عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2010-05-17, 12:11 AM
الشيخ قوقل الشيخ قوقل غير متواجد حالياً
شيـــخ المنـتـديــات
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
الدولة: رؤوس الهضاب
المشاركات: 2,613
جنس العضو: ذكر
الشيخ قوقل is on a distinguished road
افتراضي

(( القلتة / تعريف ))

القَلْتَة بفتح القاف وتسكين اللام عبارة تطلقها العامّة من الناس والبعض ينطقها بالقاف العاميّة كما هو صوت شقشقة العصافير
وهي عبارة عن مكان منخفظ أو حفرة صغيرة الحجم نسبياً تجتمع فيها المياه التي تنزل من الجبال إثر نزول الشلالات بعد هطول الأمطار

(( القلتة أنواعها ))

القلتة تقريباً نوع واحد وكثير منا نشاهدها تحت الجبال ومنها يمتد الوادي آخذاً مجراه
كما لا يخفى على البعض أن أصحاب المزارع والبادية رعاة الأنعام ومن يفتقرون للمياه حتى المسافرون :: يقومون بوضع بركة من الأسمنت مستديرة أو مربّعة الشكل لتجتمع فيها أكبر قدر من مياه الأمطار المنحدرة من الجبل ثم تُصرّف حسب حاجة واردها ومحتاجيها ومنهم من يضع لها الحواجز الطينيّة كما يحرص عليها أهالي الجوار ويهتم بمائها عندما يحين موسم الجفاف ومنها : تُصرّف حسب حاجة واردها ومحتاجيها
قال الله تعالى (( وفي السماء رزقكم وما توعدون ))
وإليكم صورة أحد القلتات في محافظة الغاط لأحد الرحلات طرحها أستاذي الفاضل فهد الدوسري فله منا كل الشكر والتقدير



ومن أنواع القلتات ما يستمر طوال العام ومنها ما يقف عطاءها وهذا بحسب نزول المطر سواءً كان من فوق جبلها أو أتت السيول من مكان بعيد بعد مشيئة الله عز وجل
قال الله تعالى (( أَفَرَأَيْتُمُ الْمَآءَ الّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَآءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلاَ تَشْكُرُونَ * أَفَرَأَيْتُمُ النّارَ الّتِي تُورُونَ * أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَآ أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لّلْمُقْوِينَ * فَسَبّحْ بِاسْمِ رَبّكَ الْعَظِيمِ ))

إخوتي أخواتي في الله

عندما وصلنا إلى موقع القلتة حين الضحى وإذا بالأستاذ محمد الشاوي ومعه رفاقه وبعد السلام عليه سررت بحاله وليس بحاله وبعد أن ألح علينا بالفطور رفضت هذا بحجّة الوصول إلى القلتة قبل أن تزيد حرارة الشمس



إنه الرجل الرحّال والباحث البلداني وهو علم على رأسه جبلاٌ
إنه قائد ومن سادة الرحّالين ذو البأس القوي والحذفة البعيدة ..... فتحيّة له ولكم من كل قلب ولله در الرجال أصحاب الفوائد الكرماء وشتّات بينه وبين عَبَدة الدرهم والدينار الذين لا يتعّدون حِزَام بلدتهم وإن لم يكن لديهم ظروف تستدعي القوقعة على مجوهراته .........

إخوتي أخواتي في الله

بد أن تناولنا القبلات وألح علينا بتناول الفطور رفضنا هذا بحجّة الشمس وحرارتها التي بدأت تزداد شيء فشيء
إلى أن قال ((( يا خوفتي منك يالشيخ قوقل :: وبعد ستطرح صورتي في المنتديات ))) ؟؟ فقلت وهل يخفى القمر أسأل الله أن يديم نوره لنا
وإليكم صورته يا من لا تعرفه



ثم انصرفنا على خير مُتّجهين إلى القلتة وكانت المركبة المجهّزة بقيادة الأستاذ خالد الشريهي ...الرجل الذي نذر نفسه لخدمة الغير ...... فقبلة حارّة على جبينه



كما أحيطكم أحبّتي أن الصخور تُجبر السيارة أن تقف قبيل القلتة ويوجد قبيلها : غابة من الطلح منها الصغير والكبير حيث تستظل تحتها أهل الرحلات والكشّاتة
وبعدها ركنّا سياراتنا قبيل القلتة بـ400 متر :: ترجّلنا إليها متوكّلين على العزيز الرحيم مصطحبين كاميراتنا المتنوّعة



وإن قيل حِرامُك والجبل , أقول كاميرتك والقلتة



وهذه أثر أخفاف الرحّالين النشاما



واصلنا السير بالأنس والأحجيات : بين هذه الصخور الكبيرة والصغير ومنها المتحرّك والمصقول وكلّ منّا يقول اللهم سلّم سلّم



وهذه الطلحة الصغيرة التي لا تزيد الرجل طولاً قد تعلاّها السيل فعلِقت الشوائب على أغصانها وأجبرها السيل الممتد من القلتة للوصول الأرض رغم أنفها
وهل تتذّكرون قول الشاعر
يا جر قلبي جر أدنى الغصوني == وأغصون سدر جرّها السيل جرّا



وقبيل وصولنا إلى القلتة بدأت تتّضح الدلائل على قربها بهذه الحفر المائيّة



===================