أرسل الدكتور ناصر الخنين حفظه الله الرسالة التالية :
سلام عليكم ، أما بعد - أخي المتابع الكريم - ؛ فإن الحالة الربيعية المطرية التي نحن على مشارفها الآن ، والتي توشك أن تباشرنا بواكيرها غدا من جنوب المملكة وجنوبها الغربي في انتشار تأثيري نحو الشمال - إن شاء الله - هذه الحالة المبهجة نستبشر بها خيرا ، ونحسن الظن بالله - جل في علاه - مرسلها بأنه بفضله ورحمته سينال بلادنا نصيب وافر من الأمطار النافعة المتراسلة المتجددة على مدار أيام قد تتجاوز العشرة -بإذن الله - في صورة مراويح الربيع المشهورة المعروفة في عموم نجد ب ( الروايح ) ؛ وهي تنشأ في طراوة بعد الظهيرة ومع العصر ؛ ثم تتوسع في تمدد سحابي وديمي راعد أحيانا يمنة ويسرة ؛ وذلك في تحرك نحو الشرق من مناشيها العصرية ؛ وتظل في تجدد يتخذ طابع البطء في الحركة أحيانا مع الغزارة في التنزيل حينا ؛ يصحبها برد غالبا ؛ عندما تكون ركامية المنشأ حادة التكوين؛ وقد تغزر في الليل وأوائل الصباح خاصة عند غلبة برودة الجو اللطيفة الرطبة ؛ ثم تصحو السماء في عوالي نجد - غالبا - تخلية وقت الضحى ؛ لتتحلى بالمزن الركامي الطري المتكاثر المتكاثف في فترة الظهيرة وبعيدها مرة أخرى ؛ وهكذا دواليك ؛ بعد أن يتم الرفع الحراري للرطوبات المتوافرة - بإذن الله - التي هي مادة السحاب ووقوده ؛ والتي قد استوطنت سماء الجزيرة واستقرت في أجوائها ، وتكاثفت في أجزائها ؛ بفعل الرياح المثيرة والملقحة والأمطار الهاطلة ، والتبريد القطعي العلوي ؛ في صورة موجة باردة تراوح مكانها نسبيا في طبقات الجو العليا في الجهات الشمالية من الجزيرة العربية ؛ تثير السحب وتدغدغها وتستحثها على البناء الرأسي والتكاثف الجانبي والزحف الميداني ؛ بإذن الله ؛ فالسعيد حينئذ من حضر منشاها لا من انتظر ممشاها ... ؛ والحالة بحسب المواقع المعتبرة منتشرة في عموم يابسة الجزيرة العربية ؛ لكن التركيز فيما يظهر على عالية نجد الوسطى والشمالية والجنوبية وما دنا منها شرقا ؛ وذلك من حائل شمالا حتى هضب الدواسر والهدار والأفلاج جنوبا ؛ واﻷعم الأغلب أنه من المتوقع - بإذن الحي القيوم - جريان معظم الأودية النجدية الصغار منها إذا أصابتها غزارة الأمطار ، وتحرك الأودية الكبار ؛ كفروع وادي الرمة فحل الجزيرة الشهير والسرداح والسرة والتسرير والرين والركا والرشا والخنقة وأودية عفيف وجرير والنسا والداث وساحوق وسويحيق وأودية بيشة ورنية وتربة والخرمة وتثليث وأودية الأفلاج والحصاة وصبحا والقويعية والحريق والحوطة والدلم والرياض والعرمة والوشم والمحمل وعموم سدير والغاط والزلفي والمستوي والقصيم، والأودية الواقعة ما بين القصيم وحايل والتيسيات وقبة وأم رضمة..وعموم عوالي نجد وأسافل الحجاز.؛ كل ذلك بإذن مغيث اللهفات فارج الكربات.. وهو وحده العليم بما ينزله ويجريه الحكيم بما يقدره ويقضيه ؛ فنسأله سؤال الفقراء الملحين عليه ؛ المنطرحين بين يديه أن يدر علينا الغيث ، ويبارك لنا فيه ، وألايجعلنا من المتعلقين بالمواقع والتوقعات ولا من المحبطين المخذولين المستحسرين ؛ إنه ولي ذلك والقادر عليه ، والله أعلم وأحكم .
منقوووول