الحمدلله الذي جعل الدعاء من صفات العبد المؤمن .. والالحاح فيه من اللذائذ التي يشعر فيها كل من جرب الالحاح في الدعاء على الله سبحانه وتعالى .. إن الله عزوجل يفرح بدعاء المسلم له والابتهال إليه والرضوخ لعظمته .. ومن الشواهد الجميلة على مجتمعنا أنهم لا ييأسوا من فرج الله ... فالله لايؤخر الاستجابة إلا لحكمته لايعلمها إلا هو .. وربما يضطجر ابن آدم من تأخر الاستجابة فينحرم من صفة الصبر ويكون من زمرة القانطين من رحمة الله .. من هنا أواكد على وجوب الأكثار والإخلاص في الدعاء لأن الدعاء له لذة عظيمة لا يعرفها إلا القلب المتفائل . اسأل من رفع السماء بغير عمد وسخر الجبال للأرض وتد .. ولم يكن له كفؤاً ولا ولد .. أن يرحم ضعفنا وقلة حيلتنا ومنتهى عجزنا .. فليس لنا إلا هو . أن يغيثنا ويغيث قلوبنا ويبعد عنا الربا والحسد والغيبة والنميمة فهي أشد حائل واعتى حاجز بين الدعاء وربنا .