يتبع
وقد تم جمع قصائد شاعرنا حمد الحجي يرحمه الله في
ديوان عذاب السنين
الطبعة الأولى – 1989م
الناشر – دار الوطن للنشر والتوزيع بالرياض
وهذه احدى قصائده بعنوان الربيع الفاتن في نجد
جاء الربيع فماس الكون ترحيبا----------- وغنت الورق فوق الأيك تطريبا
وصارت الأرض مخضرا جوانبها -----------بالنبت تلقاه مفروشا ومنصوبا
فلو نظرت ضحى نحو الرياض وما--------- فيها من الحسن مبثوثا ومسكوبا
وطالعت عينك الأزهار باسمة ------------والطير صادحة والماء مصبوبا
أيقنت أن الربيع الغض مؤتلقا ----------مغنى من الخلد لكن ليس محجوبا
ثم أرتمت عنك آلام الحياة كما----------- قد أسعد الأمل المحبوب مكروبا
* * * * * *
فهل غدوت إلى أعشاب مشجرة ---------كيما ترى بكمال العيش مصحوبا
ورحت تنظر تصعيدا إلى أفق ناء-------- وطورا إلى الاشجار تصويبا
وأبصرت عينك الغدران صافية--------- تصطف من حولها الأزهار ترتيبا
لأنت نشوان رحب الصدر حين ترى --------وجه السماء بوجه الأرض مقلوبا
* * * * * *
قل للذي زار لبنانا وجنته ----------فبات من عقله المخدوع مسلوبا
لا تذهبن بك الذكرى مجنحة ------------وترتقي بك فوق السحب منهوبا
فنجد لبنان في فصل الربيع لذا --------أمسى الجمال لنجد اليوم منسوبا
انظر إلى الربوات الفيح قد خلعت----------- يد الجلال عليهن الجلابيبا
وانشق شذا عرفها الفواح في دعة--------- وشمَّ فيها نسيما يحمل الطيبا
فمن خزامى إلى رند يضوع بما ---------يشفي الصدور ويقضي الهم محروبا
ومن مغان بها الآرام واثبة ----------يرحمن ما خفن قناصا ولا ذيبا
يقطفن نور الربى الخضراء في جذل ----------وينتحن لجين الماء مشروبا
مفاتن تدع الأشجان نافرة -------------من القلوب وتكسو النفس تهذيبا
لو أوتي الطير إفصاحا ومعرفة----------- لراح ينظم فيها الشعر تشبيبا
فاجعل لها ساعة وانعم بمشهدها -----------إن كنت تلمس في دنياك تعذيبا
واخلص النفس مما قد أضر بها -----------ما دمت من نفحات الحسن موهوبا
* * * * * *
تلك الطبيعة فانهل من مناهلها ----------وقف بها كي ترى فيها الأعاجيبا
يعلو بك الفكر في تمجيد مبدعها --------من أحسن الخلق تكوينا وأسلوبا
حتى بروح لسان الحال منطلقا----------- بين التلال رفيع الصوت مرعوبا
يا ملبس الكون أثوابا مصبغة ----------من الجمال سهولا أو أهاضيبا
ريع الشتاء فولي مدبرا وبدا----------- وجه الربيع ضحوك الثغر محبوبا
وما تروق لنا أصناف روعته ------------حتى يزول بلف الصيف منكوبا
جعلت أيامنا نوعين منك فذا ---------------يبدو رهيبا و ذاك مرغوبا
رحم الله الشاعر حمد الحجي
دمتم بخير
.
.