عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2010-12-09, 02:01 PM
الصورة الرمزية وائل الدغفق
وائل الدغفق وائل الدغفق غير متواجد حالياً
رحـــالة عــالـمــي متـمـيـــــز
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: الخبر
المشاركات: 109
جنس العضو: ذكر
وائل الدغفق is on a distinguished road
Thumbs up رحلة رحال الخبر لحرة خيبر (الحائط-البركان الأبيض-كهف أم جرسان-سد البنت)

بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والحمد لله الذي يسر لنا أمرنا والحمد لله على حمدنا إياه حمدا يوافي نعمه وحمدا كما يرضى جل وعلا ثم الصلاة والسلام على رسول الله اشرف خلق الله نبينا وقدوتنا وشفيعنا وحبيبنا محمد ابن عبد الله اللهم صلي عليه وعلى آله كما صليت على إبراهيم وآله وسلم وبارك عليه وعلى آله كما سلمت وباركت على إبراهيم وال إبراهيم أنك حميد مجيد ثم أما بعد... تحية مباركة لكم أيها الأعزاء وشكر على تقديركم وتفضلكم بوجودكم في ثنايا صفحات رحلتي الرائعة بوجودكم فيها والتي تزيد زهوا بنظرتهم لها وتتبعكم لأسطرها التي تتراقص فرحا كلما أمسكت أيديكم الكريمة بصفحاتها .




المنطقة المستهدفة للرحلة (حرة خيبر –أو ما يطلق عليها حرة النار )






شكر وتقدير للأخ الكريم (مرير) راعي الحرّة أبو عبد الرحمن صالح الغفيلي

تحية وشكر وتقدير لأخي الفاضل مكتشف كهف أبا الجرسان وخبير الحرة (حرة خيبر) أبو عبد الرحمن صالح الغفيلي الذي رافقناه فكان نعم الرفيق ونعم الأخ بما يحمل من جميل نفس وعلو همة وعطاء وبذل بلا مقابل ولكن لا ننسى حقه وفضله ، كما كانت رحلتنا لثلة من الإخوة الاكارم من أهل الرس وعنيزة وشقراء الأخوة كلٌ باسمه مع هذه الصورة :



أخونا الداعي لمنتدى البراري العضو الفعال إبراهيم ابو صالح الزعاقي من مدينة الرس
ماجد ابوابراهيم السنيدي من مدينة الرياض سليمان ابوعبدالله الخليوي من مدينة الرس
حمد وعبد العزيز المحمد الواصل من مدينة عنيزة
عليان صالح العليان من مدينة الرس
ومحمد ابو خالد الحبيب من مدينة عنيزة
ويوسف بن حمد الدليقان من مدينة عنيزة
وبسام ابن عبد العزيز البسام من مدينة عنيزة


فأكرم بهم من ثلة وبارك اللهم في أخوتهم ومخاواتهم فقد جمعتنا أيام عرفناهم وعرفونا وزاد تقديرنا لجميل خلقهم واكتسبنا معرفة برجال قلّ نظيرهم فاللهم اجمعنا بهم في ظل عرشك كم جمعتنا بهم في رحلتنا الرائعة .




صورة جمعتني بالأخ صالح الغفيلي مكتشف كهف أم جرسان







الأخوة المشاركين بالرحلة من داخل كهف أم جرسان بصورة جماعية


إخواني القراء بعد الثناء والحمد لله والصلاة على خير الخلق وشكر الرجال أهل النخوة والبذل ها أنا اليوم أضع بين أيديكم تفاصيل رحلة من الرحلات الرائعة والتي من خلالها كشفنا الغريب والمدهش من طبيعة ارض الجزيرة العربية والتي يندر شبيه لها في العالم ومن هذا المكان نرفع صوتنا لمن يهمه الأمر من أهل السياحة والأعلام لبذل الكثير من الجهد لجعل مثل هذه الأماكن مقصداً سياحياً وسهل الوصول ليكون ذا فائدة اقتصادية وإعلامية وسياحية للمملكة لما لها من عوائد واضحة في حال تجهيزها وتسهيل أمر زيارتها للمتخصصين والمطلعين والزوار بعموم توجهاتهم فمثل ما رأيت لا يجب أن يكون مختبئاً في صحاري المملكة بل يجب ان يخرج بطريقة تلائم العظمة لخلق الله بتكوينات البراكين العجيبة والتي كما قلت يندر شبيه لها في العالم .

