عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 2006-11-28, 01:41 PM
هاوي بر هاوي بر غير متواجد حالياً
عضــو شرف الـبـراري
 
تاريخ التسجيل: Apr 2006
الدولة: الرياض
المشاركات: 4,227
جنس العضو: ذكر
هاوي بر is on a distinguished road
افتراضي

~*¤®§ ][^*^] جهاد ومعارك فاصلة [^*^][ §®¤*~



~*¤®§ ][^*^] غزوة بني قينقاع في السنة الثالثة من الهجرة [^*^][ §®¤*~


كان بني قينقاع من يهود المدينة ، فنقضوا العهد ، فحاصرهم رسول الله صلى

الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة ، فنزلوا على حكمه ، فشفع فيهم عبد الله بن أبي

بن سلول ، وألح على رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم ، فأطلقهم له، وكانوا

سبعمائة رجل ، وهم رهط عبد الله بن سلام .




~*¤®§ ][^*^] غزوة أحد [^*^][ §®¤*~


كانت وقعة أحد في شوال وذلك أن الله تبارك وتعالى لما أوقع بقريش يوم بدر ،

ترأس فيهم أبو سفيان ، وأخذ يؤلب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى

المسلمين ، ويجمع الجموع ، فجمع قريبا من ثلاثة آلاف من قريش ، والحلفاء ،

وجاؤوا بنسائهم لئلا يفروا ، ثم أقبل بهم نحو المدينة ، فنزل قريبا من جبل أحد .

فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه في الخروج إليهم ، وكان رأيه

أن لا يخرجوا ، فإن دخلوها قاتلهم المسلمون على أفواه السكك ، والنساء من

فوق البيوت ، ووافقه عبد الله بن أبي رأس المنافقين على هذا الرأي ، فبادر جماعة

من فضلاء الصحابة ممن فاته بدر وأشاروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم

بالخروج ، وألحوا عليه .

فخرج في ألف من أصحابه ، واستعمل على المدينة عبد الله بن أم مكتوم وكان

رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى رؤيا :

( رأى أن في سيفه ثلمة ، وأن بقرا تذبح ، وأنه يدخل يده في درع حصينة )

فتأول الثلمة برجل يصاب من أهل بيته ، والبقر بنفر من أصحابه يقتلون ، والدرع

بالمدينة ، فخرج وقال لأصحابه :

" عليكم بتقوى الله ، والصبر عند البأس إذا لقيتم العدو ، وانظروا ماذا أمركم الله

به فافعلوا "

فلما كان بالشوط بين المدينة وأحد انخزل عبد الله بن أبي بنحو ثلث العسكر ،

وقال : عصاني ، وسمع من غيري ما ندري علام نقتل أنفسنا ها هنا ، أيها الناس ..

فرجع وتبعهم عبد الله بن عمرو والد جابر يحرضهم على الرجوع ، ويقول :

قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا ، قالوا : لو نعلم أنكم تقاتلون لم نرجع ، فرجع

عنهم وسبهم .

وسأل نفر من الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يستعينوا بحلفائهم من

يهود ، فأبى ، ونفذ حتى نزل الشعب من أحد ، في عدوة الوادي ، وجعل ظهره

إلى أحد ، ونهى الناس عن القتال حتى يأمرهم ، فلما أصبح تعبأ للقتال ، وهو في

سبعمائة ، منهم خمسون فارسا ، واستعمل على الرماة وكانوا خمسين عبد الله بن

جبير ، وأمرهم أن لا يفارقوا مركزهم ، ولو رأوا الطير تختطف العسكر ، وأمرهم

أن ينضحوا المشركين بالنبل ، لئلا يأتوا المسلمين من ورائهم ، وظاهر رسول الله

صلى الله عليه وسلم بين درعين ، وأعطى اللواء مصعب بن عمير ،واستعرض الشباب

يومئذ ، فرد من استصغر عن القتال وأجاز من رآه مطيقا .

وتعبأت قريش ، وهم ثلاثة آلاف ، وفيهم مائتا فارس ، فجعلوا ميمنتهم خالد بن الوليد ،

وعلى الميسرة عكرمة بن أبي جهل .

ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه إلى أبي دجانة ، وأبلى يومئذ أبو دجانة،

وطلحة، وحمزة، وعلي ، والنضر بن أنس ، وسعد بن الربيع رضي الله عنهم بلاء

حسنا ، وكانت الدولة أول النهار للمسلمين ، فانهزم أعداء الله ، وولوا مدبرين ، فلما

رأى ذلك الرماة ، قالوا :

الغنيمة ، الغنيمة .. فذكرهم أميرهم عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فلم يسمعوا ،

فأخلوا الثغر ، وكر فرسان المشركين عليه ، فوجدوه خاليا ، فجاؤوا منه وأقبل آخرهم

حتى أحاطوا بالمسلمين فأكرم الله من أكرم منهم بالشهادة وهم سبعون وولى الصحابة ،

وخلص المشركون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجرحوه جراحات ، وكسروا

رباعيته ، وقتل مصعب بن عمير بين يديه .

وصرخ الشيطان : إن محمدا قد قتل ، فوقع ذلك في قلوب كثير من المسلمين .

فمر أنس بن النضر رضي الله عنه بقوم من المسلمين قد ألقوا بأيديهم ، فقالوا :

قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم .

فقال : ما تصنعون بالحياة بعده .. قوموا فموتوا على ما مات عليه ، ثم استقبل الناس ،

ولقي سعد بن معاذ رضي الله عنه ، فقال : يا سعد إني لأجد ريح الجنة من دون أحد ،

فقاتل حتى قتل ، ووجد به سبعون جراحة ، وقتل وحشي حمزة بن عبد المطلب رضي

الله عنه ، رماه بحربة على طريقة الحبشة .

وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو المسلمين ، فكان أول من عرفه تحت المغفر

كعب بن مالك ، فصاح بأعلى صوته : يا معشر المسلمين هذا رسول الله ، فأشار إليه

أن اسكت ، فاجتمع إليه المسلمون ، ونهضوا معه إلى الشعب الذي نزل فيه .

وحانت الصلاة ، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا ، وشد حنظلة بن أبي

عامر رضي الله عنه على أبي سفيان ، فلما تمكن منه حمل عليه شداد بن الأسود فقتله ،

وكان حنظلة جنبا ، فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الملائكة تغسله .

ولما انقضت الحرب أشرف أبو سفيان على الجبل ، ونادى : أفيكم محمد ؟

فلم يجيبوه

فقال : أفيكم ابن أبي قحافة ؟

فلم يجيبوه .

فقال : أفيكم ابن الخطاب ؟

فلم يجيبوه

فقال : أما هؤلاء فقد كفيتموهم .

فلم يملك عمر رضي الله عنه نفسه أن قال : يا عدو الله إن الذين ذكرتهم أحياء ، وقد

أبقى الله لك منهم ما يسوءك .

ثم قال : اعل هبل .

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا تجيبوه ؟

قالوا : ما نقول ؟

قال : قولوا : الله أعلى وأجل

ثم قال : لنا العزى ، ولا عزى لكم ، قال : ألا تجيبوه ؟

قالوا : ما نقول ؟

قال : قولوا : الله مولانا ، ولا مولى لكم .

ثم قال : يوم بيوم بدر ، والحرب سجال .

فقال عمر رضي الله عنه : لا سواء ، قتلانا في الجنة ، وقتلاكم في النار .

وأنزل الله عليهم النعاس في بدر وفي أحد ، والنعاس في الحرب من الله ، وفي الصلاة

ومجالس الذكر من الشيطان .

وقاتلت الملائكة يوم أحد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ففي الصحيحين عن

سعد قال : رأيت رسول الله يوم أحد ، ومعه رجلان يقاتلان عنه ، عليهما ثياب بيض ،

كأشد القتال ، وما رأيتهما قبل ولا بعد .

ومر رجل من المهاجرين برجل من الأنصار وهو يتشحط في دمه فقال : يا فلان أشعرت

أن محمدا قتل ؟

فقال الأنصاري : إن كان قد قتل فقد بلغ ، فقاتلوا عن دينكم ، فنزل :

(( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ))

وكان يوم أحد يوم بلاء وتمحيص ، اختبر الله عز وجل به المؤمنين ، وأظهر به المنافقين ،

وأكرم فيه من أراد كرامته بالشهادة ، فكان مما نزل من القرآن في يوم أحد إحدى

وستون آية من آل عمران ، أولها :

(( وإذ غدوت من أهلك تبوء المؤمنين مقاعد للقتال ))