عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2015-04-22, 11:59 PM
الصورة الرمزية نزيه الحيزان
نزيه الحيزان نزيه الحيزان غير متواجد حالياً
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: الجوف
المشاركات: 6,519
جنس العضو: ذكر
نزيه الحيزان is on a distinguished road
افتراضي

وفي العصر الأموي - أيضاً - هاجر أغلب سكان دُومة الجندل إلى بلاد الشام بما فيها: (الأردن، دمشق، فلسطين) بحكم مصاهرتهم لخلفاء الدولة الأموية ولأسباب أخرى لا يتسع المجال لذكرها هنا.
ولما سقطت الدولة الأموية على يد بني العباس سنة (132ه) عاد أغلب أهلها الذين هجروها إليها بسبب الاضطهاد الذي منوا به على يد خلفاء الدولة العباسية (132-656ه).







وفي شهر ربيع الأول سنة (351ه) مرَّ المتنبي الشاعر المعروف بدُومة الجندل خلال هروبه من مصر عندما كان متجهاً نحو العراق فذكر في قصائده بعض المدن والمواضع الواقعة ضمن الحدود الإدارية لدُومة الجندل، والتي منها:


طُردت من مصر أيديها بأرجلها
حتى مرقن بنا من جوشٍ والعلم
وقال أيضاً:
وجابت بُسيطة جوب الرَّداء
بين النَّعَام وبين المها
إلى عُقدة الجوف حتى شَفَت
بماء الجِرَاوِيَ بعض الصدا
ولاحَ لها صورٌ والصَّبَاح
ولاحَ الشَّغور لها والضَّحَا
وقال أيضاً:
بُسيطة مهلاً سُقيت القطارا
تركت عيون عبيدي حيارا
فظنوا النعام عليك النخيل
وظنوا الصوار عليك المنارا
فأمسك صحبي بأكوارهم
وقد قصد الضحك منهم وجارا







وبعد الزحف المغولي على بغداد وإسقاطهم للدولة العباسية سنة (656ه) أصبحت دُومة الجندل ضمن منطقة الحياد التي كانت بين الدولة المغولية التي نشأت في العراق بعد سقوط بغداد وبين دولة المماليك (658-923ه) التي استطاعت صد الزحف المغولي على البلاد الإسلامية في معركة عين جالوت سنة (658ه).
وبقيام دولة المماليك - التي اتخذت من القاهرة في مصر عاصمة لدولتها - زاد التهميش لدُومة الجندل كما هو حاصل لبقية مناطق الجزيرة العربية عدا مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك لما بقي لهما من أهمية دينية تتمثل في نيل شرف الخطبة على المنابر خاصة في مواسم الحج، لا سيما وأن خلفاء الدولة المملوكية عبارة عن مماليك عبيد بحاجة إلى ما يدعم سلطتهم الشرعية.



مئذنة مسجد عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه )



وإلى جولة في المسجد من الداخل









ورغم كل هذا فإن دُومة الجندل حافظت على أهميتها كعاصمة لمنطقة شمالي الجزيرة العربية، وذلك لما أضفاه لها موقعها الاستراتيجي المتوسط فيما بين بلاد العراق وبلاد الشام وبين بلاد الحجاز فكانت تمر بها أهم الطرق التجارية وطرق الحج العراقية والشامية خلال تلك الفترة الزمنية.
وظلت دُومة الجندل عاصمة لمنطقة واسعة النطاق منذ ما قبل الإسلام وحتى دخلت هذه المدينة في حقب التاريخ الحديث، وفي أوآخر القرن الثالث عشر الهجري دخلت هذه المدينة في حكم الدولة العثمانية (923-1343ه)

ولكن بعد الضعف الذي ساد خلفاءها المتأخرين بدأت الأقاليم تأخذ استقلاليتها، فكان أن وقعت منطقة دُومة الجندل بقراها وهجرها بين فكي كمَّاشة مزقتها كل ممزق، وجعلت منها نتفاً صغيرة وقرىً مبعثرة لا رابط بينها سوى الصراعات الدموية والعرقية التي سادت المنطقة بشكل عام. ذلك أن حكام حائل (آل علي، ومن بعدهم آل رشيد) أرادوا بسط نفوذهم على المنطقة عموماً فشنوا الكثير من الحملات العسكرية عليها، وفعلاً تم لهم بعض ما أرادوا، فاستطاعوا ضم مدينة (دُومة الجندل وسكاكا وقارا) إلى نفوذهم.
وكذا أراد (آل الشعلان) في قرية كاف ووادي السرحان بسط نفوذهم على المنطقة، فكان أن قاموا ببعض الحملات العسكرية عليها وسيطروا على الأجزاء الشمالية لدُومة الجندل، وأصبحت دُومة الجندل تعيش صراعات بين آل رشيد وآل الشعلان، وتستقر هذه الحالة في بعض الأوقات: كفترة ضم الدولة السعودية الأولى لها (1208-1233ه) والدولة السعودية الثانية (1240-1309ه) وفيما عدا ذلك تعود دُومة الجندل لتكون مسرحاً لتلك الصراعات ،
إلى أن توحدت مع بقية أقرانها في شبه الجزيرة العربية تحت لواء واحد
بقيادة الملك عبدالعزيز رحمه الله تعالى


التوقيع:
رد مع اقتباس