لماذا لا نحظى بكتل قطبية عميقة أو أخاديد ومنخفضات حركية معتبرة على شرق البحر المتوسط؟
لماذا تتلاشى أو تضعف المنخفضات الحركية حال اقترابها من اجوائنا أو تنحرف إلى الشمال الشرقي؟
يا عمي ... ترى ملينا .. هات من الآخر.. متى ستنتهي حالة الاستقرار هذه بإذن الله ؟
وإني لأزعم بأن لي عدد من المحاولات الخجولة لتفسير الوضع الراهن لحالة الاستقرار الحاد، لكن تلك المحاولات لم تشبع فضولي لمعرفة ما يجري من تغيرات للعناصر والعوامل المؤثرة على حالة الاستقرار هذه.
ولفهم ما يجري قمت بمراجعة حركات الكتل الهوائية والشذوذ في هذه الكتل عند 500 هكتوباسكال (مليبار) و اتجاه التيارات النفاثة وإنزياحها في عدة موديلات مثل الأوروبي والبريطاني والـ GFS والإنسمبل بدءا 5 فبراير وحتى نهاية الثلث الأول من مارس القادم. لاحظت أن هناك اتجاهان متضادان في تفسير ما حصل ويحصل الآن (وحتى 28 فبراير تقريبا)، إلا أنها جميعها متفقة على النواتج والحصيلة. ولفهم ما يجري لا بد من التفصيل.
فالموديلان الأوروبي والبريطاني يوعزان حالة الاستقرار على دول الشرق الأوسط نتيجة تواجد مرتفع جوي جبار رهيب بقيم 1035 مليبار على شمال أوروبا وغربها مما يمنع وصول المنخفضات القادمة من المحيط الأطلسي لمناطق غرب أوروبا مما يؤدي إلى اندفاع الكتل الباردة من سيبيريا إلى المناطق الأكثر دفئا ورطوبة مكونة منخفضات " محلية " وسط أوروبا تنزلق منها إلى جنوب فرنسا وتتلاشى معظمها قبل وصولها منتصف البحر المتوسط. وبالتالي فإن تأثيرها على مناطقنا يكاد يكون معدوما.
والخريطة التالية توضح وضع الكتل في الطبقة 500 هكتوباسكال وكذلك التمدد السطحي ليوم 26 فبراير كما يظهره الموديل البريطاني:

وكذلك الوضع مشابه ليوم 28 فبراير على الموديل الأوروبي:

أما الموديلان GFS والإنسمبل، فإنهما يوعزان حالة الاستقرار هذه بسبب تواجد نفس المرتفع الجوي العاتي على شمال أوروبا مما يحول أيضا من وصول المنخفضات القادمة من المحيط الأطلسي لمناطق غرب أوروبا مما يؤدي بها إما إلى الالتفاف نحو الشمال الشرقي لأوروبا أو أخذ مسار جنوب غربي في مواجهة المرتفع الآزوري. وبالرغم من قيم الضغط المنخفضة نسبيا للمرتفع فإن هذه المنخفضات تواجه الضعف والتآكل كلما اتجهت شرقا.
والخريطة التالية توضح وضع الكتل في الطبقة 500 هكتوباسكال وكذلك التمدد السطحي ليوم 27 فبراير كما يظهره موديل الأمريكي:

وحيث أن الأيام السابقة أثبتت صحة توقعات الموديل الأمريكي مقابل الموديل الأوروبي ( اثنين : واجد)، سنقتصر عليه في شرح بقية الأفكار و ...
يا سيد ... يا محترم ... أفكار ايه وشرح ايه ... والي يرحمك والديك فكنا من كلام "شختك .. بختك.
يا عمي ارحمنا ... ترى ملينا .. هات من الآخر.. متى ستنتهي حالة الاستقرار هذه بإذن الله ؟
آسف .. قاتل الله الاستطراد ..سامحوني ... لكن .. عن ماذا كنا نتحدث ؟
أها... نعم.
لو نظرنا حسب المعطيات الموجودة للحالات القادمة 23-34 و 27-28 فبراير فإننا سنلاحظ وبوضوح شديد بأن حالة الاستقرار ستستمر وأن المنخفضات القادمة من شمال غرب أفريقيا ستتلاشى كما تلاشت ما قبلها من الحالات أو تضعف وتنزاح بعيدا عنا قبل وصولها للاتجاه الشمال الشرقي. لتقدم المرتفع الموجود على شمال افريقيا وغرب الجزيرة العربية نحو الشمال مما يؤدي لتآكل الكتل الباردة والتي تأخذ مسار التيارات النفاثة (غرب شرق).
سبحان الله المدبر له ملكوت كل شيء... دائما ما يأتي الأمل مع الألم ..
فلو تأملنا في الخريطة التالية للموديل الأمريكي ليوم 1 مارس:

سبحان الله، ففي أقل من 84 ساعة، نشاهد بدء تلاشي وتراجع حائط الصد المنيع على غرب أوروبا مما يسمح بتقدم المنخفضات القادمة من المحيط الأطلسي ومحاولة اختراق المرتفع الجوي بنسب نجاح متواضعة وبداية تعمق الآزوري غرب أوروبا استعدادا للوضع التالي كما سنذكره لاحقا.
لكن من سوء حظ المنخفض الذي سيزورنا في 3-4 مارس، أنه سيمخر عباب مرتفع مازال لديه الكثير من عوامل الوهن والتي سيلقيها على المنخفض المسكين. وكأني أرى منخفضنا الموعود يصارع العناصر والعوامل السلبية لكي يصل إلينا في حالة مقبولة ولتفرح به قلوبنا ويرسم البسمة على شفاه العطشى لرحمة الله تعالى، بإذن الله.
يا عمو ... الا تحمل إلا سواد الفكر ويبس الكلمات؟ اليس لكلمات التفاؤل في خلدكم حيز ونصيب؟
بلا ... لا يقنط من رحمة الله إلا الفاسقون. لننظر إلى هذه الخريطة من الموديل الأمريكي نفسه ليوم 8 مارس. فماذا نرى؟

يا حلاوة ... يا سلام
نلاحظ الإنحسار الكامل للمرتفع الجوي والذي كان رابضا على غرب وشمال أوروبا بإذن الله تعالى، ولمدة ناهزت الشهر مسببة في حالة استقرار عميقة في المنتدى... ههه. وأصبح الطريق سالكا بمشيئة الله لنزول منخفضات جميلة مثل أيام الوسم. لكننا لا نعلم مدى قوة أو ضعف المنخفضات القادمة بإذن الله حتى قرب وصولها وعندئذ لكل حادث حديث.
وكذلك نلاحظ بدء الانكسار الإيجابي في مسار التيارات النفاثة بما يخدم مناطق شرق حوض البحر المتوسط كما توضحه الخريطة التالية:

وبالإضافة لما سبق، فإنه يحسن أن نذكر ايضا أن البوابة الجنوبية ستكون مفتوحة على مصراعيها بإذن الله حاملة للمنخفضات القادمة ما تحتاجه من وقود.
وحتى موعد الثلث الثاني من مارس، فإني أعد نفسي بأن أكون "متابعا بهدوء" قدر الإمكان. فإذا انصرم الثلث الأول من شهر مارس "أو كاد" اطللنا برأسنا لنرى ماذا ينتظرنا من فرج الله.