عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2010-01-24, 03:58 PM
الصورة الرمزية محب الغيث
محب الغيث محب الغيث غير متواجد حالياً
خبير وباحث في الطقس المناخ
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الغربية -
المشاركات: 2,579
جنس العضو: ذكر
محب الغيث is on a distinguished road
افتراضي الكلمه تصرخ ولا مجيب

بسم الله الرحمن الرحيم


الذي لابد أن نجتمع عليه ولا نختلف حتى على فقره من فقراته بل ونعمل به في ميدان الحياة أنا في زمن الحضارة والتقدم والرقي والإزدهار، وزمن التحرر من قيود الماضي الرثة ، وقد حان الوقت لننفظ غبار زمن غابر لكي لا يكدر صفاء الحضارة ، ويلطخ ثوبها الزاهي ، إلى متى نحن على قواعدنا القديمة ، ومصطلحاتنا الأثرية أما آن لنا أن نجعلها في إطار زجاجي فنضعها على رفوف المتاحف ، فهي أصبحت مثابة أواني أثرية وجدت بين أنقاض أمم مضو وأنقضو، فليس لها وظيفة إلا امتاع النظر ومعرفة الخبر بالأثر, وليس لها مكان في واقع الحياة المعاصرة فإن لكل زمان متاعه .


فهيا معاً نبدأ حياة التحديث والتطوير والتغيير والتبديل فنجعل


1+1= 4 و 5×5= 57 و 10÷2= 13


لماذا لا توافقونني ، وهل أنا أطلب المستحيل أم أن طموحي هذا يعد جنون ، أم إن العلوم المعتمدة على القواعد الرقمية تأبى ذلك بقوة ، فأولها الاقتصاد وثانيها الهندسة وثالثها الحسابات الفلكية ، والمعادلات الكيميائية ورابعها الطب و الصناعة ، فكلها قائمة على معادلات رياضية تشكل منظومه واحده ،أم أن الأرقام امتاز بخصائص تحول بينها وبين الذوبان في أحماض التغيير، أهو عناد الرقم وشموخه حتى تحدى الزمان والمكان والسكان ورفض التغير والتحول ، أم هو خور الحرف الذي تكالبت عليه هجمات التغريب وحملات الإغتيال المنظم المستمرة دون هواده ، أما آن لنا أن نعترف أن قاعدة التغيير لا تنطبق على كل الأشياء ، فقد تُقبل في المباني ولاتقبل في المعاني ، والأرقام أكبر شاهد .


فلماذا استسلم الحرف فأصبح أداة في يد الأعداء فكان عميلاً لهم ،ووافق أن يكون خنجراً في خاصرة الكلمة ،لكي تلفظ أنفاسها فتغيب بموتها حقائق المعاني ، نعم لقد تكالب دعاة الحداثة وغيرهم على الكلمة حتى جردوها من ثياب العفاف دون حياء وبكل وحشية غصباً وعلى مرىء من محبيها ، وأُلبست قهراً بثياب الحضارة المزعومة ، فبدت بثياب كاسية عارية في صورة جديدة تليق بزمن التقدم والرقي، لتواكب عصراً جديداً فأخذت شكلاً جذاباً أنيقا براقا يكاد سنا برقه يعمي أبصار المذهولين ببريق الحضارة المزعومة ، مع هذا كله فهي تبكي ليل نهار على فقدها لأصالتها ومكانتها وكرامتها، فلم تَعُد معبرة عن القيم لفقدها المعاني بسبب اختلاط الألفاظ ، فالعفة أُبْدلت بالعهر، والفضيلة بالرذيلة ، والوضوح بالغموض ،والإفصاح بالعجمة ، والعلو بالدنو، والنور بالظلمة ، و أُذيب الشعر في النثر و أختلطت المفاهيم ، وبُدْلت الحقائق ، فأي خطر يهدد المعتقدات و الأخلاق والسلوك والآداب ، أين عشاق الحرف والكلمة واللغة والأدب ، أين الدفاع المستميت عن صمام الأمان , أمام الإنحراف الفكري ، والله إنها جناية ، وأي جناية على الحرف عندما نجعله أداة لاغتيال الكلمه لطمس المعاني الساميه ،هذا تغريب جديد واستعمار فكري في عصر المتغيرات ، وغزو عارم من قاصري التعبير والإفصاح ، أصحاب البريق والرنين أعداء المضمون والجوهر. ولا عجب من أن يهجو الخفاش النهار ويمدح الليل لحاجته به ، ولا غرابة أن يجد من يوافقه كالبومة ، فالمصلحة مشتركة ومن لم يستطيع أن يواكب أهل المعالي جعل له وسطا ًوجيلاً من الخذلاء الهابطين ، لكي يعلو عليهم ولو بدعوى التغيير وقلب المصطلحات ، فيوهم نفسه بالعلو وإن كان في أسفل دركات الدنو،وقد علموا أن بينهم وبين المعالي مفازات تتقطع فيها أكباد الإبل فعدلوا إلى السقوط فهو لا يحتاج إلا اتخاذ القرار ويتقنه كل أحد وأخيراً فإن وقف الرقم شامخاً أبياً في وجه التغيير فالحرف أولى بذلك وياليت قومي يعلمون.

التوقيع:
حسن الاخلاق منهج النبلاء