قبل عامين أوثلاثة ، إنتقل العم خضر الشريف رحمه الله ، وكان رحمه الله معلما للغة االعربية .. وكان من حفظة كتاب الله ، إنه من أهل بيت محمد ، وقد تواتروا احاديث في مجالسهم ، كان يقول هناك بابان من أبواب الجنة تستطيع الدخول من خلالهما دون عناء ، ولا تحتاج إلى جهد أو وقت ، بالرغم من ذلك فالناس عنها غافلون .. هات ما عندك ياعم خضر .. والشباب يسألونه بفكاهة ... تكفى ياعم خضر دلنا على ذلك العمل الذي لا يحتاج إلى مجهود .!
قال الباب الأول الذي تدخل الجنة من خلاله يحتاج إلى وقفة تركيز كامل .؟ .. كمل ياعم خضر ..
سكت قليلا وقال إنه باب الثناء والحمد .. والتفت الجميع إلى بعضهم عارفينه عارفيه .. ذهب الكل إلى حصصهم وبقيت أنا وعم خضر بغرفة الشاهي .. هاه ياعم خضر .. كمل كمل ..
قال بما أنك أكبر الشباب ..ورجل محبوب إلى قلبي فإنه يكفيني واحدا صادقا برغبته بدخول الجنه .. السالفه صارت جد .. قال : تبصر بنفسك ، كيف يعني .. قال عندك حواس الكثير محرومين منها .. البصر والسمع والقلب والاطراف وكل وكل قطعة من جسمك ...
فكر بها بتعمق .. يعني هذه النعم خصك الله بها دون غيرك !! حينما تشرب الماء على ثلاث فترات .. إحمد الله الذي رزقك بهذ الماء الذي لولاه لما عشت .. تذكر هذا كل ما شربت الماء .. طيب .. قال : فكر بقلبك الذي يدق بدقات تضخ الدم بانتظام إلى باقي جسمك فعلى سبيل المثال اذا تنفست الهواء إحمد الله بشكل يومي .. على نعمة الرئة التي تنتهي بشعيرات هواهية لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة .. تجعل الهواء يصل القلب بنسبة متناسقة مع بقية أعضاء الجسم .. أقلها نعمة في نظر (أكرمكم الله) الخارج من السبيلين ، نعمة لا يعرف قيمتها إلا من يحملها بكيس داخل جسمه .. هو من يرى النعمة .. إحمد الله بعد قضاء الحاجة .. دائما تأمل نعمة الله عليهك فيما يخصك أنت .. إنتهت الحصة تجمعو المعلمين .. قال عم خضر بعدين اعلمك بالباب الثاني إن رغبت .. أرغب أرغب شكرا ياعم خضر غدا نلتقي ..
تحيتي