الاستمطار في الاسلام
ياسين محمد الغادي
د. ياسين محمد الغادي
السبت 2 / صفر / 1429 هـ
(*)حكم الاستمطار في الإسلاممقدمة:جرب الإنسان وما زال استخدام قدراته ومهاراته على الأرض، فأفلح وقطع شوطاً بعيداً من الاكتشافات في هذا المضمار، وطور الإنسان نفسه، ليقدم أكثر فأكثر، فحلق في أجواء الفضاء، وصعد إلى عنان السماء، ليكتشف مجاهليهما، وبمرور الزمن تجمعت لديه معارف ومعلومات عن الفلك والطبيعة والكيمياء والرعد والبرق والسحب والغيوم والمناخ... إلخ.ثم اتسعت مدارك هذا الإنسان فبدأ يسعى إلى تحقيق مشاهداته وطموحاته الكثيرة، بعد أن صاغها في قوانين وقواعد ثابتة للحصول على مزيد من النصر على الطبيعة، والعوالم الأخرى، فكانت تجربته – هذه المرة – مع المجرات والأقمار والكواكب، وهكذا نسمع كل يوم جديداً في عالم الفضاء الخارجي والكواكب والمجرات التي يظلها كون فسيح رحب.هذا ولأن الكون كله مجال لإبداع الإنسان ونشاطه – والفضاء جزء من هذا الكون – زاد اهتمامي بالفضاء، حتى استثارتني فكرة السحب والغيوم التي تحمل معها الأمطار لتنهمر على الأرض مدراراً، فيحصل بها النماء والمعاش للإنسان والحياة والزرع والضرع وكل شيء، قال تعالى: (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) (الأنبياء: من الآية30)، وقال عز من قائل: (وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) (فاطر: من الآية9).
[font='tahoma','sans-serif']جرب الإنسان وما زال[/font][font='tahoma','sans-serif']استخدام قدراته ومهاراته على الأرض، فأفلح وقطع شوطاً بعيداً من الاكتشافات في هذا[/font][font='tahoma','sans-serif']المضمار، وطور الإنسان نفسه، ليقدم أكثر فأكثر، فحلق في أجواء الفضاء، وصعد إلى[/font][font='tahoma','sans-serif']عنان السماء، ليكتشف مجاهليهما، وبمرور الزمن تجمعت لديه معارف ومعلومات عن الفلك[/font][font='tahoma','sans-serif']والطبيعة والكيمياء والرعد والبرق والسحب والغيوم والمناخ[/font]
ثم زاد تعلقي بفكرة الموضوع عن السحب والغيوم وطريقة حملهاللأمطار عندما تكون متبلدة وكثيفة فتحدث غزارة في الأمطار، وكيف أنها عندما تكونخفيفة عادية يقل مطرها ويضعف، ليكون على شكل قطرات أو رذاذ بسيط[font='tahoma','sans-serif'].[/font]
[font='tahoma','sans-serif'][/font]
ثم راودتنيفكرة تتعلق بالموضوع حيرتني ووقفت عندها طويلاً تتعلق بالسحب أبسطها على صيغة سؤال،وهي:
هل صحيح أن الإنسان استطاع بعقله وفكره أن يستمطر السحب صناعياً؟
وبتعبير آخرهل استطاع الإنسان أن يتعامل مع السحب فيزيد في الأمطار أو ينقص منها متى شاءوكيفما شاء؟ فإذا كان هذا ممكناً فكيف؟ وإلى أي حد؟ وما هي الأدوات والأجهزةوالآلات التي استخدمها لتحقيق ذلك؟ وهل للتعامل مع السحب شروط؟ وما رأي الشريعة فيكل ذلك؟هذا ما سوف أُركز عليه _إن شاء الله_، وأتولى الإجابة عليه وأناقشه[font='tahoma','sans-serif'].[/font]
[font='tahoma','sans-serif'][/font]
هذا ولأن الموضوع شائك ويحتاج إلى قراءات متعمقة وتحليلات منطقية ووصفومقارنات – لأن الكتابات فيه على حد علمي غير موجودة – فسأعتمد على منهج أو عدةمناهج تحقق ذلك، وتفي بالغرض من تحليلي ووصفي واستدلالي، لأن فروع البحث – في بعضجوانبه – تقوم على العلم التصديقي الجازم بقدرة الله _عزوجل_، فمن العبث – والحالةهذه – أن ينهج غير المنهج الاستدلالي، كما أنه في جوانبه الأخرى يعتمد على الوصفوالتحليل فيحتاج إلى المنهج الوصفي والتحليلي المقارن، مقارنة الأدلة ووجهات النظرلنصرة الرأي الذي تأبى أدلته الاندحار[font='tahoma','sans-serif'].[/font]
أهمية الأمطار ونظمها:
المطر – هو بأبسط تعاريفه تلك الحالة التي يتحول فيها بخار الماء من الحالة الغازية إلى الحالة السائلة في طبقات الجو العليا – له أهمية كبيرة في الحياة، فزيادة على ما ذكرناه في مقدمتنا، فإن أمطار السماء تفيد إلى حد كبير في تكوين الأنهار عند انسياب جزء كبير منها فوق سطح الأرض، وكذلك فإنه يكون مصدر العيون والآبار المتفجرة عند انسياب جزء آخر منه في القشرة الأرضية، ثم إن الجزء الباقي يصعد إلى الجو ليرطبه بواسطة التبخير.
