قصة ولد القنفذة
إلى جنة الخلد يايحى إن شاء الله "
شاب في مقتبل العمر ، يدرس بالثانوية - لم تعرف له هفوة - ولا نزكي على الله أحدا - رغم قسوة ظروفه الأسرية إلا أن هناك حلما كان يراوده ... أتعلمون ماهو !!
أداء العمرة .. كان يحلم بأداء العمرة في أسبوع إجازةة منتصف الفصل .. بدأ يخطط لهذا الحلم يوفر الريالين والثلاثة من مصروفه اليومي والذي لايتجاوز الخمسة الريالات !!
وما إن انتهى دوام يوم الأربعاء حتى حزم حقيبته المتواضعه ودع أمه وإخوته .. خرج لعله يجد من يوصله إلى أقرب موقف !!
يجد مجموعة من الشباب يرغبون في الاتجاه للبحر .. حاولوا اقناعه بالذهاب معهم الليلة وغدا يسافر للعمرة .. لكنه رفض .. ودعهم ثم انصرف ... وبعد عدة خطوات عاد ونادى على أحدهم وكان أقرب الشباب إليه فهمس في أذنه قائلا : عليّ دين كذا وكذا ( لايتجاوز الخمسون ريالا ) فإن مت فسدده !! وبلغ أهلي إن حصل لي مكروه بأن يصلي عليّ في الحرم وأدفن في مكة !!
يغادر القرية مصحوبا بالدعوات ..وما هي إلا ساعات فإذا بأمه تتلقى إتصالا إنه من حبيبها وفلذة كبدها .. لكنه اتصالا يختلف في كل شيء .. أمي لقد تعرضت لحادث ولكني أبشرك أنني بخير .. وبعدها ينقطع الاتصال !!
لقد دخل في غيبوبة نتيجة نزيف داخلي .. لكن شاء الله أن يعطر مسامعه بصوت أمه !!
ينقل لمستشفى الملك عبد العزيز ثم توافيه المنية هناك ... تحضر أمه تلقي عليه نظرة الوداع .. ثم تهاتف والده والذي ابتعد عن مسرح الأحداث لظروفه الخاصه فإذا به يطلب ترحيله ليلقي عليه نظرة الوداع ... عندها اتصل ذلك الشاب الذي تلقى الوصية الأخيرة منه وأبلغها بأمنيته _ أن يصلى عليه بالحرم - وهكذا تمنى الحرم حيا .. فدخله ميتا ..
رحمك الله يايحيى ..ولا نقول لك وداعا ولكن لنا لقاء بجنة الخلد إن شاء الله ..
الله يرحمك يا يحي
