الموضوع
:
الوادي يلفظ أنفاسه الأخيرة ... رحلة في دهاليز السد .... حمد العسكر
عرض مشاركة واحدة
#
2
2008-10-24, 03:05 AM
نهاية الرحلة
رحـال متميــز
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 115
جنس العضو: غير محدد
إحدى المزارع المنتشرة حول حوض الوادي
منظر آخر من جوانب الوادي
تجلب السيول كميات كبيرة من الطمي الذي يجدد التربة ويزيد خصوبتها على مدار السنة
بعد أن عرضنا الصور السابقة التي تعكس لنا جمال هذا المكان وغناه بالحياة الطبيعية ... سننتقل الآن إلى السد لنرى جوانب من ذلك الإنجاز العظيم الذي سيحول تلك الأراضي الخصبة إلى أراضي قاحلة ومناطق رملية ... ما لم تفتح منه قنوات منظمة لجريان المياه ... ومن الأشياء التي أعجبتني ما رأيته على الطريق إلى السد حيث توجد محطة تحلية للمياه كبيرة تحت الإنشاء ... وقد وضعت بعض الصهاريج على الوادي لنقل المياه إلى أبها لتغطية العجز الذي حصل في الصيف الماضي.
لننتقل إلى السد العظيم ونلقي عليه نظرة عن كثب ونرى الجهود التي بذلت في إنشائه وما صنعته يد الإنسان في تغيير البيئة الطبيعية .
صورة جوية توضح موقع إنشاء السد ... حيث الدائرة الحمراء
من الملاحظ أن السد أقيم خارج منطقة السهل عند عنق الزجاجة حيث يلتقي به آخر روافده الكبيرة وادي الحياة ليسهل بنائه وتقل كلفته ... ولضخامة هذا الوادي الذي يرفده أكثر من 90 رافداً بعضها يأتي من اليمن ... ومن وجهة نظري أن موقع إنشائه الذي يعتبر في المنطقة الجبلية سيساعد على موت أكبر عدد من الحياة الطبيعية للنبات والحيوان والمزارع ... وستكون كميات المياه التي تختزن في جوف الأرض أقل بسبب صلابة المنطقة وتكدس أطنان الطمي في قاع البحيرة خلفه.
صور للسد حيث أقيم في الجهات العليا من الوادي قبل وصوله لأرض السهل
صورة للافتة المشروع والتي تبين السعة التخزينية للسد والتي بلغت 193 مليون م3 وارتفاع السد عن الأساسات والذي بلغ 106م والطول عند القمة والذي بلغ 340م وكمية الخرسانة المستهلكة والتي بلغت 710910 م3
عندما وصلنا إلى السد وجدنا أنه في مراحله الأخيرة من البناء وقد بدأ بخزن الماء من ورائه ... فرغبنا في أن نتجول فيه ... فتوجهنا إليه ... وأوقفنا سيارتنا قربه ولم نرى أمامنا سوى جبل خراساني شاهق وعليه بعض السلالم التي يستخدمها العمال ... فصعدناها والتقينا بأحد العمال وصحبنا في رحلة داخل دهاليز السد التي أمضينا فيها قرابة 3 ساعات ونحن نسير بداخله .. إلى أن وصلنا إلى قمته ورأينا الجهة الأخرى التي بدأت تتكون فيها البحيرة ... والترسبات الطينية التي ستدفن جزء كبيراً من قاع تلك البحيرة خلال السنوات القادمة.
نقف أمام السد وننظر إلى الأعلى محاولين صعوده لنرى الطرف الأخر ... وقد استخدمنا السلالم الخشبية
صورة جانبية للسد ونحن في طريق الصعود ... المسافة بين الجانبين 340م
صورة للأسفل حيث أوقفنا السيارة ... من منتصف الطريق إلى القمة
قبل الوصول إلى الأعلى ... وجدنا هذه الفتحات الكبيرة التي دخلنا عبراها إلى جوف السد لنكتشف أنه دهاليز وطرق من الداخل
صور بعد دخولنا ونشاهد العامل - قنييش - الذي صحبنا في رحلة الدهاليز الطويلة في الداخل
طريق ينزل إلى الأسفل عبر مئات الدرجات الخراسانية
في الداخل نفذ بنا أحد الأنفاق إلى هؤلاء الذين يعملون في منتصف السد
مئات الأمتار من الدهاليز والطرق تقود إلى أسفل السد وأخرى إلى الأعلى وأخرى تتشعب إلى اليمين واليسار
لتشكل شبكة ضخمة من الأنفاق تزيد أطوالها عن عدة كيلومترات في جوف السد ...
والتي أعتقد أنها ستكون طرق ومسالك للصيانة وخاصة في حالة استخدام السد لتوليد الكهرباء
بقي القليل عن وصولنا إلى أعلى السد ولا يوجد طريق غير هذا في جهتنا
صور للبحيرة خلف السد بعد وصولنا إلى الأعلى ... ونشاهد بداية تكونها وتكون الطمي الذي سيدفن أجزاء كبيرة من البحيرة مستقبلاً
صورة من الأعلى توضح التقاء رافد وادي الحياة بوادي بيش حيث ستتشكل البحيرة وستمتد للوراء لعشرات الكيلومترات
صورة لمياه التصريف التي تجري بعد أقامة السد والتي ستتوقف كما أخبرنا قنييش بعد الانتهاء من المشروع
من خلال هذه الرحلة التي عرضت فيها سد وادي جازان وسد وادي بيش والتي رأينا فيها هذه المشاريع العملاقة ... نصل إلى نهاية الرحلة ونهاية المطاف وأتمنى من المهتمين على تلك المشاريع أن يراعوا الجوانب البيئية ... وأن لا يسمحوا بإتلاف البيئة ... فبقليل من الإجراءات يمكن إعادة الحياة إلى بطون الأودية التي حبست عنها المياه ... فمثلاً لو وضعت هناك آلية في السد تسمح بنفاذ كميات من المياه عبر قنوات يتم التحكم بها لكان ذلك نجاح عظيم لهذه السدود ففي الوقت الذي تم فيه القضاء على بعض مخاطر الأودية يمكن الاستفادة واستغلال مياه السدود في الزراعة الناجحة ... والتقليل من حجم تلك البحيرات التي تسبب الأمراض وتكون مرتعاً لتكاثر البعوض ... وأتمنى من وزارة الزراعة والجهات المعنية بالسدود أن يولوها قدرا كبيرا من الاهتمام والحرص وأن يجعلوا منها مكانا جاذبا للسياحة الراقية ... ومَعلماً سياحياً يساهم في تقدم الرقي في هذا الوطن من خلال جعله عاملاً فعالاً في زيادة الإنتاج الزراعي والحيواني ... فيقلل ذلك من اعتمادنا على الاستيراد من الخارج. وأن تسهم تلك المشاريع العملاقة في جمال الأرض لا أن تجعل منها خلاف ذلك كما سبق في سد وادي جازان.
تقبلوا تحيات أخوكم الباحث الجغرافي والرحالة حمد العسكر وإلى اللقاء
في الرحلة القادمة
التوقيع:
عظمة الله تتجلى في خلقه
نهاية الرحلة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى نهاية الرحلة
البحث عن كل مشاركات نهاية الرحلة