مع التحية والتقدير لخبيرنا العزيز تركي الوايلي
في هذا الإطار نجد معنيين علميين واضحين نوجزهما فيما يلي:
(أ) إنقاص الأرض من أطرافها بمعني أخذ عوامل التعرية المختلفة من المرتفعات وإلقاء نواتج التعرية في المنخفضات من سطح الأرض حتى تتم تسوية سطحها:
المعروف عن طوبوغرافيا الارض انها ليست مسطحه بل تعلوها المرتفعات وتحدها المنخفضات
وتتكون المرتفعات من جبال وهضاب
ومن الملاحظ ان حجم هذه المرتفعات يقل بفعل عوامل التعريه مما يؤدى لنقصان حجمها
اذا فالارض تنقص من اطراف مرتفعاتها
(ب) إنقاص الأرض من أطرافها بمعني طغيان مياه البحار والمحيطات علي اليابسة وإنقاصها من أطرافها:
من المعروف قديما ان مساحه اليابسه على الارض كانت عبارة عن كتله واحده تحدها المحيطات من كل الجهات ثم بدات بالانفصال مكونه القارات الموجوده حاليا ولكن وجد ان مساحه المحيطات تزداد حيث وجد ان مساحه البحر الاحمر تزداد بمعدل 2ملى كل عام بينما تزيد مساحه المحيط الاطلنطى بمعدل 12ملى كل عام قد تبدوا هذه النسب بسيطه ولكن بمقارنتها بعمر الارض وجد انها ستؤدى لتاكل القارات من سواحلها
وهذا ما تعانى منه السواحل الامريكيه حاليا
اذا فالارض تتناقص من اطراف سواحلها
ثالثا: في إطار دلالة لفظ الأرض علي التربة التي تغطي صخور اليابسة:
(أ) إنقاص الأرض من أطرافها بمعني التصحر:
هذه المعاني الستة( منفردة أو مجتمعة) تعطي بعدا علميا رائعا لمعني إنقاص الأرض من أطرافها, ولا يتعارض ذلك أبدا مع الدلالة المعنوية للتعبير, بمعني خراب الأرض الذي استنتجه المفسرون, بل يكمله ويجليه. وعلي عادة القرآن الكريم تأتي الإشارة الكونية بمضمون معنوي محدد, ولكن بصياغة علمية معجزة, تبلغ من الشمول والكمال والدقة ما لم يبلغه علم الإنسان, فسبحان الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة هذه الإشارة العلمية الدقيقة إلى حقيقة إنقاص الأرض من أطرافها, وهي حقيقة لم يدرك الإنسان شيئا من دلالاتها العلمية إلا منذ عقود قليلة, وقد يري فيها القادمون فوق ما نراه نحن اليوم, ليظل القرآن الكريم مهيمنا علي المعرفة الإنسانية مهما اتسعت دوائرها, وتظل آياته الكونية شاهدة باستمرار علي أنه كلام الله الخالق, وشاهدة للنبي الخاتم والرسول الخاتم الذي تلقاه بأنه( صلى الله عليه وسلم) كان موصولا بالوحي, ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض.