من منتهى الفضلي الكويت 12 - 10 (كونا) - قال مراقب المحطات في ادارة الارصاد الجوية بالادارة العامة للطيران المدني عيسى رمضان ان موسم (الوسم) بدأ يوم الخميس الماضي وخلاله تتكاثر الغيوم وقد تشهد البلاد بعض الامطار التي تزيد فرصتها الشهر المقبل.
وعن (الوسم) وتوقعات الطقس للايام المقبلة قال رمضان في لقاء خاص مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان كلمة الوسم تعني المطر المبكر الذي يسم الأرض أو يبكر الأرض بالنبات وعرف العرب هذا الموسم منذ القدم لاهمية الأمطار التي تنزل فيه وعلقوا عليها الآمال.
واوضح ان هذه الأمطار المبكرة مهمة جدا لنباتات المراعي والصحراء لأنها تهطل في فترة اعتدال حرارة الجو وتكون معظم أنواع النباتات البرية وخاصة الحولية منها وكذلك الكمأة (الفقع) تكون قد استعدت فسيولوجيا للانبات بعد انقضاء فترة الصيف الطويلة.
وذكر ان انبات بذور النباتات الحولية تعتمد على كمية الأمطار المبكرة فان كانت جيدة فالمتوقع أن يرافقها ربيع مزدهر ونمو جيد لنباتات الصحراء والمراعي كما تعتمد هذه النباتات أيضا على اختلاف درجات الحرارة خلال شهري ديسمبر ويناير فعندما تكون درجات الحرارة منخفضة خاصة خلال الليل فأنها توقف نمو النباتات التي تنمو مبكرا بفعل أمطار الوسم.
واضاف انه عندما يكون الطقس دافئا خلال هذين الشهرين بفعل الرياح الجنوبية الشرقية (الكوس) والمنخفضات المطيرة فان هذه النباتات سوف تتجاوز مرحلة النمو ويكون الربيع مزدهرا مع استمرار أمطار الربيع.
وعن ظهور الفقع في الكويت والدول العربية قال رمضان ان نمو هذا الفطر ووفرته يعتمد على الظروف الفسيولوجية والبيولوجية والمناخية وأولها أمطار الوسم المصحوبة بالسحب الرعدية التي يصاحبها البرق والذي يكون من العناصر المهمة لتكون الفقع وثانيا الأمطار المتتالية المصاحبة للجبهات الهوائية (أمطار الديمة) والتي تجعلها تكبر وتنمو.
وعن الفترة الحالية للطقس قال رمضان ان فترة (الصفري) أي موسم الحساسية وأمراض البرد والأنفلونزا للبعض تستمر في هذه الأيام ويرجع السبب للزيادة في تركيز نسبة حبيبات اللقاح للنباتات والملوثات البيئية وانتشار الفيروسات والبكتيريا بفعل الانعكاسات الحرارية القريبة من سطح الأرض والتي تساعد هذه الملوثات وزيادة تركيزها وتأثيرها على صحة الانسان.
وتوقع رمضان ان تستمر الرطوبة لعدة أيام بتأثير امتداد المنخفض السوداني على المنطقة تصاحبها رياح جنوبية شرقية معتدلة الى نشطة قد تثير الغبار في المناطق الصحراوية وتظهر بعض السحب المتفرقة كذلك وهي الأيام الأخيرة من أيام طالع (الصرفة) الذي بدأ في 3 أكتوبر وينتهي في 15 أكتوبر وبعد الصرفة تأتي أيام الوسم والتي تمتد الى فترة المربعانية في شهر ديسمبر
- وقال رمضان "من المتوقع هذا العام والعلم عند الله ان تأتي أمطار الوسم مبكرا لبعض المناطق الشمالية الغربية في السعودية وبلاد الشام كما بدأت فعلا في سوريا والأردن ومتوقع قريبا على السعودية".
واضاف "بالنسبة لدولة الكويت فسوف تظهر الغيوم في الأيام المقبلة ولكن قد تبدأ الأمطار بشكل أكبر في شهر نوفمبر المقبل وفرصتها أكبر من شهر اكتوبر وتكون الغيوم رعدية شديدة العنف على مناطق متفرقة وكمياتها متفاوتة".
واوضح ان سبب عنف الأمطار الرعدية واصابات البرق خلال هذه العواصف يعزى الى وجود كميات كبيرة من بخار الماء في طبقات الجو العليا مع التغير الطبوغرافي في مدينة الكويت وارتفاع المباني في المناطق الساحلية حيث تعمل على رفع الرياح الجنوبية الشرقية سريعا.
واضاف ان هذه الغيوم تكون قاعدتها قريبة من سطح الأرض فتؤثر صواعقها على كل ما هو قريب من السطح لتفريغ شحناتها ومنها البشر والمحطات الكهربائية وغيرها لذا يجب أخذ الحيطة اثناء هبوب هذه العواصف.
وتوقع رمضان ان يكون المعدل السنوي العام للامطار لموسم 2008-2009 حول المعدلات الطبيعية والتي تكون ما بين 120 الى 140 مليمترا بعد موسم جاف لم تتعدى كميتها 36 مليمترا كثرت فيها العواصف الرملية والترابية.
وعن أسباب هذه التغيرات وتفاوت كميات الأمطار قال ان ذلك يرجع الى الدورات المناخية التي تمر بها منطقة الجزيرة العربية وتأثير البقع الشمسية والتغيرات المناخية التي بدورها تؤثر على حركة المنخفضات المطيرة والتي تختلف بحركتها من عام الى أخر.
واضاف ان الشتاء سوف يدخل على منطقتنا في نهاية شهر نوفمبر وبداية شهر ديسمبر وقبلها يكون اعتدال في الطقس في الأيام التي تؤثر فيها الرياح الشمالية الغربية والطقس الرطب غير المريح في الأيام التي سوف تكون الرياح فيها جنوبية شرقية ولكنها هي بشير الخير لظهور الغيوم وتساقط الأمطار