بداية الرحلة لحرّة خيبر رحلتي كانت في نهاية شهر ذي العقدة من هذا العام 1431هـ الموافق لشهر أكتوبر 2010م وبتجهيز مسبق تم الاتصال مع المستكشف السعودي الأول لكهف أم جرسان وهو الأخ الرحالة صالح الغفيلي والذي يكني نفسه بمنتديات الرحال تحت اسم (مرير) فقد تم التخطيط لرحلة تجمعني به لسبر أغوار الحرة (حرّة خيبر) والإطلاع على روائع خلق الله فيها وكم دهشت فيما أرى من عجيب خلق الله ، فجبال راسيات وفوهات بركانية متنوعة ومغارات وكهوف وبراكين سوداء وأخرى بيضاء لم أرى بحجمها إلا النادر حول العالم ، فبعد الترتيب والتجهيز تم تحديد الموعد ومن الرس كانت الانطلاقة بعد أن انطلقت من مدينتي الخبر باتجاه الرياض ليصحبني الأخ ماجد السنيدي وهو يكنى بالأحنف في كتاباته بالمنتديات الترحالية وله اكتشافات واهتمامات بالكتابات الأثرية والمنشآت الحجرية كما اصدر كتاباً يحوي العديد من الاكتشافات الرائعة حول هذه المنشآت الحجرية ، وثم الوصول للرس لمنزل الرحالة المستكشف أبو عبد الرحمن صالح الغفيلي (مرير) وكان معه اخوين كريمين هما الرحالة أبو صالح إبراهيم الزعاقي والأخ أبو عبد الله سليمان الخليوي .




دخولنا لمدينة الرس للالتقاء بالإخوة صالح الغفيلي وعبدالرحمن الزعاقي وسليمان الخليوي







صور للمدينة التي تزداد تطورا في كل مرة أزورها







وتزداد معها الخدمات المميزة وتحسين الطرق والخدمات وخاصة نظام ساهر الذي كان أول المستقبلين في المدخل الرئيسي عبر سياراته المجهزة بالات التصوير وكشف السرعة ولكننا ولله الحمد لم نكن مسرعين .






وثم انطلقنا من الرس لنجتمع بسيارتين وبقية الإخوة بسام وحمد وعبد العزيز ويوسف ومحمد وعليان لنصل عبر طريق القصيم المدينة لمنطقة عقلة الصقور ومنها إلى مفرق الحائط وهنا ينتهي الخط المزفلت للدخول من مدينة الحائط ومن شرق الحرّة إلى وسطها.




كان الطريق ممتعاً ونحن نسير عبر شعاب وجبال متنوعة بالطريق إلى الحائط







وتكوينات الجبال البركانية بفوهاتها العجيبة التي مازالت تبهرنا رغم رؤيتنا للعديد منها ولكنها قدرة الله العجيبة في تكوين الأرض وغرابتها .






طريق ذي اتجاه مزدوج يتلوى بين الجبال ويعلو وينخفض حسب تشكيل الأرض مما يعطينا راحة نفسية كونه يتماشى مع طبيعة الأرض فيخلق لنا جو من الجمال وملامسة قريبة لتلك المناطق الممتعة .
الوصول لمدينة الحائط (فدك)
الحائط والتي تسمى قديما ً(فدك) كانت لنا جولة بصحبة الأخوة والتعرف على شيئاً من تاريخها وواقعها .




ومن بدايات الوصول لمدينة الحائط والمناظر التجميلية لأدوات قديمة بنيت على المداخل مثل هذا الشكل الذي يمثل فخار لتبريد المياه .




وهذا المنظر الجمالي الآخر الذي يمثل الترحيب بالضيف فدلة القهوة تعبيرا للكرم ومبخرة العود الجميلة .




وأما هذا المنظر الجمالي فهو يعد رمزاً لبلدية الحائط وقد أضيفت عليه ساعة ودرجة الحرارة تعبيراً للتطوير والتقدم التي تمر فيها مدينة الحائط كمثيلاتها من مدن المملكة .




وكان السوق وهو نقطة ارتكاز المدينة ولو انه صغيرا لكن يفي بمتطلبات المنطقة والجلابة الذين يجلبون الخيرات من النعم والأدوات التي يستعملها أهل المنطقة .





جزء من سوق البلدية للخضار والتمور والفاكهة .


تجولنا بطرق المدينة وأسواقها والتي تعتبر حديثة بالمقارنة مع أصول المدينة العتيقة ومكان الإنشاء ففدك والتي سميت حديثاً بالحائط قد بنيت أصلا في منخفض أسفل الصخور السوداء والمتكونة من اللابة البركانية ولخصوبة الأرض المنخفضة وسهولة حرثها وتواجد المياه الجارية كانت المدينة والمتميزة بسورها الكبير والمحيط بها ولعله هو السبب في تسميتها الجديد بالحائط للحائط الكبير المحيط بكل المدينة وبساتينها ولكن للأسف لم يتبقى من المدينة القديمة إلا اسمها وبقية من أطلال طينية وأعجاز نخل باقية وكأنها أعمدة تشير لهيكل كان واندثر ..





وحان لنا الآن من تخصيص وقت كافي للتعرف على مدينة الحائط القديمة والتي تعتبر من أهم مدن المملكة تاريخياً لما تزخر به من حضارة يشهد لها التاريخ وما تبقى من أبنية ومزارع وأسوار .


المدينة فدك أو ما يطلق عليها حاليا بالحائط متسعة المساحة وبنيت في منخفض من الأرض وجعل لها سوراً بني من أحجار اللابة البركانية السوداء وعزز بالأبراج بنواحي عدة وهو يمثل حدود واضحة المعالم ويعطي للمدينة مكانة كانت تنعم بها وتحتمي بقوتها لما لها من اقتصاد يتمثل بالمزارع وعيون المياه التي تتعدى السبعين والتي تتدفق لتسقي أرضها وبساتينها وقد جفت ولم يتبقى غير عين واحدة وقليلة الماء .





وما من مدينة إلا وسيخيم الخراب عليها إن لم تتهيأ لها الحياة المتمثلة بالماء ونرى أعجاز النخل الخاوية والتي تشهد جفاف قد مرّ هنا وترك انطباع لبداية موت ولكن تأبى المدينة أن تزول ويبقى شيء من أمل وتعود للنخيل شموخ الماضى لتعلن استمرارية الحياة .







إن السائر بين أكناف تلك البقايا الباقية من حضارة كانت ثم بادت يستحضر معها التاريخ والقيم التي حملتها مدينة الحائط باسمها القديم فدك .


كانت المدينة تزخر بالتجارة والمبادلة وكانت هذه المعلومة واضحة سواء في ما كتب عنها أو ما تناقله أهل المنطقة،في أماكن تواجد أهل البادية وجلبهم الأنعام والسمن والجلود والملح لمقايضتها بما تزخر به الحائط من منتجات التمور وصناعات النخيل والأعلاف وبقية المنتجات الزراعية لتحتل بهذا مكانة عن بقية ما حولها من المناطق ولتتقوى بما تجود به الأرض لحماية أهلها واستمرار تواجدهم .





والصورة أعلى تمثل واحدة من عشرات الحجيرات الدائرية التي بنيت كملاذ للماشية أو حرزاً لما يجلبه أهل البادية لمقايضتها مع أهل الحائط وهي متواجده حول سور المدينة واتي تعد دليلا لما تمثله المنطقة من قوة تجارية بالمنطقة .


