لقد ذكر الله جل وعلا بعض الآيات الدالة على قدرته في كتابه العزيز في كثير من سور القرآن، ومن ذلك
قوله تعالى [وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ](الشورى)
وقال تعالى [وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ](الأعراف)
فالمطر آية تحتاج إلى تفكر وتأمل، فهذا المطر الذي ينزل كيف يصل إلينا؟ وكيف يُحمل، ومن الذي يحمله، ومتى ينزل؟ فالمؤمن هو الذي يرجع الأمر إلى ربه، ويعلم أنه مسخر بقدرته، وأنه غيث يحتاج إليه العباد والبلاد، فلا حياة بدون هذا الماء النازل من السماء
قال تعالى [وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ](الأنبياء)
فهل يستطيع الناس العيش بدون ماء؟ هل الأموال، والعقارات، والأراضي، والسيارات، والطائرات، وغير ذلك مما يمتلكه الإنسان هل يعوضه عن هذا الماء؟ لا والله، فلابد أن نتدبر هذا الأمر، وأن نشكر هذه النعمة العظيمة، ونسأله سبحانه المزيد منها ليعم الخير والبركة على الناس والبهائم والمزروعات.
البرد يذكرنا أيضاً بزمهرير جهنم، فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اشتكت النار إلى ربها فقالت: يارب أكل بعضي بعضاً فجعل لها نفسين؛ نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فشدة ما تجدون من البرد من زمهريرها، وشدة ما تجدون من الحر من سمومها)(رواه البخاري ومسلم)، فلابد أن نتذكر شدة هذا الزمهرير بالبرد القارس في الدنيا الذي لم نتحمله برغم إمكاناتنا المادية، فكيف السبيل لزمهرير جهنم ونحن حفاة عراة لا يحجنا شيء عنه ـ أعاذنا الله وإياكم منه ـ.
ومن الآيات أيضاً: هذه الصواعق: والتي يسمعها الناس بآذانهم ويرونها بأم أعينهم
قال تعالى [وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ](الرعد)
وقد جاء في سبب نزولها أن رجلاً من عظماء الجاهلية جادل في الله تعالى، فقال
لرسول الله صلى الله عليه وسلم (إيش ربك الذي تدعوني إليه؟ من حديد هو؟ من نحاس هو؟ من فضة هو؟ من ذهب هو؟ فأرسل الله عليه صاعقة فذهبت بقحف رأسه وأحرقته).
ومن الآيات أيضاً: الرعد والبرق: فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أقبلت يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم أخبرنا عن الرعد ما هو؟ قال: ملك من الملائكة موكل بالسحاب معه مخاريق من نار يسوق
بها السحاب حيث شاء الله، قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: زجره بالسحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمر، قالوا: صدقت)(صححه الألباني في السلسلة الصحيحة 1872).
أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلاَ يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) سورة الحديد:16