هل العين تصيب الإنسان ؟ و كيف تعالج؟ و هل التحرز منها ينافي التوكل؟
فأجاب: رأينا في العين أنها حق ثابت شرعا و حسا قال الله تعالى( و إن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم) القلم 68 قال ابن عاس و غيره في تفسيرها أي يعينوك بأبصارهم ، و يقول النبي صلى الله عليه و سلم " العين حق، و لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، و إذا أستغسلتم فاغسلوا" رواه مسلم. و من ذلك ما رواه النسائي و ابن ماجة أن عامر بن ربيعه مر بسهل بن حنيف و هو يغتسل فقال لم أرك اليوم و لا جلد مخبأة ، فما لبث أن لبط به فأتى به رسول الله صلى الله عليه و سلم فقيل له: أدرك سهلا صريعا فقال:
إن العين حق ولو أن شيئا سابق القدر لسبقته العين ، و إذا أست غسلتم فاغسلوا" رواه مسلم. و من ذلك ما رواه النسائي و ابن ماجة آن عامر بن ر بيعة مر بسهل بن حنيف و هو يغتسل فقال لم أرك اليوم و لا جلد مخبأة ، فما لبث أن لبط به فأتي به رسول الله صلى الله عليه و سلم فقيل له: أدرك تسهيلا صريعا فقال: " من تتهمون؟" قالوا عامر بن ر بيعة فقال النبي صلى الله عليه و سلم:"علام يقتل أحدكم أخاه؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة" ثم دعا بماء فأمر عامرا أن يتوضأ فيغسل وجهه و يديه إلى المرفقين و ركبتيه وداخله إزاره ، و أمره أن يصب عليه و في لفظ يكفأ الإناء من خلفه ، و الواقع شاهد بذلك و لا يمكن إنكاره.
و في حال وقوعها تستعمل العلاجات الشرعية و هي:
القراءة : فقد قال النبي صلى الله عليه و سلم :" لا رقية إلا من عين أو حمى " و قد كان جبريل يرقي النبي صلى الله عليه و سلم فيقول :"باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك ، باسم الله أرقيك". الاستغسال : كما أمر به النبي صلى الله عليه عامر بن ربيعه في الحديث السابق ثم يصب على المصاب. أما الأخذ من فصلاته العائدة من بوله أو غـائطه فليس له أصل، و كذلك الأخذ من أثره و إنما الوارد ما سبق من غسل أعضائه و داخله إزاره ، و لعل مثلها داخلة غترته و طاقيته و ثوبه و الله اعلم.
و التحرز من العين مقدما لا بأس به و لا ينافي التوكل ، بل هو التوكل، لأن التوكل و الاعتماد على الله سبحانه مع فعل الأسباب التي أباحها أو أمر بها و قد كان النبي صلى الله عليه و سلم يعوذ الحسن و الحسين و يقول:" أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان و هامة، و من كل عين لامة" و بقول :" هكذا كان إبراهيم يعوذ إسحاق و إسماعيل عليهما السلام " رواه البخاري .
* * * * * * * * * * * * * * * * *
الحسد من الكافر
سئل فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين :
هل صحيح أن الكافر لا يصيب المسلم بالعين؟ و ما هو الدليل؟
فأجاب: ليس بصحيح، بل الكافر كغيره قد يصيب العين ، فان العين حق.
* ** * * * * * * * * * * *
حكم القول بأن العين ليس لها تأثير
سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
اختلف بعض الناس في العين فقال بعضهم لا تؤثر لمخالفتها للقرآن الكريم فما القول الحق في هذه المسألة؟
الجواب: القول الحق ما قاله النبي صلى الله عليه و سلم و هي :" إن العين حق" و هذا أمر قد شهد له الواقع و لا أعلم له آيات تعارض هذا الحديث حتى يقول هؤلاء انه يعارض القرآن الكريم بل إن الله سبحانه و تعالى قد جعل لكل شيء سببا حتى أن بعض المفسرين قالوا في قوله تعالى: ( وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ) القلم 51 .
قالوا: إن المراد هنا العين . و لكن على كل حال سواء كان هذا هو المراد بالآية أم غيره فان العين ثابتة و هي حق و لا ريب فيها، و الواقع يشهد لذلك منذ عهد الرسول صلى الله عليه و سلم إلى اليوم.
و لكن من أصيب بالعين فماذا يصنع؟
الجواب: يعامل بالقراءة و إذا علم عائنه فانه يطلب منه أن يتوضأ و يؤخذ ما يتساقط من ماء وضوئه ثم يعطى للمعائن يصب على رأسه و على ظهره و يسقى منه و بهذا يشفى بإذن الله ، و قد جرت العادة عندنا أنهم يأخذون من العائن ما يباشر جسمه من اللباس مثل الطاقية و ما أشبه ذلك و يربصونها بالماء ثم يسقونها المصاب ، و رأينا ذلك يفيده حسبما تواتر عندنا من النقول فإذا كان هذا الواقع فلا باس باستعماله لأن السب إذا ثبت كونه سببا شرعيا أو حسا فانه يعتبر صحيحا . أما ما ليس بسبب شرعي و لا حسي فانه لا يجوز اعتماده مثل أولئك الذين يعتمدون على التمائم و نحوها و يعلقونها على أنفسهم ليدفعوا بها العين فان هذا لا أصل له سواء كانت هذه من القرآن الكريم أو من غير القرآن الكريم ، و قد رخص بعض السلف في تعليق التمائم إذا كانت من القرآن الكريم و دعت الحاجة إليها .
* * * * * * * * * * * * * * * *
حقيقة العين
سؤال إلى اللجنة الدائمة للإفتاء برئاسة سماحة الشيخ ابن باز
ما حقيقة العين (النضل) قال تعالى ( و من شر حاسد إذا حسد ) و هل حديث الرسول صلى الله عليه و سلم و الذي ما معناه قوله :" ثلث ما في القبور من العين " و إذا شك الإنسان في حسد أحدهم فماذا يجب على المسلم فعله و قوله و هل في أخذ غسالة الناضل للمنضول ما يشفي و هل يشربه أو يغتسل به ؟
الجواب: العين مأخوذة من عان يعين إذا أصابه بعينه و أصلها من إعجاب الظعائن بالشيء ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرها إلى المعين و قد أمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه و سلم بالاستعاذة من الحاسد فقال تعالى( و من شر حاسد إذا حسد ) فكل عائن حاسد و ليس كل حاسد عائنا فلما كان الحسد أعم من العائن كانت إلا ستعاذ منه استعاذة من العائن و هي سهام تخرج من نفس الحاسد و العائن نحو المحسود و المعين تصيبه تارة و تخطئه تارة فان صادفته مكشوفا لا وقاية عليه أثرت فيه و ربما ردت الهام على صاحبها( من زاد المعاد بتصرف ).
و قد ثبتت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه و سلم في الإصابة بالعين فمن ذلك ما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يأمرني أن استرقي من العين. و اخرج مسلم وأحمد و الترمذي و صححه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :" العين حق و لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين و إذا استغسلتم فاغسلوا" و أخرج الإمام أحمد و الترمذي و صححه عن أسماء بنت عميس أنها قالت يا رسول الله إن بني جعفر تصيبهم العين أفنسترقي لهم ؟ قال:" نعم فلو كلن شيء سابق القدر لسبقته العين " و روى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغسل منه المعين.
و أخرج الإمام أحمد و مالك و النسائي و ابن حبان وصححه عن سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه و سلم خرج و سار معه نحو مكة حتى إذا كانوا بشعب الخرار من الجحفة اغتسل سهل بن حنيف و كان رجلا ابيض حسن الجسم و الجلد فنظر إليه عامر بن ربيعه أحد بني عدي بن كعب و هو يغتسل فقال: ما رأيت كاليوم و لا جلد مخبأة فلبط سهل فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل: يا رسول الله ! هل لك في سهل و الله ما يرفع رأسه قال:" هل تتهمون فيه من أحد " قالوا: نظر إليه عامر بن ربيعه فدعي رسول الله صلى الله عليه و سلم عامرا فتغيظ عليه و قال:" على ما يقتل أحكم أخاه هلا إذا رأيت ما يعجبك بركت" ثم قال له اغتسل له فغسل وجهه و يديه و مرفقيه و ركبتيه و أطراف رجليه و داخلة إزاره في قدح ثم صب ذلك الماء عليه يصبه رجل و ظهره من خلفه ثم يكفأ القدح وراءه ففعل به فراح سهل مع الناس ليس به بأس.