أما عن نظم المطر فتبدو كما يلي:
1 – النظام الاستوائي: ويظهر هذا النظام في الأقاليم الواقعة حول خط الاستواء 5ْ شمالاً إلى 5ْ جنوباً، وتسقط الأمطار فيه خلال العام، فيستمر المطر في السقوط فيها من الصباح وحتى المساء
.2 – النظام شبه (أو دون الاستواء): يقع هذا النظام على هوامش النظام الاستوائي، ما بين درجتي 5ْ – 8ْ شمالاً وجنوباً، ويسقط المطر حسب هذا النظام عشرة شهور على الأقل.
3 – النظام السوداني: يقع هذا النظام في الأقاليم التي تقع بين خطي عرض 5ْ – 20ْ شمال وجنوب خط الاستواء
.4 – النظام الموسمي: ويوجد جنوب شرق وشرق آسيا التي تهب عليه الرياح الموسمية المحملة ببخار الماء والأمطار – حسب النظام الموسمي – أشد غزارة من النظام السوداني صيفاً.
5 – النظام الصحراوي: ويوجد في الصحارى المدارية بين خطي عرض 18ْ – 30ْ شمال وجنوب خط الاستواء، ويكاد ينعدم المطر حسب هذا النظام، نظراً لوقوع الصحاري في مهب الرياح التجارية التي تصل إليها جافة، والصحراء الكبرى أقرب مثال على ذلك.
6 – نظام البحر المتوسط: يوجد في غرب القارات بين خطي عرض 30ْ – 40ْ شمالاً وجنوباً، وتسقط فيه الأمطار في فصل الشتاء، ويتمثل هذا النظام في الأراضي المطلة على البحر المتوسط، كما يتمثل في كاليفورنيا، وجنوب غرب أستراليا وإفريقيا.
7 – النظام الصيني: يوجد في شرق القارات بين خطي عرض 30ْ – 40ْ شمالاً وجنوباً، أي في نفس عروض نظام البحر المتوسط.
8 – نظام غرب أوروبا: يوجد بين خطي عرض 40ْ – 60ْ شمالاً وجنوباً على السواحل العربية للقارات كغرب أوروبا وغرب أمريكا.
9 – النظام اللورنسي: يسود هذا النظام في شرق القارات بين خطي عرض 40ْ – 60ْ مثل سابقه، لكن في شرق القارات.
10 – نظم الجهات الداخلية: وهذا النظام يوجد داخل القارات، والأمطار حسب هذا النظام قليلة.
11 – نظام الصحاري الداخلية المعتدلة: ويوجد في الجهات الداخلية من القارات في مجال عروض هبوب الرياح العكسية
.12 – نظام الجهات الجليدية: يسود هذا النظام شمال القارات من النصف الشمالي من الكرة الأرضية على الخصوص حيث البرودة في المناطق القطبية طوال العام، والمطر نادر بسبب ارتفاع الضغط.هذه هي نظم المطر في العالم، ويبدو تصنيفها كما أوردناه في غاية الأهمية لنتبين ما هي الأماكن وتحت أي النظم يمكن أن يستخدم نظام الاستمطار الصناعي.فأفضل الأنظمة للتعامل مع السحب حال ضعفها هي نظام البحر المتوسط، والنظام الصيني، ونظام غرب أوروبا والنظام اللورنسي، ونظام الجهات الداخلية، أما الأنظمة التي تسقط عليها الأمطار طوال العام أو أقل بقليل كما هو شأن النظامين الاستوائي وشبه الاستوائي، فلا مجال لأن يدرس مفهوم الاستمطار من خلالها، كما أن النظام الصحراوي لا يمكن تصور مبدأ أو مفهوم الاستمطار فيه.
نستخلص من ذلك أن بلادنا التي يشملها نظام البحر المتوسط هي أفضل ما يمكن وصفها بالقابلية للاستمطار في حالة انحباس الأمطار أو في حالة سقوط الأمطار بكميات قليلة.
أنواع الأمطار(2):1- مطر الأعاصير: وهو مطر الرياح العكسية التي تكثر بها الانخفاضات الجوية المسماة بالأعاصير، ومن أمثلتها: أمطار البحر المتوسط، وغرب أوروبا.
2- مطر التضاريس: وهو المطر الذي يسببه اعتراض الهضاب المرتفعة أو الجبال للرياح المحملة ببخار الماء، حيث ترتفع الرياح فوق المرتفعات، فتبرد ويتكاثف ما بها من البخار، فيسقط المطر مثل أمطار الجهات الموسمية.يستفاد من دراسة أنواع الأمطار وتياراتها فيما يتعلق ببحثنا في معرفة قوة الإعصار الذي يؤثر على طائرة الاستمطار إن كان الاستمطار من الجو وكذلك التأثير على محطة الاستمطار الأرضية إن كان الاستمطار من الأرض.
يتتتتتتتتتتتتتتتيع