عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2006-12-06, 03:21 AM
aboanas aboanas غير متواجد حالياً
عضو ذهبــي
 
تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 1,683

aboanas is on a distinguished road
Arrow أصول مذهب الخوارج --لفضيلة الشيخ عبد الرحمن البراك

- ما هي الأمور التي اتفقت عليها فرق الخوارج ؟ و ما هي الأمور التي وقع فيها خلافٌ بينهم ؟ و ما هو القول الراجح في كفر الخوارج ؟ و ما ضابط أن يُطلق على شخصٍ ما ، أو على فكرٍ ما أنه شخصٌ خارجي ، أو فكرٌ خارجي ؟ و جزاكم الله خير ما جزى عالماً عن طلابه .

الإجابة
الحمد لله ، الخوارج اسم لطائفة من المبتدعة ظهرت في خلافة علي رضي الله عنه ، ومعظمهم كان في جيش علي ففارقه عندما اتفق علي ومعاوية على تحكيم أبي موسى ، وعمرو بن العاص ـ رضي الله عنهم ـ ، فأنكرت الخوارج ذلك وقالوا : حكمتم الرجال لا حكم إلا لله ، فبعث إليهم علي ـ رضي الله عنه ـ ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ فناظرهم ، فرجع كثير منهم ، وانحاز الذين أصروا على مذهبهم إلى موضع يقال له : النهروان ، فكفروا الحكمين ، وعلي ومعاوية ، ومن معهما ، وأغاروا على سرح المسلمين ، وقتلوا عبد الله بن خباب من أصحاب علي ـ رضي الله عنه ـ ، فرأى فيهم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه صفات المارقين الذين أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتالهم ، ورغب فيه ، كقوله صلى الله عليه وسلم :" يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم ، وصيامكم مع صيامهم ، وعملكم مع عملهم ، ويقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ". متفق عليه.
وفي حديث آخر في الصحيحين :" فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة ". ، فقاتلهم علي رضي الله عنه بمن معه من الصحابة ، وأظهره الله عليهم ، وسُرّ بذلك ـ رضي الله عنه ـ ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :" تمرق ما رقة على حين فرقة من المسلمين تقتلهم أولى الطائفتين بالحق ". رواه مسلم .
وأصل مذهبهم التكفير بالكبائر من الذنوب ، وقد يعدون ما ليس بذنب ذنبا ؛ فيكفرون به ، كما قالوا : في التحكيم بين علي ، ومعاوية ـ رضي الله عنهما ـ ، فلذلك كفروا الحكمين ، وكفروا عليا ، ومعاوية ، ومن معهما ، ثم صاروا بعد ذلك فرقا حسْبَ زعاماتهم ، ومن الأصول المشهورة عنهم إنكار السنة ، ومن فروع ذلك:
إنكارهم المسح على الخفين ، ورجم الزاني المحصن .
والذي يظهر: أنه لا يعد من الخوارج إلا من قال بهذين الأصلين ، وهما :
التكفير بالذنوب ، وإنكار الاحتجاج ، والعمل بالسنة .
وأما تفاصيل الفرق بين فرقهم ، فيرجع فيه إلى كتب الفرق ككتاب الملل والنحل للشهرستاني ، والفصل لابن حزم ، والله أعلم .