ولأول مرة في تاريخها مما أدى إلى نفاذ كافة المراوح الكهربائية من الاسواق وأدت بإدارة السكك الحديدية إلى تخفيض سرعة قطاراتها إلى النصف خوفا من حدوث حوادث بسبب تعوج قضبان السكة الحديدية بسبب الحرارة ، وفي جمهورية التشيك تغير شكل بعض قضبان السكة بسبب الحرارة.

وسجلت سويسرا الباردة عادة والبعيدة عن أفريقيا والمحيط الاطلنطي سجل شهر يونيو أكثر الشهور حرارة في تاريخها أي منذ 250 عاما

قد تتكرر هذه الموجة من الحر هذا العام أيضا وقد لا تتكرر ولكن عدد الموتى بالتأكيد لن يكون على نفس القدر لأن الناس قد تعلموا درسا قاسيا ولأن هناك إستعدادات كبيرة روعيت هذه السنة.

الحرارة الشديدة أثرت على الانتاج الزراعي بسبب الجفاف من جهة وبسبب تسريعها في نمو بعض النباتات في غير أوانها مما أدى إلى نقص الانتاج لكثير من المحاصيل .

وفي المجر توجد أكبر بحيرة مياه عذبة في أوروبا ألا وهي بحيرة "بالاتون" هذه البحيرة بدأت تتناقص مياهها في السنوات الاخيرة بسبب الجفاف مما صار يهدد بحدوث كارثة بيئية كبيرة.

في ألمانيا حيث يحتفظون بسجلات درجات الحرارة منذ عام 1860 وجدوا أن العشر سنوات الماضية كانت أشد السنين حرارة وكان أحرها هو عام 1998 وأن عقد التسعينيات من القرن الماضي كان أشد العقود حرارة.

وعالميا ثبت حسب إحصائيات منظمة الارصاد العالمية التابعة لمنظمة الامم المتحدة أن سنة 2003 هي أحر أو أسخن سنة على الاطلاق تليها الاعوام 1998 و 2002 و2001

في أستراليا شهد صيف هذا العام في شهر يناير ( 1 ) حر غير مسبوق حيث قاربت درجة الحرارة من الوصول لـ 50 درجة مئوية ووصلت كميات الامطار في بعض المناطق إلى أدنى حد لها في تاريخ استراليا المعروف.
مما أثر أيضا على إنتاج الصوف وعاد به إلى ما كان عليه منذ 55 عاما مضت.

ولكن الغريب أنه بعد ذلك بأيام إجتاحت الامطار والفيضانات تلك القارة بشكل غير مسبوق شبهه أحدهم كمن يسكب محتويات 600,000 حوض سباحة في أقل من يوم واحد.

وفي الهند قد نحتاج لمعايير مختلفة فلقد وصلت درجة الحرارة فيها العام الماضي إلى 45 درجة مئوية مما أدي إلى وفاة المئات أو الآلاف ونفس الحال ينطبق على بنجلادش وسيريلانكا وبعض الدول الآسيوية الاخرى فمن المعروف أن الناس بهذه المناطق يتساقطون كالذباب بسبب الكوارث الطبيعية والبشرية.


الاخبار الآن وفي هذه اللحظة تتحدث عن فيضانات في بنجلاداش لم تشهدها البلاد منذ 16 عاما.


غير أن التغير في المناخ لم يقتصر على الحرارة والجفاف فشتاء هذا العام في أوروبا وأمريكا الشمالية وصل في برودته إلى أرقام قياسية أيضا إلا أننا لا نتوقع أن نسمع عنه ضجة كبيرة فهم متعودون على البرد وتنعكس آثاره عادة على سعر برميل النفط فقط.

ومنذ عامين إجتاحت أوروبا فيضانات غير مسبوقة أنتقلت من دولة لاخرى أدت إلى فيضان كثير من الانهار،
هذه الفيضانات غطت جمهورية التشيك وبالذات عاصمتها براغ وأجزاء كبيرة من جنوب ووسط ألمانيا
وغطت مناطق واسعة لدرجة أن الاسماك صارت تسبح بالشوارع وعندما إنحسر الماء وماتت هذه الاسماك صارت رائحتها النتنة تعبق المدن .

من بين العوامل التي تؤدي إلى حدوث الفيضانات هي حرارة الصيف والحرائق الناجمة عنها مما يجعل الارض خالية من الاشجار والنباتات اللازمة لتثبيتها فتنزلق التربة وتؤدي إلى تغيير مجرى المياه والتأثير في حركة سيرها.

وعلى الجانب الآخر من الاطلنطي فإن الولايات المتحدة الامريكية صارت تعاني من جفاف يهدد بتحويل الاراضي الزراعية الى صحاري أو قصعة غبار Dust bowl وبدأت كثير من البحيرات والانهار في الجزء الجنوبي الغربي منها تجف بسبب الجفاف الذي دخل سنته السادسة ،ولدرجة أن هناك شجيرات تسمى Sagebrush من مزاياها أنها صحراوية وتتحمل الجفاف ، هذه الشجيرات بدأت تموت.

وفي نفس الوقت ففي عام 2003 في شهر مايو سجلت أرقام قياسية للاعاصير فبلغت 562 في شهر واحد فقط أدت إلى 41 حالة وفاة بينما الرقم القياسي السابق كان 399 في يونيو 1992

وفي هذا العام في شهر مايو ( 5 ) شهدت ولاية كاليفورنيا في اقليمها الجنوبي بالقرب من "لوس انجلوس" حرائق مدمرة أكلت الاخضر واليابس وأضطرت الآلاف لهجر منازلهم.

وفي خبر جديد ذكر مسئول بمكافحة الحرائق أن إستدعاء الآلاف من أفراد الحرس الوطني للخدمة في العراق صار يؤثر على جهود إطفاء الحرائق والانقاذ المدني بسبب نقص الافراد والآليات.

في تقرير لمنظمة الامم المتحدة صدر الشهر الماضي ( يونيو 6-2004 ) عن ظاهرة التصحر حذر التقرير من أن 31% من الاراضي الزراعية في أسبانيا مهددة بالتصحر

ويضيف التقرير المعد من قبل مجموعة من الخبراء أنه بحلول عام 2025 فإن ثلثي الاراضي الزراعية في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ستتحول إلى صحراء وثلث الاراضي الزراعية في آسيا وفي الصين بالذات وخمس الاراضي الزراعية في أمريكا اللاتينية ستلاقي نفس المصير.

ويذكر التقرير كيف أن التقدم والتكنولوجيا قد ساهمت في هذا التصحر ويورد عدة أمثلة:

- في أستراليا صارت المضخات في بعض المناطق تضخ المياه المالحة لتفسد بها الارض الزراعية

- في المملكة السعودية الرعاة لم ينتقلوا من مكان لاخر بحثا عن الكلأ بل يستقرون في مكان واحد جالبين المياه اليهم في صهاريج مما أدي بحيواناتهم إلى أكل كل الاعشاب بمناطقهم.

In Saudi Arabia, herdsmen can use water trucks instead of taking their animals from oasis to oasis - but by staying in one place, the herds are getting bigger and eating all the grass.

- في دول أوروبا الجنوبية ساهمت السياحة في تبذير المياه التي كانت تروي الحقول والاشجار.

العلماء الذين ينقبون في الجليد وجدوا الادلة على حدوث ظاهرة تجمد شمال الاطلنطي من قبل وكان حدوثها بشكل متكرر ومفاجئ فلعلها ظاهرة طبيعية ولكن ما ساهم في التعجيل بها هذه المرة هو ما فعله البشر .

وهناك مناطق أخرى مهمة يراقبها العلماء وإحدى أهم هذه المناطق موجودة في كازخستان في جبال "تيين شان" حيث توجد 416 متجمدة في قمم الجبال، ومن خلال القياسات المستمرة على هذه المتجمدات منذ عام 1955 إتضح أن الجليد صار يذوب بشكل متسارع وتتناقص هذه المتجمدات بمقدار 2 كم كل عام.