راشد الخلاوي . . . أو الخلاوي راشد كما يسميه البعض . . . عرف بكنيته الخلاوي لأنه سكن الخلاء أي الصحراء وحيداً . . . إختلف الرواة في الزمن الذي عاش فيه ، فقيل أنه عاش في القرن الحادي عشر الهجري ، أو أوائل القرن الثاني عشر ؛ بدليل كثرة قصائده في مدح منيع بن سالم بن عريعر أحد أمراء الأحساء ، في عهد الأمارة الحميدية ، وهذه الإمارة بدأ تاريخها سنة 1080هـ وانتهت سنة 1201هـ . وبعض الرواة يرى أن الخلاوي عاش في القرن التاسع . والمعروف أن وطن الخلاوي هو نجد ، وعاش متنقلا فيها , ولا يعرف عن اسمه ، وأسرته أكثر من راشد الخلاوي ؛ نسبة إلى الخلاء . كان الخلاوي شاعراً كبيراً علماً ، ويعد من أقدم شعراء النبط ، فهو وحده يشكل المرحلة التي تعقب مباشرة مرحلة(( بني هلال )) ، حيث أخذ الشعر النبطي وضعه ، وتبلورت صورته ، واتضحت به الرؤيا ، وأن لم يضف الخلاوي للأوزان شيئاً ، فقد انتهج نفس منهج بني هلال في نظم قصائده على البحر الهلالي ، وكانت قصائده مطولات ، تصل إلى أكثر من ألف بيت للقصيدة الواحدة ، فتأتي القصيدة شاملة كاملة جامعة في مختلف شؤون الحياة . . . وقد أبدع الخلاوي في حسابه للنجوم ، والفصول ، والأنواء ، ومعرفته للظواهر الطبيعية ، والمناخية ، وكان علمه بها على البديهة . أما عن معرفته بالطرق ، ومسالك الصحاري ، فحدث ولا حرج . . . فقد عرف عنه معرفته التامة لهذه الطرق ، كما لا يعرفها شخص غيره ، ومن قصصه : يقول الأستاذ عبدالله بن خميس في صفحة 153 من كتابه ما نصه: ( ومما يعرف عن الخلاوي من دقة الوصف ، وتحديد الأماكن ، ومعرفة معالم الجزيرة وأعلامها ، أنه كان لديه بندقية من نوع « الفتيل » عزيزة لديه ألفتها عينه ويده ، ولما شعر بالثقل ، وتدانت خطاه أحب أن يودعها « دحلا » من دحول الصمان يقال له « أبومروة » ضناً منه بها ومحبة في أن يهتدي ابنه إليها بالوصف وامتحان المعرفة ، وإن لم يهتد إليها فأولى بها أن تفنى في دحلها من أن يحملها غيره أو أن يحملها ابن ليس في الحذق والذكاء وتسديد الرماية كأبيه . فقال واصفا معميا في بيتين هما: عن طلحة الجُودي تواقيم روحه = عليها شمالي النسور يغيب وعنها مهب الهيف رجم وفيضه = وحروري إن كان الدليل نجيب ولما كبر ولده ، وبلغ مبلغ الرجال ، أخبرته أمه بوصف أبيه ، فعمد إليه ، واستخرج البندقية منه ، وأدار نظره ، وفكره حول الدحل ، فوجد هنالك قريبا من فم الدحل مروة - كتلة حجرية صلبة بيضاء من الأمعز الصوان - فقال لو وصف والدي هذا الدحل بهذه المروة لكان وصفا منطقيا تماما ، فلو قال: وترى دليله مروة فوق جاله = خيمة شريف في مراح عزيب فكانت العصا من العصية ، والشبل من ذاك الأسد) انتهى. أشار ابن خميس في أعلاه إلى أن هذا الدحل هو دحل أبي مروة ؛ ولكنَ هذا ليس صحيحا ؛ لأن الوصف لا ينطبق عليه ؛ فدحل أبي مروة يبعد عن طلحة الجودي مئة كيلا تقريبا ، وهذه المسافة لا يقطعها الراكب إلا في يوم وليلة ؛ إذا أغذ السير . والصحيح ما ذكره الشيخ عبدالله الشايع أن هذا الدحل هو دحل الهدسي ؛ حيث يقع شمال هجرة الدهو ، و شمال غرب طلحة الجودي ، ويبعد عنها ثمانية عشر كيلا ، وهذه المسافة يقطعها الراكب من وقت العصر إلى الليل ، وهي ما تسمى بالروحة . عن طلحة الجُودي تواقيم روحه = عليها شمالي النسور يغيب ويقع في الجهة الجنوبية الغربية ( مهب الهيف ) رجم يقع على أحد المرتفعات ، ويبعد عن الدحل قرابة الكيلين ونصف ، ثم فيضة الهدسي ، والتي تبعد عن الدحل قرابة الأربعة أكيال ، ومن ثمَ عرق الحروري . ويوجد حول الدحل كتلة حجرية بيضاء اللون ،، تقع على بعد سبعين مترا فقط من فوهة الدحل ، وهي عبارة عن حجر واحد تشبه الخيمة ؛ حيث قال ابن الخلاوي مستدركا على أبيه : وترى دليله مروة فوق جاله = خيمة شريف في مراح عزيب المراجع 1 . ( راشد الخلاوي , حياته , شعره , حكمه , فلسفته , نوادره , حسابه الفلكي ) لعبدالله بن خميس . 2 . الدَّحل الذي أصبح قضية الدَّحل الذي خبأ فيه « الخلاوي » سلاحه لعبدالله الشايع ( جريدة الرياض ) . 3 . الشبكة العنكبوتية . إحداثيات دحل الهدسي 255 57 25 278 51 47 خريطة تبين موقع دحل الهدسي ، وطلحة الجودي هنا كان مبيتنا ( جبل في الدهناء ) حيث رائحة الخزامى في طريقنا إلى الدحل ؛ لفت انتباهنا مدرج طائرات ، والذي يقع في طرف الدهناء عرق الحروري يتبع