[تركي المحيا]

بسم الله الرحمن الرحيم

سيول صنعاء وأمطارها الغزيرة [ صور + فيديو ]
يوم الثلاثاء 2-6-1430 هـ الموافق 26-5-2009 م

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله صيباً نافعاً ، مطرنا بفضل الله وبرحمته


رغم الأجواء المشمسة الحارة الجافة المغبرة في صنعاء خلال شهر مايو الحالي ؛ إلا أن الأجواء تحسنت بشكل كبير ابتداءً من يوم الإثنين 25 مايو حيث هدأت الرياح الشمالية الشرقية الجافة الحارة المغبرة أمام تقدّم الرياح الموسمية الجنوبية الغربية الرطبة المعتدلة ، وشوهدت سحب المزن الركامي الإستوائية الضخمة على شكل قوس من غرب صنعاء إلى شمالها وتوغلها إلى المناطق الشمالية الشرقية الشبه جرداء .
كان ذلك مؤشراً على تدفق الرطوبة من بحر العرب بشكل جيد ، وربما نشاهد خلال الأيام القادمة بمشيئة الله تعالى تكوينات استوائية قوية على هضبة حضرموت ومنطقة نجران وشرورة وشرق وشمال شرق صنعاء كما حصل في العامين الفائتين !

بالنسبة للأجواء في صنعاء يوم الثلاثاء 26 مايو ؛ فقد كانت الأجواء صحوة إلى ما قبل الظهر والرطوبة متدنية بنسبة 4% ؛ عدا ظهور تشكيلات من سحب المزن المنخفضة على طول السلسلة الجبلية غرب وجنوب غرب صنعاء التي تتكوّن في بداية خط الرياح الموسمية الجنوبية الغربية الرطبة ..
التوقعات كانت إيجابية على صنعاء من موديل gfs


القمر الصناعي المتحرك ويوضح تكاثر السحب ونموها على اليمن وامتدادها إلى صنعاء


صورة مرئية لرؤوس المزن الرعدية الممطرة المؤثرة على العاصمة صنعاء


خريطة الرطوبة في طبقة 700 مليبار عند الساعة الثالثة عصراً بتوقيت صنعاء ، ويلاحظ فيها الرطوبة العالية غرب وجنوب غرب صنعاء وضعفها على صنعاء قبل دخول الرياح الموسمية



خريطة الرطوبة في طبقة 700 مليبار عند الساعة السادسة عصراً بتوقيت صنعاء ، ويلاحظ تحسن الرطوبة على صنعاء بعد دخول الرياح الموسمية


خريطة الضغط الجوي السطحي عند الساعة الثالثة عصراً بتوقيت صنعاء ، وسيطرة المرتفع الجوي على مرتفعات اليمن وهذا يفسر قلة التكوينات هذا اليوم - والله أعلم -


عند الثانية ظهراً كانت المزون قد نمت وتضخمت وتحولت إلى رعدية ممطرة وقد كانت قربية على بُعد 40 كلم غرب شمال صنعاء وكانت تميل للبياض مع وجود حزام كثيف من السحب المنخفضة أمامها ينتظر دوره في النمو ..
الصورة طبيعية من قمر NASA



استمر تقدّم تكوينات سحب المزن المنخفضة مصحوبة بالرياح الجنوبية الغربية الرطبة شيئاً فشيئاً وعند الرابعة والربع عصراً ومع وصولها إلى الضواحي الغربية لصنعاء 7-10 كلم ؛ تكوّن مزن ضخم وغطّى قرص الشمس برأسين جميلين وكان لألوان طبقات قمته شكل رهيب وملفت للنظر ..
عند الخامسة إلا ربع دخلت الرياح الجنوبية الغربية بنسيمها العليل المنعش وتكونت على إثر ذلك سحابة حمراء ثقيلة جداً على نصف مدينة صنعاء .
كانت عريضة ( 8 كلم من الشرق إلى الغرب × 6 كلم من الشمال إلى الجنوب ) - ثم توسعت شرقاً بعد ذلك - ومتماسكة وشكلها يوحي بأنها سحابة سيل خاصة مع حرارة الأجواء ظهراً ,,
أنا ما زلت في جنوب غرب صنعاء قرب مرتفعات منطقة حدّه وما هي إلا دقائق وبدأت حبات المطر الكبيرة جداً في الهطول .
هطول حبات المطر الكبيرة جداً بصوتها الذي تعرفونه مع رائحة فوّاحة لها ؛ له طعم خاص بعد أيام عجاف وحرارة مرتفعة ...
الرعد يُسمع غرب صنعاء لأن المزن يتكون وسط صنعاء ويتحرك غرباً وقد تحوّل إلى رعدي مع تراكم هائل لطبقات المزن في قاعدته يوحي بأن السحاب يغلي للأعلى ومحمّل بكميات هائلة من المطر والبرد !
تحركْتُ حينها عائداً للمنزل ( يبعد 5 كلم ) - لم تكن الكاميرا معي - وصادفنا هطولاً قوياً للأمطار الغزيرة المصحوبة بالبرد صغير ومتوسط الحجم مع رياح غربية هابطة شديدة ، وشاهدت أجزاء من الجبال الجنوبية الغربية المطلة على صنعاء وقد اختفت تماماً من الهطول الشديد للأمطار والبرد .
حيث كان المطر يبدأ في الهطول على الأحياء الجنوبية الغربية ثم يشتد الهطول بسرعة مع تحرك السحابة وتوسعها نحو الغرب وما هي إلا لحظات ويختفي الجبل من شدة المطر والبرد .
وفي بعض الأحياء - قرب طرف السحابة الرعدية - كانت عبارة عن رياح نشطة مغبرة بفعل التيارات الهابطة .
في هذه الأثناء - وعند العودة للمنزل - كنت أشاهد المزن الرعدي والأمطار تهطل منه على المنطقة التي أسكن فيها أما الشوارع فقد سالت بقوة ولله الحمد ..
إلى هنا تنتهي قصة ألف ليلة وليلة الغير مصوّرة ؛ والآن إلى الوصف المصوّر ؛
عند وصولي للبيت بدأت بالتقاط الصور للأمطار والسيول وهذه بعضها :

هذه تصف شيئاً من الهطول القوي للأمطار ..







هذه قرب البيت بـ 50 متراً تقريباً !



















بعض حبات البرد !



يتبــــــــــــــــــــــــــــــــــع >