تحتضن المملكة العربية السعودية عددا من الحضارات قبل الإسلام لا تزال آثارها باقية حتى الآن واكتشف بعضها منذ وقت قريب وأصبحت هذه البلاد منذ بزوغ فجر الإسلام منبع الرسالة المحمدية ومهد الحضارة الإسلامية وخلفت إرثا ثقافيا وحضاريا متميزا.
وتعد نجران من المناطق الأثرية في المملكة التي يوجد بها عدد كبير من المواقع الأثرية المنتشرة في المنطقة تعود لفترات تاريخية مختلفة تعاقبت منذ أكثر من 1.5 مليون سنة خلت وحتى الوقت الحاضر.
ولعل موقع نجران الاستراتيجي على طريق القوافل البرية القديمة وخصوبة أراضيها ووفرة مياهها الجوفية اكسبها أهمية ساهمت في ازدهارها مما جعلها واحدة من ابرز مراكز التعامل بالبخور والعطور والتوابل القادمة من الهند إلى جانب اللبان والمر التي كانت تزرع في ذلك الوقت.
وحظي التراث والمواقع الأثرية والسياحية بمنطقة نجران باهتمام ودعم من صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة نجران الذي أوضح في تصريح لوكالة الأنباء السعودية إن منطقة نجران ستكون بإذن الله من ابرز المناطق السياحية في المملكة العربية السعودية لكونها تمتلك مقومات سياحية مهمة.
ودعا سموه القائمين في القطاع السياحي إلى تكثيف الجهود لتقديم أفضل الخدمات لزوار منطقة نجران وتلبية ما يحتاجون إليه.
وفي جولة لوكالة الأنباء السعودية على المواقع التاريخية في منطقة نجران برزت // آبار حما التاريخية // الواقعة شمال منطقة نجران حيث تعد مسرحا للاستيطان خلال العصر الحجري القديم والعصر الحجري الحديث حيث تمثلت هذه المرحلة من حياة الإنسان من خلال هذه المواقع إلى تحتوى على أدوات حجرية وإنشاءات ومساكن بدائية بالإضافة إلى الرسوم الصخرية التي تعد من ابرز سمات هذه المرحلة في حياة الإنسان التي سجلت الكثير من نشاطات واهتمامات وممارسات إنسان ذلك العصر كالصيد واستئناس الجمل وصورت جوانب حياته وملابسه وحليته والحيوانات التي كانت في بيئته.
وتعد الرسوم الصخرية الموجودة في ( حما ) أولى محاولات الإنسان نحو الكتابة الأبجدية التي توصل الإنسان في جنوب الجزيرة العربية إلى ابتكارها مع بداية الألف الأول قبل الميلاد وعرفت هذه الأبجدية بالخط المسند الجنوبي.
وأدت التجارة إلى انتشار هذا الخط وأصبحت المنطقة الممتدة من ( آبار حما ) مسرحا للقوافل التجارية كجزء من الطريق البحري القديم حيث سجل مرتادو هذا الطريق في ذاك الوقت ذكرياتهم ورسومهم وأسماءهم وبعض اهتماماتهم بالخطين السبيئى بنسبة كبيرة والخط الثمودى على امتداد الطريق حيث تركزت حول مصبات المياه والكهوف وفى سفوح الجبال عند آبار حما.
وفى ( آبار حما ) ( آبار ) تاريخية قديمة تحتضنها الجبال والكهوف من جميع جهاتها عدا الجهة الشرقية بالإضافة إلى العديد من الآثار والكتابات التاريخية في الكهوف المحيطة وسفوح الجبال ولا زالت آبار // حما // منذ القدم وحتى الآن مليئة بالمياه العذبة الصالحة للشرب وهى ست آبار منها الحماطة وسقيا والجناح وأم نخلة والقراين واغلبها محفور في الصخور.
ولعل آبار حما القديمة التي تتمتع بغزارة الكتابات والرسوم الصخرية تجعل من هذه المنطقة متحفا مفتوحا جديرا بالاهتمام للمحافظة عليه كواحد من أغنى الكنوز الأثرية في المملكة.
منقول للفائدة و العلم :70::70: