بسم الله الرحمن الرحيم
سألتني فعجبت من ذاك السؤال وأورثت في النفس الشجون
واعتذرت فلمست صدقها فقبلت منها الاعتذار
لا تسأليني بعد اليوم عن كتاباتي أهي لي أم لا ؟
ولكن إسأليها أهي تعرفني أم لا ؟
إسالي أهل القافية والفراسة فلينظروا إلى من تُنسب هذه الوليدات
فالشبه واضح بيهن
لأنهن جائن من ماء رجل واحد
فليأتوا إذاً المدعين المبطلين
إسأليها
فهي غدت كطفلة رائعة ضاعت وسط الزحام
فادعى أبوتها أحمق لما فيها من الروعة و الجمال
ولما فيه من العقم فقد يأست منه الأرحام
وعندما بدأت جلسة المحاكمة
وما إن رأت الطفلة والدها بكت خوفاً وفرحاً في آن واحد
فانطلقت لكي ترمي بنفسها في أحضانه
ليظهر لمدعيها الخزي والعار والخسارة والشنار
أفلا يعلم إن التبني في الإسلام حرام
أوَيكن أن التلاعب بالأنساب قد دخل عالم الكتّاب
إسأليها
فإنما هي كعشيقة هامت في حب عشيقها
وكانت تكره البعد و تشتكي لوعة الانتظار
فغازلها في الطريق حقير
فبسقت في وجهه مهرولة قد ذابت من شدة الاشتياق
فلما رأت عشيقها
انطرحت بين اضلاعه كمناديل الحرير
لترتشف من رحيق الحنان
اغمضت عينيها في غمرة والخد بالدمع غريق
فنامت في دفئ صدره فقد وجدت بعد العنا المكان
فلا يهمها بعد ذلك من سكرتها متى تفيق
فأخذت تأنس بإحلامها حورية انطرحت على بتلات الورود
فغار من ريحها عبق الزهور وغنت من نشوته السهول
اصغت بصمت ليطرب سمعها خرير الماء وسط الجداول
قد بلت قطرات الندى شعرها لتعكس شعاع شمس الشروق
حُسُن ارتوى من نبع الصفاء
و نور تلألأ في السماء
فأنار الكون حولها ثنايا ثغرها الخجول
تلك هي عشيقتي وأنا عشيقها
فكيف بعد ذلك يدعيها ظالم لنفسه جهول
إني أعلم أن كل حرف كتبته كان رسول حق
وشاهد صدق
للقلوب السليمة
ليبين الحق من الباطل
أبعد هذا القول يبقى شك عند نبض القلوب
أفلا تعلم إن الشك إذا دخل دنيا الصفاء يكون اتهام
وهذا ليس مني عتاب
إنما نسجت بعض مشاعري للرد على دعاوى الجمود
كتبه : ابو جهاد
محب الغيث - المعرف الاجتماعي والادبي - هاجس القلم