عرض مشاركة واحدة
  #82  
قديم 2008-09-07, 05:22 AM
باحث أثار باحث أثار غير متواجد حالياً
عـضـو ذهـبـي
 
تاريخ التسجيل: Jan 2007
الدولة: في قلب معشوقتي
المشاركات: 1,124

باحث أثار is on a distinguished road
افتراضي

لقد حكى القرآن عن قوم نوح ، كما حكى عن قوم هود ، ولوط ، وقوم صالح ...إلى غير ذلك من الأمم السابقة .

ومنذ خلق الله الإنسان ، وهو يعلم بفطرته أن الأرض يمكن أن يكون مخبوءًا في باطنها صفحات من التاريخ الإنساني ، وذلك لعلمه بأن جميع من سبقوه قد صاروا إليها ، كما يعلم أنه سيصير إليها أيضًا ، ولكن اعتماده على فكرة الحفر والحفريات كان قليلا لقلة إمكانياته ، وعدم توفر أدواته ، ومع ذلك كان يعتمد على فكرة الحفر في حدود الإمكان للتأكد من أخبار الزمن الماضي كلما سنحت له الفرصة والظروف ولكن في الزمن الحاضر ، وبعد أن تقدمت الوسائل التكنولوجية ، وتقدمت وسائل الكشف عما في باطن الأرض ، أصبح من السهل التعرف على مناطق عديدة من العالم تحتوي على آثار الأقدمين .

· [1] أرسل الله صالحًا نبيًّا إلى ثمود ، وقد ذكر الله ذلك في سورة الأعراف بآيات بدأت بقوله سبحانه : " وإلى ثمودَ أخاهم صالحا ..." إلى آخر الآيات من 73 – 78 .

كانت معجزة صالح إلى قومه ناقة أخرجها الله لهم من صخرة يعرفونها ، وأوصاهم ألا يمسُّوها بسوء ، وإلا نزل بهم عذابه نتيجة لمخالفة أمره ، ولكنهم قتلوا هذه الناقة ، فحق عليهم عذاب الله ، ولهذا قال في آخر الآيات المشار إليها : " فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين " 78/ من سورة الأعراف . وقال عنهم في موضع آخر من القرآن : " فكذّبوه فعقروها ، فدمدم عليهم ربهم بذنبهم فسوّاها " الآية 14 / من سورة الشمس .

كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلقّون هذه الآيات بالتصديق والإيمان ، ولماذا لا يصدقون القرآن فيما أخبر عن الماضي وهو حين يخبرهم عن المستقبل أو عما في ضمائرهم لا يجدونه قد خالف الواقع قيد أنمُلة ، ولكن شوقهم إلى الترقي من الإيمان عن طريق المشاهدة القلبية ، إلى الإيمان عن طريق المشاهدة العينية - هذا الشوق لا يفتُر ولا يضمحل – وهذه فطرة فطر الله الناس عليها ، وطبيعة إنسانية أصيلة ، حتى أن سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام سأل ربّه قائلا : "... أرني كيف تحيي الموتى ، قال : أوَلَمْ تؤمِنْ ؟ قال : بلى ، ولكن ليطمئنّ قلبي " .

قال ابن كثير في تفسيره ص 227 ج 2 : قال علماء التفسير والنسب : كانت ثمود من العرب العاربة ، قبل إبراهيم الخليل عليه السلام ، وكانت ثمود بعد عاد ، ومساكنهم مشهورة فيما بين الحجاز والشام إلى وادي القرى وما حوله ، وقد مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على ديارهم ومساكنهم وهو ذاهب إلى تبوك في سنة تسع هجرية .

قال الإمام أحمد بن حنبل عن ابن عمر : لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالناس على تبوك ، نزل بهم الحِجْر عند بيوت ثمود ، فاستقى الناسُ من الآبار التي كانت تشرب منها ثمود ، فعجنوا منها ونصبوا لها القدور ، فأمَرَهم النبي صلى الله عليه وسلم فأهرقوا القدور ، وعلفوا العجين الإبل ، ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة ، ونهاهم أن يدخُلوا على القوم الذين عُذّبوا ، وقال : إني أخشى أن يصيبكم مثل ما أصابهم فلا تدخلوا عليهم . قال ابن كثير : وأصل هذا الحديث مخرّج في الصحيحين من غير وجه .

وقال الإمام أحمد عن محمد بن أبي كبشة الأنماري عن أبيه قال : لما كان في غزوة تبوك تسارع الناس إلى أهل الحجر يدخلون عليهم ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ، فنادى في الناس : " الصلاة جامعة " ، قال راوي الحديث : فأتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم وهو ممسك بعنزة( آلة من آلات القتال كالرمح ) وهو يقول: ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم ؟ فناداه رجل منهم : نعجب منهم يا رسول الله ، قال : أفلا أنبئكم بأعجب من ذلك ؟ رجل من أنفسكم ( يعني نفسه ) ينبئكم بما كان قبلكم ، وبما هو كائن بعدكم ، فاستقيموا وسددوا ، فإن الله لا يعبا بعذابكم شيئا ، وسيأتي قوم لا يدفعون عن أنفسهم شيئا .

وقال الإمام أحمد عن جابر قال : لما مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحجر قال : لا تسألوا الآيات ، فقد سألها قوم صالح ، فكانت – يعني الناقة – تردُ من هذا الفج ، وتصدر من هذا الفج ، فعتوْا عن أمر ربهم ، فعقروها ، فأخذتهم صيحة أهمد الله مَن تحت أديم السماء منهم إلا رجلاً واحدًا كان في حرم الله ، فقالوا : من هو يا رسول الله ؟ قال : أبو رغال ، فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه . قال ابن كثير : هذا الحديث على شرط مسلم .

وأخرج عبد الرزاق عن معمر عن اسماعيل بن أمية أن النبي صلى الله عليه وسلم مرّ بقبر أبي رغال فقال : أتدرون من هذا ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : هذا قبر أبي رغال ، رجل من ثمود ، كان في حرم الله فمنعه حرمُ الله عذاب الله ، فلما خرج أصابه ما أصاب قومه ، فدفن ها هنا ، ودُفن معه غصنٌ من ذهب ، فنزل القوم فابتدروه بأسيافهم ، فبحثوا عنه فاستخرجوا الغُصْن . هذا الحديث رواه أيضًا أبو داوود عن يحيى بن معين ، قال أبو الحجّاج المزي ( شيخ ابن كثير ) هذا حديث حسن عزيز .

نتَّبِعُ مَنْ يجْعَل النَّصَّ قَيِّماً على فَهْمِه
ولا نتبع مَن يلوى أعناق النصوص لتكون
تابعةً لهواه وفهمه

اخواني
اقرأو هذا الموضوع واحكموا على الرجل بعقله فهو كما ذكر لنا
حقاً مريض نفسي
https://asir1.com/as/showthread.php?t=20253


ابوسامي