عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2012-04-22, 09:46 PM
الصورة الرمزية أحمد الحربي
أحمد الحربي أحمد الحربي غير متواجد حالياً
[ القلب الأبيض سابقا ً ] عضـــو متميــــز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
الدولة: جدة
المشاركات: 13,435
جنس العضو: ذكر
أحمد الحربي is on a distinguished road
B11 الإنسان عجول ولا يصبر على الطاعة

الإنسان عجول ولا يصبر على الطاعة
في خطبته بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب ..الشيخ سعيد بن مسفر:
الالتزام بالدين لا يحرم البشر من متع الدنيا
كتب - نشأت أمين
أكد الداعية الإسلامي الشيخ سعيد بن مسفر أن هناك شعورا خاطئا لدى عدد كبير من المسلمين، يتمثل في اعتقادهم ان الالتزام بالدين يحرمهم من كثير من المتع والملذات فى الدنيا، مرجعا ذلك الى ان الانسان بطبعه عجول لا يصبر على الطاعة ويريد الملذات الانية.
وقال ان الايمان والدين من اهم واجمل النعم التي انعم الله بها على الانسان في هذه الحياة، مؤكدا ان من شرح الله صدره بالإسلام وملأ قلبه بالايمان فقد ضمن النجاح والفلاح في الدنيا والاخرة، ذلك لان النعم إنما تعرف اقدارها بآثارها ونتائجها، وآثار الإيمان تجعله يسعد في الحياة وعند الموت وفي القبر وفي يوم القيامة، ثم يسعد السعادة الكبرى عند دخوله الجنة.
وقال الشيخ المسفر في خطبة الجمعة التي القاها بجامع الامام محمد عبد الوهاب امس ان الانسان اذا حرم من نعمة الايمان والدين فانه يشقى في كل حياته، ويُعذب في قبره، ثم يدخل دار الشقاء الى الابد.
واشار ان الدين نعمة امتن الله بها على رسوله صلى الله عليه وسلم وعلى صحابته وعلى من بعدهم الى يومنا هذا، موضحا ان علينا نحن المسلمين ان نحرص على تحصين هذه النعمة الجليلة ونحافظ على ايماننا حتى نلقى الله على الايمان والاسلام.
وقال ان هناك شعورا خاطئا لعدد كبير من المسلمين، فى انهم يظنون ان الالتزام بالدين يحرمهم من كثير من المتع والملذات في الدنيا، حيث ان الانسان بطبعه عجول لا يصبر على الطاعة ويريد الملذات الانية، موضحا ان آثار نعمتا الايمان والدين لا تظهر نتائجهما في الاخرة فحسب، لكن في الدنيا ايضا كما في قوله "من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصيرا".
وذكر الشيخ ان اول ثمرات الايمان في الدنيا انه يعرف الانسان طريقه في هذه الحياة الصعبة، ويريحه من ألم الشقاء والتيه في الدنيا، ويضع له منهجا خالصا يعيش به في ايامه وسنواته التي قدرها الله له، ولتستطيع ان تعرف مدى قيمة هذه النعمة فاسمع لابيات من احد الشعراء الذين ضلوا طريقهم وهو "إيليا أبو ماضى" حيث قال في احدى ابياته " جئت لا اعلم من اين ولكني اتيت ... ولقد ابصرت امامي طريقا فمشيت، وسأبقى سائرا ان شئت هذا ام ابيت .. كيف جئت وكيف سرت وكيف ابصرت طريقي لست ادرى ولماذا لست ادرى .. لست ادرى .."، وقال الشيخ إن هذه الابيات تدل على ان قمة الضياع ان يعيش الانسان وهو لا يدرى لماذا يعيش، ومع هذا فان الايمان يخبرك من انت، فانت قبضة من التراب ونفخة من الروح، خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه، واسجد لك ملائكته وانزل عليك كتبه وبعث اليك رسله واعد لك جنته ان اطعته وتوعدك بناره ان عصيته .. هذه هويتنا.
غرض واحد
أما لماذا جئت.. فقد جئت ايها الانسان بغرض واحد وهو العبادة، قال عز وجل "ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" والعبادة هنا تأتي بمفهومها الشامل، فالعبادة كما عرفها العلماء هي التي تنتظم فيها كل جزئية من جزئيات حياتك، بل عرفها شيخ الاسلام ابن تيمية بقوله:" هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الاقوال والاعمال الظاهرة والباطنة" .. فكل شيء في حياتك تستطيع ان تجعله عبادة، فتبسمك في وجه اخيك صدقة، وإماطة الاذى عن الطريق صدقة، اتيانك لزوجتك صدقة، وانها والله لعظمة الاسلام في انه يبتح لك اجرا وثوابا حتى في شهواتك، فليست العبادة فقط هي الصلاة والصوم والزكاة والحج، لكن العبادة هي كل شيء في حياتك.. فحرصك على عملك او على دراستك، وقيام المراة بواجبها تجاه بيتها وقيام الرجل بمسؤوليته تجاه بيته كلها عبادات.
واضاف "علينا فقط أن نصحح التوجه الى الله والقصد من افعالنا اليومية بأن نجعلها كلها لوجهه سبحانه وتعالى، وحتى في النوم فقد قال احد السلف "اني لأحتسب على الله نومتي وقومتي واكلتي وشربتي".
واوضح الشيخ المسفر ان الله ليرضى عن الرجل يأكل اللقمة من حلال فيشكره عليها ويشرب شربة من حلال فيحمده عليها، فيالهاذا الدين العظيم الذي فتح المجال امامنا لنأخذ بالحسنات، ويالخسارة من يخسر هذا الدين من اجل شهوات فانية تعقبها الحسرات العظيمة.
وقال: من اثار الايمان عليك في الدنيا ايضا انه يحدد خطواتك على درب الحياة، فمن بيتك إلى مسجدك، ومن عملك الى مصالحك، لا تمشي في شيء خاطئ، واذا دعيت الى شيء خاطئ فتقول "اني اخاف الله رب العالمين"، وعندما تستثار من اجل ان تعتدي فتقول "اني اخاف الله رب العالمين"، وهكذا تعيش آمنا في الدنيا والآخرة، لأنك مستقيم في حياتك.
وذكر الشيخ اننا لو جئا الآن لنزلاء السجون واستعرضنا قضاياهم، سنجد أن الاول قاتل والثاني سارق والثالث تاجر مخدرات ..، وعندما نسألهم كلهم عن سبب جريمتهم سيقولون ان السبب هو الشيطان.. وانه وسوس لهم بفعل هذه الجرائم بعد ان ابعدهم عن الايمان والدين، بالرغم من ان الله عز
وجل يقول "انه ليس عليه سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون. إنما سلطانه على الذين يتولونه والذين هم مشركون"، ويقول سبحانه "ان عبادي ليس لك عليهم سلطان، الا من اتبعك من الغاوين" اما اذا تحصنت بالايمان فيحميك الله من هذا الشيطان ومن تبعات الانقياد ورائه.
قلب المسلم
ومن اثار الايمان والدين ايضا انه يزرع في قلب المسلم الطمأنينة والامن والسكينة، وينزع من قلبك القلق والحيرة والاضطراب، وهي الآفه التي يعاني منها الناس اليوم في جميع دول الارض، خصوصا في الدول الكافرة، فقد وفرت هذ الدول كل شيء في الجانب المادي، ومع هذا فان اعلى نسب الانتحار في هذه الدول، لان المادة لا تحل اشكال الانسان، فلابد من مادة وروح، وبدون الجانب الروحي يعيش الانسان قمة الشقاء ، أما المؤمن فانه يعيش سعيدا فيقول الله "من عمل صالحا من ذكر او انثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة" وليست الحياة الطيبة في كأس وغانية ولا في نوم وعشق وشرود، بل انها في عبادة الله عز وجل، والذي يجرب يعرف والتجربة خير برهان.
أثر أخير
وأضاف: حينما تكون مؤمنا يأتيك أثر اخير وهو ولاية الله لك، فالله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اوليائهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون"، فاذا اصبح الله وليك تولى امرك ورزقك من حيث لا تحتسب ويجعل لك من كل عسرا يسرا ويجعل لك من كل ضيق مخرجا ومن كل همك فرجا، وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا.
اما الاثار العظيمة للايمان فهي تأتي عند الموت، فتجعل لا اله الا الله آخر ما يقوله الانسان قبل موته، كما ان من عاش على لا اله الا الله فانه يموت عليها، اما من عاش بعيدا عنها فانه لا يستطيع قولها عند الموت، ومن اثار الايمان بعد الموت ان الله يثبت المؤمنين في قبورهم عند سؤالهم ويوسعها عليهم ويجعلها روضة من رياض الجنة.
وفي خطبته الثانية تحدث الشيخ المسفر عن فضل الايمان في يوم القيامة مؤكدا ان المؤمن حقا يمر على الصراط كالبرق الخاطف، ويأخذ كتابه بيمينه، ويوزن فيرجح ايمانه، ثم يشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم شربة ماء لا يظمأ بعدها ابدا، يدخل بعدها الجنة.
واختتم خطبته بكلمات مؤثرة قال فيها "اننا في زمن المهلة ولدينا القدرة على ان نسلك سبيل الخير، لكن تعامل مع القضية بجدية فانها ليست سهلة انها قضية مصير فجنة او نار، فقضية بهذا الحجم لابد ان تأخذ منك الاهتمام الذي يجب، فتحدد هدفك وتمشي في طريق ربك ولا تغتر بصعوبة الطريق، فالطريق صعب لكن النهاية الجنة، ولا تنخدع بسهولة طريق الباطل، فالطريق سهل لكن النهاية النار، لا تنظر الى موضع قدميك لكن ارفع رأسك وانظر الى الجنة لترى محمد يدعوك اليها واستجب وترى الشيطان يدعوك الى النار فانتبه، حتى لا تندم.


جريدة الرايه

التوقيع: