[التنهات]

صب القهوة يا أبو عبدالرحمن وزيدوها مسمار



وبعد القهوة

حياكم الله
أفطروا معنا



وبعد الإفطار
جمعنا أغراضنا استعداداً للانتقال إلى مكان آخر
قبل أن نختم رحلتنا بروضة التنهات

وقد ذكرت لكم بالأمس أننا وجدنا نبتة صغيرة من السدر
بجوار موقعنا

فمن باب المحافظة عليها من دوس الأقدام
أو السيارات
حفرنا حولها حوضاً علها تسلم وتكبر





كما حرصنا على تنظيف المكان من كل النفايات
لأننا على قناعة بأنه ليس هناك حل للتخلص من النفايات
إلا بنقلها إلى حاويات القمامة أجلكم الله





وأثناء سيرنا لفت نظري أبو عبدالملك إلى هذا المشهد المحزن



ما الأمر؟
وما الخطب؟

إنها نفايات محروقة...!!!!
جمعها بعض الكشاتة وأحرقوها
ظناً منهم أن هذه طريقة سليمة للتخلص من النفايات



لا أشك أبداً أن هؤلاء الكشاتة لم يفعلوا هذا الفعل
ولم يتصرفوا هذا التصرف إلا حماية للبيئة والطبيعة
من ضرر النفايات

وأن هؤلاء الكشاتة من النخبة الواعية الحريصة على النظافة وسلامة البيئة

لكن فات هؤلاء الفضلاء
أن حرق النفايات له عدة مفاسد:
1- الإحراق يذيب دهانات العلب ويسيلها
على التربة كمادة ضارة وسمية.
2- الإحراق يذيب بعض أنواع البلاستيك
ويحوله إلى مادة منكمشة ومتصلبة
ويؤخر تحللها لو كانت سريعة التحلل



3- الإحراق يفتت بعض أجزاء المعادن ويفسد بها التربة

4- الإحراق يولد غازات سامة ضارة بالإنسان، وضارة بالحياة الفطرية في ذلك المكان، كالنمل والزواحف وغيرها.

5- الإحراق يفسد المكان الجميل الذي تمت فيه
عملية الإحراق، ويحرم الغير من الإستفادة منه.
فقد يعجبني المكان ولو كانت فيه نفايات
وأستطيع أن أجمع النفايات وأستفيد من هذا المكان.
لكنني قطعاً لا أستطيع تنظيف المكان من المحرقة التي حصلت

6- حرق النفايات يصعب مهمة نقلها وإزالتها من المكان إلى الحاويات.

7- حرق النفايات يبقيها في مكانها كنفايات ولا يفنيها أبداً

إذاً....
فليس هناك حل إلا بجمع نفايات الرحلة ونقلها للحاويات المخصصة ولو كانت بعيدة

..

واصلنا مسيرنا إلى شعيب الشوكي العريق
وقصدنا أحد غدرانه وهو غدير أبا الرخم









وأخترنا هذا المكان لتجهيز الغداء
والرياح لا تزال باردة وقوية


واستسلم الجميع لقيلولة عسلية
وكلفوني بتجهيز الغداء



وتغدينا في هذه الخيمة الصغيرة
فقد كان الهواء البارد قوياً وقارصاً



ثم أدينا الصلاة جماعة
وصلاة الجماعة في البر تعدل خمسين صلاة
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(الصلاةُ في الجماعةِ تعدلُ خمسًا وعشرين صلاةً فإذا صلاها في فلاةٍ فأتمَّ ركوعَها وسجودَها بلغت خمسين صلاةً)
أخرجه أبو داود وصححه الألباني



ثم انطلقنا بعد ذلك إلى آخر منعطف لرحلتنا
إلى روضة التنهات