[الخاتم]

نظرية المؤامرة بين الحقيقة والخيال

دائما ما "نتهم" نحن العرب بالهروب من الواقع وجلد الذات والتعلق بنظرية المؤامرة وو.... أو هذا ما يروج له الكثير من الأصدقاء والأعداء على حد سواء.
وبما إني أزعم أني من صلب بني يعرب، فلقد دار في خلدي بأنه لا بد من سبب وجيه أدى لوهن منخفض 23-24 القادمة بعد أن كان خبراء المنتدى يفردون لها الصفحات تحليلا وترحيبا. فسبحان الله مغير الأحوال.

لمحاولة فهم تلك الأسباب (فالمسبب هو الله تعالى لا شك فيه)، قمت بلبس النظارة السوداء لكي أتقمص أعماق الدور. وبحثت في الخرائط فلاحظت أمرا جلل يدور في العراء وببط.

لاحظوا معي انزلاق الكتلة الباردة من شمال شرق أوروبا إلى دول شمال البحر المتوسط. وكطفيل صغير، وجد هذا المنخفض عوامل مساعدة له على النمو السريع والإستئثار بعناصر النمو بمساعدة المرتفع الرابض على غرب أوروبا والذي قام بصد جميع المنخفضات ومنعها من الاتجاه شرقا (فهل كان متآمرا معه؟).

وعندما بلغه خبر تسلل منخفض فتي من جنوب غرب الأندلس إلى المغرب العربي وبلغه أيضا ان اسمه "منخفض 23-24 فبراير"، قام بحركات تنم على المكر والدهاء. حيث أقام مباحثات جريئة مع بعض المنخفضات الموجودة في حوض المتوسط بسرعة ملحوظة. وكما توقع بعض الخبراء فإن هذه المباحثات انتهت بالإتحاد فيما بينها. "والإتحاد قوة الضعاف".


وفي نفس الوقت, مضى منخفض 23-24 فبراير في اتجاه الشرق لاهيا مزهوا بنفسه غير عابئ بتحذيرات خبرائنا بارك الله فيهم ولم يتنبه لتربص المنخفض الجديد له والباحث لعناصر البقاء في عباب البحر المتوسط.
نعم ... وقع منخفضنا في أحضان من لم يرحمه. فبدأ بالذبول والوهن سريعا وبعد مدة لم تتجاوز 20 ساعة أصبح منظره فاطرا لقلوب عشاقه ومريديه.


ولم يبق منه الكثير ليعلم عن حاله فسبحان الدائم الباقي.
ففي خلال 24 ساعة أثارت صيحات الحزن انتباه أعضاء وزوار البراري ... ولكن ... الدائم هو الله.
ورغم تحذيرات خبراء البراري فإن ما كتبه الله لا بد أنه كائن


وأصبح حالنا كحال عنترة عندما استهل معلقته بقوله:

هل غادر الخبراء من متردم **** أم هل عرفت البراري بعد توهم