هذا المقطع اقتُطع من محاضرة لي في جامعة صنعاء، وعندما تلتقي أمام شباب ويكون هناك زحام شديد فإنك تحتاج إلى أن تُلقي "طرفة" تُحرِّك الجو وتُنشِّط الحضور؛ فجاء الكلام عن أحلام اليقظة عند الشباب والفتيات، كأن يصبح الواحد منهم دكتوراً أو تاجراً كبيراً؛ فذكرتُ لهم مثالاً، قُلْتُ فيه إن أحد الحجاج جاء من دولة، ولم أحددها، وذكرتُ القصة، وهي قصة حقيقية، لكنها مضحكة، والذين يحاولون التصيُّد لشخص "ما" يفعلون أي شيء؛ فيجتزئون الكلام ويحرِّفونه، وأنا - ولله الحمد - لم أفعل إلا الصواب، ولا يهمني مَنْ ينتقد، خاصة إذا كان من ينتقدني ليس من العلماء الأفذاذ أو من العقلاء النصحاء، بل إن من انتقد هم من الذي يتصيدون لي، وحتى لو أنك تقرأ آية من القرآن سيسيئون بك الظن ويفسرونها كما يريدون! ولله الحمد إذا فعلتُ شيئاً لا يهمني مَنْ ينتقد.
* يتهمك البعض بتعمد الإثارة، ودخولك طرفاً في كل موضوع مثير، هل هذه مصادفات أم مقصودة؟
-لا أعلم أبداً من نفسي إصدار كلمة أو موقف؛ لألفت الانتباه لي، ولو علمت أنه ستحدث ضجة في موضوع زيارتي القدس أو في خطبتي عن الصحفيين لربما تركت ذلك. أنا لا أحب الإثارة أبداً، ولا أحب ظهور صوري أبداً، رغم أن هناك بعض الناس يفرحون بذلك، فقط يفرحني تأثر الناس ووصول الخير إليهم، أما غير ذلك فالله سبحانه وتعالى يُقدِّر ما يشاء.
*أكثر ظهورك في قنوات غير سعودية.. هل سنرى "العريفي" في قنوات سعودية؟
-ليس عندي مانعٌ من الظهور في القنوات السعودية، ولكني منذ 7 سنوات لم تُوجَّه دعوة لي في قنوات سعودية، ووصلتني عبر المكتب دعوات كثيرة من فضائيات غير سعودية، ومنذ عهد وزير الإعلام الأسبق فؤاد الفارسي حتى عهد الوزير السابق إياد مدني وعهد الوزير الحالي الدكتور عبد العزيز خوجة لم أتلقَّ دعوة للمشاركة في برامج في التليفزيون السعودي، سواء كانت طويلة أو قصيرة.
*قُلْتَ في حديث سابق إن الوزيرَيْن إياد مدني وفؤاد الفارسي تعمَّدا عدم ظهورك..
- بالنسبة للوزير الفارسي كنتُ في لقاء مع أحد مقدمي البرامج، وكنا نتحدث عن بعض الأحداث، واتصل الفارسي، ويبدو أنه لم يعجبه الطرح، وكنا نتحدث عن أحداث إرهابية وقعت في السعودية، وقُلْتُ إن المسلم إذا وقعت الأحداث فعليه أن يسارع إلى التوبة وإلى تقوية علاقته بالله؛ لأن الله سبحانه وتعالى ربط الأمن بالإيمان، ويبدو أنه لم يعجبه الطرح؛ فاتصل وقطع الحلقة، وعند خروجي من اللقاء طلبتُ منهم الاتصال به؛ فرفض الرد عليّ، وأصررت، واتصلوا به مرة أخرى، ولم يرد علي؛ فاستغربتُ؛ فهو إذا كان على حق فعليه مواجهتي وإقناعي أو الاقتناع بكلامي. وبعدها استمر على التوجُّه نفسه، والآن لا أدري حقيقة موقف وزير الثقافة والإعلام الحالي. ومع حبي للقنوات السعودية ومعرفتي بانتشارها ومتابعة الناس لها إلا أن الله عوَّضني بقنوات أخرى، التي أوصل من خلالها الخير للناس، وعندي برامج في عدد من القنوات، والإحصائيات تقول إن مشاهديها بالملايين، والذي كنت أقوله بالقناة السعودية أقوله بالقنوات الأخرى.
*هل ندمت على الاتصال بالوزير الفارسي؛ لأنه لم يرد عليك؟
- بالعكس، كنت أريد أن أقدِّم له نصيحة كما أقدِّم لغيره، لكنه لم يفسح لي المجال.
*هناك من يتهمك بالتناقض حتى مع نفسك؛ فأنت تهاجم وسائل الإعلام غير المحافِظة، وفي الوقت نفسه تظهر في قنوات غير محافظة مثل lbc وروتانا خليجية!!
-يا أخي، النبي - صلى الله عليه وسلم – يقول "إن شر البقاع الأسواق، وإن أبغض البقاع إلى الله الأسواق". ويقول الصحابي "لا تكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منه"، وذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن "الشيطان ينصب في الأسواق"، ومع ذلك فهو يذهب إلى الأسواق، وينصح ويدعو إلى الله؛ فكون الإنسان ينتقد مكاناً معيناً لا يعني ذلك أنه إذا استطاع توجيه أهل هذا المكان إلى الخير أنه لا يفعل ذلك. أنا لي ملاحظات على عدد من القنوات، ولكن إذا قيل لي تعال وقُلْ هذه الملاحظات على الهواء فسأقبل، وفعلاً ذهبتُ، وبشروطي، وهي ألا تتحكم هذه القنوات فيما أقوله، بل أختارها بنفسي، وألا تقوم بعمل مونتاج لكلامي بل يُبثّ على حاله كما ذكرته، فوافقوا - ولله الحمد -، ولي معهم سنوات.
* طلبك للحوار في "إضاءات" مع تركي الدخيل ما زال محل أخذ ورد، أنت تؤكد أنك رفضتَ الظهور معه، فيما تشير مصادر "سبق" إلى أن "الدخيل" لم يدعُكَ لـ"اضاءات"، أين الحقيقة؟
-هذا الأمر بيني وبين أخي تركي الدخيل، ولا أرغب في نشر وقائع ما حدث.
* في اتصال معه ذكر أنه لم يدعُك..
-إذن يُسأل هو عن كلامه.
* ما هو رأيك في الصحافة الإلكترونية؟
- الصحافة الإلكترونية الأسرع في إبراز الخبر وفي التجدد؛ تدخل الموقع صباحاً؛ فتجد أخباراً جديدة والظهر تجد أخباراً جديدة، وهذا ما لا تستطيعه الصحف الورقية. أنا أرى أن الصحف الإلكترونية الآن قوية، وأتوقع خلال سنوات أنها ستتجاوز الصحف الورقية بمراحل، بدليل أنه عندما ظهرت الصحف الإلكترونية ضعفت نسبة مبيعات الصحف الورقية بكثير.
* الغِيْرة بين الدعاة.. هل توجد؟
-ليس بيني وبين أحد من الدعاة غيرة أو مشكلة، قد يكون هناك تنافس في الخير، بمثل أن يكون لأحدهم درس أبدع فيه أو كتاب أبدع فيه، فيكون التنافس في هذا الأمر، كما كان هناك تنافس على الخير والصدقات بين أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما -. وبيني وبين كل الدعاة علاقة جيدة وزيارات وعلاقة مميزة.
*مَنْ أقرب الدعاة إليك؟
- الشيخ سلمان العودة، وبيننا اتصالات وزيارات دائمة، وهو الأكثر تواصلاً معي، ويزورني وأزوره.
*وماذا عن علاقتك بالشيخ عائض القرني؟
-جيدة؛ زارني وزرته مراراً، والتقينا في بعض الملتقيات، وعلاقتي به "حلوة".
*هل كان بينكما خلاف؟
-ليس بيني وبين الشيخ عائض أي خلاف أبداً.
*أذكرُ خلافاً بينكما قبل سنة أو سنتين، ما ردك؟
- لا أدري، ولا أعلم عن هذا شيئاً، وقابلتُ "أبا عبدالله" منذ فترة بسيطة، وزارني في البيت، وعلاقتي به جيدة ولله الحمد.
* ما مشروع الشيخ العريفي الدعوي؟
-عندي مؤسسة اسمها "استمتع بحياتك"، ومن برامجنا إعداد الدعاة، ولدينا برامج لدعم القنوات التلفزيونية بالبرامج، وأخرى تتعلق بالتأليف والدعوة، وقائمون على عدد من المواقع لمتابعة بعض جهود الشباب والفتيات.. تقريباً هذا مجمل ما لدينا.
*الوسط الرياضي وشريحة الشباب كيف تتواصل معهما؟
- سأكون معك صريحاً؛ الذي يريد معرفة الوسط الشبابي عليه متابعة الجرائد، أو يكون له علاقة بهم، و"الحلافي" لم أره إلا مرتين، زارني عندما مرضتُ، وزرته عندما مرض أبوه، وليس لدي متابعة للجرائد، حتى عندما أشتري جريدة لا أتصفح صفحات الرياضة، وكان لي حلقة عن الرياضة، ونسقوا لي زيارة لنادي الاتحاد، والتقيتُ اللاعبين، ونصحتهم، ثم ذهبتُ؛ فقالوا إنني مشجع "اتحادي"، وأنا بعيد عن الرياضة، ولا علاقة لي بالوسط الرياضي، رغم استعدادي لإصلاح ذات البَيْن بينهم إذا أرادوا.
* مشروع دعوي تنوي تنفيذه في الصيف..
-مشروع إعداد الداعية؛ فخلال السنوات الماضية تجد أنه برز لاعبون جدد ومغنون جدد، وقَلَّ أن تجد دعاة جدداً متميزين قادرين على جذب المستمع، ونحن ليس لدينا فِكْر لصناعة دعاة؛ ولذلك لدينا فكرة لصناعة دعاة لمدة 20 يوماً، يتم خلالها تدريبهم بدورات عدة، وسأُلقي عليهم هذه الدورات مع بعض المدربين؛ حيث مَنْ يتخرج منها يستطيع التعامل مع الكاميرا ومع الإعلام، ويتقن فن التعامل مع الناس والرد على شبهات حول الإسلام.. وإلى الآن لم نحدد الدولة، وربما تكون في جنوب السعودية أو في دبي أو تركيا أو ماليزيا، ونحن نبحث عن رعاة للتكفل بها، وإذا لم نجد سنجعلهم يدفعون التذاكر، وستقوم بها مؤسسة بريطانية، وأنا المشرف العام عليها، ونسقت مع المجموعة، وأيضاً هناك مركز تدريبي في جدة.
* الشيخ العريفي أين يجد نفسه؟.. مفتياً أم واعظاً أم إعلامياً أم مدرباً للمهارات أم مفكراً أم مصلحاً اجتماعياً.. أم كل هذه؟
- أما بالنسبة للإفتاء فأنا أحمل دكتوراه في الشريعة، ودرستُ الفقه سنوات طويلة على يد سماحة الشيخ ابن باز والشيخ ابن جبرين والشيخ البراك والشيخ ابن قعود، وسمعت للشيخ العثيمين كثيراً، وقرأت له، وكان عندي دروس في الفقه، وما أُسأل فيه عن الفقه أُجيب عنه إذا كنتُ عالماً به، وإذا لم أعرف أعتذر. أما فيما يتعلق بالتدريب فأنا لا أعتبر نفسي مدرِّباً، بل حتى شهادات التدريب عندما تصدر أحاول ألا أجعلهم يكتبون "المدرب" بل "الملقي"؛ لأن هذه أخلاق إسلامية ومهارات الدعوة والإلقاء والتعامل بين الزوجين كلها أشياء شرعية، لكن لا أستطيع تعلُّم السيطرة على العقل الباطن أو غيرها. أما الوعظ فلستُ دائماً أعظ، ولكن إذا احتجت لوعظ شخص مُقصِّر أفعل. وبالنسبة للمفكر فكلٌ له الحق أن يبدي رأيه فيما يحدث في الأمة حوله، لكني لستُ متفرغاً للتحدث فيما لا أتقنه.
* يقال إن العريفي دون الآخرين من المشايخ يحظى بقبول من النساء.. ما ردك؟
- هذه مشكلة في المرأة التي تُفتن، وليست في العريفي. التي تفتن بالعريفي ستفتن باللاعب الجميل أو المغني الجميل أو أو.. ونظرات الناس تختلف، والجمال نسبي كما يقولون. وأذكر أن شخصاً قال لي "لا تظهر في الإعلام؛ لأن شكلك فتنة"، وأذكر من جاءني وقال لي "لا تظهر في الإذاعة لأن صوتك فتنة!"، وأنا جِدٌّ الآن، والرأس يشتعل شيباً!
* منذ سنوات عدة ألقيتَ كلمة قيل إنك تشمَّتَ فيها في وفاة الفنان بكر الشدي والفنانين.. ما ردك؟
-الدكتور بكر الشدي - رحمه الله - مات على خير، وقد التقيتُه قبل وفاته، وأعلم أنه مات على خير، والتقيتُ أبناءه، وهو بالمناسبة ينتسب لقبيلتنا نفسها، ونلتقي في الجِدّ، ولا يمكن أن أستغل وفاته لأتشفى منه أو من غيره. والكلمة التي ألقيتها في جامع الراجحي كانت عن الصلاة، وذكرتُ قصة وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وقصة وفاة عمر - رضي الله عنه -، ولم أتعرض لوفاة بكر، ولكن أحد الكُتّاب حاول ذم العريفي فذكر هذه الكلمة، وأنا همي أن يرضى الله عني ولا يهمني هؤلاء المتصيدون.
*هل لك علاقة مع الفنان خالد عبد الرحمن؟
-ليس بيننا علاقة، فقط هو رجل يعجبني لأنه ليس من الفنانين الذين يصوِّرون مع المرأة وتمايل المرأة عليه، وجزاه الله خيراً أنه عنده خطوط حمراء فيما يقدِّم، وهذا بلا شك خير من غيره، وإن كنت أتمنى أن يترك الغناء ويستثمر صوته في القرآن أو النشيد الإسلامي، وبصراحة لم يدخل بيتي يوماً، ولم أدخل بيته يوماً، وإنْ كنتُ أفرح بعلاقة معه أو مع غيره، بل إنه ليس لدي مانع من وجود علاقة مع كُتّاب الصحف، وعدد منهم تلطفت معه بعدما نشر عني وهو حتى لم يجلس معي ولم يعرفني.
*توجُّه الفنانين للتوبة وتهاون المنشدين.. نموذج أبي عبدالملك المنشد وتهاونه كيف تراه؟
- أقول: يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك. وأنا بصراحة لست متابعاً للإنشاد، ونصيحتي لهم بتقوى الله والبُعد عما يُفسد الناس، وألا يكونوا جنوداً للشيطان بل يتقون الله فيما يعملون.
*بريق الدعوة ألا تحس أنه خف؟.. نادراً ما نجد دعاة يزورون المناطق، هل هو تقصير؟
- صدقتَ أخي عبدالعزيز، أحياناً أذهب لبعض المناطق، وأعرف منهم أنه لم يزرهم شيخ أو داعية منذ 5 أشهر أو أكثر، ومهم جداً أن يزور الدعاة المناطق النائية، وترى الحضور فيها جيداً للاستماع.
* ما طموحك على المستوى الشخصي؟
- أتمنى أن يتعدى التأثير في العرب إلى التأثير في غيرهم. الآن لدي برنامج لتعلم اللغة الإنجليزية، وإذا يسَّر الله فإن عندي برامج دعوية لغير الناطقين بالعربية.
* هل الناس يعانون في سبيل الوصول للدعاة؟
- الإنسان الذي عنده ضغط أكيد صعب الوصول إليه. أنا الآن من بعد صلاة العصر إلى الآن 86 رسالة جوال، قرأت منها نحو 50 رسالة فقط وأنا أنتظرك، ونمت والجوال في يدي. فعندما يأتيك مثل هذا العدد الكبير، والكل يطلب منك الاتصال به بصورة ضرورية، إضافة للاتصالات من الخارج والطلبات التي تأتيني، ولدي أطفال (عبدالرحمن وأخوه) ولدي الجامعة، فبالطبع سيكون وقتك ضيقاً جداً؛ لأن الارتباطات كثيرة.
* هل ترى في ابنك عبد الرحمن داعية في المستقبل؟
- هو حافظ للقرآن، لكني لا أرى فيه حباً للدعوة.
* في النهاية ماذا تود أن تقول؟
- ينبغي علينا جميعاً ألا نتحدث عن النيات، وألا يشتغل بعضنا بتتبع أخبار البعض، وأن نُحسن النية لوجه الله سبحانه، وأن نشتغل بما فيه خدمة المجتمع، مَنْ أراد أن يكتب أو يتكلم فعن غلاء الأسعار، عن البطالة، عن انتشار المسكرات، عن انتشار المخدرات، عن الخلافات الزوجية، عن الطلاق.. بدلاً من الانشغال بـ "فلان قدم برنامجاً، وفلان أخذ فلوساً أكثر، وفلان خطب خطبة في كذا.." ولن يسألك الله عن غيرك!
وأشكر الإخوة في "سبق"، ولا أكتمك أنني كل صباح أجلس على الإنترنت، وأول موقع أفتحه "بدون مبالغة" هو موقع صحيفة "سبق"؛ فهي أول عنوان عندي في المفضلة، ثم أنظر بعدها لغيرها.. أسأل الله لهم التوفيق، وأعتقد أنها الصحيفة الأولى في الانتشار في الإنترنت.