ولكن نظراً للثورة الزراعية بالمملكة وتوجه الشركات والأفراد لإنشاء المزارع المحورية وحفر الآبار الارتوازية والتي عكست وفرة المياه لهذه المزارع المحورية إلى تناقص المياه في المناطق التي تعتمد على مياه الآبار التقليدية والعيون ومنها مدينتنا الحائط فغارت بهذا الأمر المياه ونقصت كمية العيون المتدفقة شيئاً فشيئاً إلى أن حان الرحيل منها فلم تعد المياه وفيرة ولم تعد الأرض تجود كما كانت وتوالت الكارثة وابتعد الناس قليلاً قليلا عن الزراعة وتوالت المصيبة في هجرة الناس للتحول من الزراعة إلى الأعمال لا الأخرى فهجرت الأرض وانتقل السكان لمناطق أخرى وهكذا صارت اليوم خاوية بعد كانت بالأمس وجهة ومطلب ، لكن لا نقلل من قدرها اليوم وخاصة بعد ان ينتهي الطريق المعبد الجديد والذي يبتدئ من جنوب خيبر من مدينة الثمد وحتى الحائط باختراق حرة خيبر ليكون شريان حياة لهذه المنطقة وبداية انتعاش في ظل القيادة الرشيدة التي تنظر بعين الاعتبار لتلك الأماكن فالله أسال أن يوفق حكامنا لما فيه خير البلاد والعباد .





أن الدور السكنية بأدوارها المتعددة تحدثنا بتاريخ حافل بالإنجازات .


نظراً للبعد التاريخي للمنطقة فقد كان لزاماً منّا أن نلامس تلك الحقبة بشيء من النظر والسير للتعرف على حقيقة المدينة التاريخية فدك وقد صحبنا كلا من الأخ صالح الغفيلي والأخ إبراهيم الزعاقي بما يملكون من خبرة بهذه المنطقة للتعرف على بيوتها وبساتينها وأسوارها وعيون الماء فيها فكانت أول زيارة للعين المتبقية الوحيدة وهي تنزّ بالماء القليل وقد ساءني منظرها البائس نتيجة الإهمال والأوساخ حولها ومنها التقينا باثنين من أهل المدينة وهو ابو عنبر الرشيدي وأحد ابناء أعيان المدينة الحايطي ولما بينهم وبين الأخ ابو عبد الرحمن صالح الغفيلي وإبراهيم الزعاقي من أعوام من التواصل سواء بالأعمال الخيرية ومتابعة بناء المساجد أو من خلال الزيارات الخاصة وقد تم التعرف على المدينة فكانت هذه الرؤيا الوصفية لي انقلها اليكم.





بناء مميز بجذوع النخل لمباني المدينة ولعدة أدوار


المدينة فدك كانت لها وضعية تختص بها عن سائر البلدان فخصائص المدينة بأسوارها المميزة أكسبتها شهرة فلم أرى مثل سورها الكبير والمنيع كبقية المدن في المنطقة وبما تختص به من أنشائها في منخفض في وسط حرة وعرة المسالك يجعل منها عصية على الأعداء ومنيعة ويهيا لها كينونة تزيدها قوة ومنعة .





أشجار تموت وأخرى باقية







أجزاء من السور الذي يميز الحائط عن بقية مدن المملكة .







الأبراج التي تعلو القمم من السور تحكي تاريخا عظيماً للمدينة .







يعلو السور المنخفضات والمرتفعات رغم صعوبة البناء ولكنها أسوار مدينة الحائط .


كما أن المنطقة المحصورة بداخل الأسوار قد استغلت استغلالا كاملا من حيث البناء واتخاذ المزارع حتى أنه لم يكن للطرق مجالاً سوى متر أو أقل بين المنازل والمزارع وهذا مردّه لصعوبة اتخاذ مكان آخر ولكثرة الساكنين مقارنة بالحدود الجغرافية للمدينة وحدودها بالصخور البركانية التي تمنع أو تقلل التوسع والنمو السكاني وهكذا رأيت .

رد مع اقتباس