السلام عليكم
تحية طيبة للجميع وأسعد الله أوقاتكم بكل الخير والمسرات
في خضم الحديث عن ظاهرة النينو ومدى تأثيرها على أجواء وطقس المملكة أو شبه الجزيرة العربية عامة
فإن موقع المملكة يقع في نطاق المناخ الصحراوي المداري الجاف
وهو لا يخضع لمعايير ثابته ولا توجد أنظمة محددة يسير عليها
نستطيع من خلالها القياس والتنبؤ وفقاً لمعطيات سابقة ثابته
وعليه فإن أي توقعات بظروف معينة لمواسم بعيدة
( يعتبر قفزة إلى المجهول )
ومن يدخل في هذا النطاق من التوقعات ربما يضع نفسه أمام تجربة
قد تكون في غير صالحه
في هذه الأيام كثر الحديث عن ظاهرة النينو
ومدى تأثيرها على أجواء المملكة
خاصة أن هناك من يتوقع أن تكون هذه السنة أو الموسم القادم نينوي
( أي موسم مطير بتوفر عوامل بعينها بأمر الله تعالى )
هذا الإعتقاد قد يكون صحيحاً وقد يكون غير ذلك ..
ولكن .. في محصلة الموضوع ...
فإن أجوائنا تتأثر بأمرين مهمين فقط لا ثالث لهما
بعيداً عن أي ظواهر صدقت أم هي من غير الصادقين
الأمران هذان هما :
توفر عنصر الرطوبة
والذي يتقدم لأجوائنا من البوابة الجنوبية الغربية
ليعم أجواء المملكة في فترات محددة ومتقطعة ومتوائمة
الأمر الأخر وجود منخفضات تؤثر على حوض المتوسط
أو تمتد منها أخاديد لتلامس أجواء المملكة والخليج العربي
فيحدث كما هو معروف إلتقاء لجبهتين دافئة وباردة
فالدافئة قادمة من القرن الأفريقي
والباردة تتمثل في تلك المنخفضات المتمركزة على حوض المتوسط
أو المتعمقة لأجوائنا
وبهذا تحدث الأمطار في نطاقات ضيقة أو واسعة
حسب تمدد وتعمق تلك المنخفضات وأماكن إلتقائها
مع الجبهات المعاكسة لها
هذا ما يحدث في مواسم الأمطار وخاصة في فصل الشتاء
وتبقى هناك إستثناءات للهطول ليس المجال للحديث عنها
لأنها كما أسلفت (إستثناءات) تخضع لمعايير غير ثابته
وفي لحظات أو أوقات غير دقيقة
ونستثني من ذلك القطاع الجنوبي الغربي من المملكة
حيثُ أن له منظومة مغايرة لبقية أجزاء شبه الجزيرة العربية
وكذلك وضع سلطة عُمان
هذا والله ولي التوفيق
