شكلت بلاد الأندلس بمآثرها العلمية والعمرانية والفنية، مركز
اشعاع مستديم للحضارة الاسلامية منذ أن توطدت دعائم الحكم الاسلامي
فيها. وفي عهد عبد الرحمن الداخل بدأ فن العمارة يتلمس طريقه في الأبنية
الدينية والمدنية، لتأخذ عناصره المعمارية والزخرفية التي كونت البذور
الأولى للفن الأندلسي في الانتشار في المشرق والمغرب. وهذا العهد الذي
يمتد لما يقارب ثمانية قرون يشف عن جوهر واحد من أروع أمثلة فن
العمارة الاسلامية التي اشتهرت على نطاق عالمي حتى يومنا هذا.
وسنبدأ بعرض اهم الاثار التاريخيه التي تزدهر بها الاندلس وتعلى باسمها وبذكرها
التي ما زالت الى الان شاهده على عظمه التاريخ الاندلسي هناك .
******
أصبحت قرطبة تحت ظل حكم الأمير عبدالرحمن الداخل (الأول) عاصمة
الأندلس في شهر مايو عام 756، حيث أمر الأمير باعادة بناء أسوار
المدينة وتشييد العديد من الجوامع الصغيرة الى جانب الجامع الكبير في
قرطبة. وفي عامي 784 و785 بنى قصرا جديدا له سمي «دار الامارة»
وبعد عام بنى الى شمال غرب قرطبة قصرا صيفيا محاطا بالحدائق
وسماه «قصر الرصافة» تيمنا بقصر بني أمية في تدمر بسوريا.
وقد بني الجامع الكبير في غضون عام واحد فقط وذلك نظرا لتوفر الفنيين
واليد العاملة من سكان البلاد وممن استدعاهم من موطنه بالشام.ويعد
المسجد من أروع ما خلفته الدولة الأموية، فهو يمثل مرحلة من مراحل
النضج المعماري والفني للطراز العربي الاسلامي من حيث التخطيط
وأساليب البناء وظهور عدة عناصر معمارية وزخرفية تجمع بين الفن
الغربي والشرقي الاسلامي.
يتبع