شبكة البراري - من المحكمه ___

من المحكمة :

سأروي لكم قصة امرأة علقها زوجها قرابة ٥ سنوات والسبب تافه جدا:
ذهبت لزيارة أهلها.
طلب منها أن تعود بنفسها لبيته ..
رفضت أن تأتي وطلبت منه أن يحضر بنفسها ليأخذها ..

امتنع وامتنعت ..

تدخّل أبوها وضاعف المشكلة وحرضها على زوجها ..

زادت القطيعة ..

بقي الأولاد مع أمهم

توقف عن النفقة والزيارة وبعد مضي ٤ سنوات

وبينما الأم تنتظر أولادها عائدين من المدرسة .

إذ بأبيهم يحوّل مسارهم

إلى بيته ..

والأم تنتظر بفارغ الصبر ..

حرمت الأم أولادها ..

٩ أشهر لا تعلم عنهم ..

تقدمت بدعوى إلى المحكمة ..

أجهشت بالبكاء وانهارت ..

لم يكن من القاضي إلا أن بادر بتحضير زوجها ..

حدد موعدا سريعا..

وحضر مع الزوجة أبوها وكان يرفع صوته ويشتم زوجها ويطالب بتطليق ابنته .

شعر القاضي أن موقف أبيها يساهم في تأزيم الموقف ..

اختصر القاضي بالزوج وقال له كلاما موجزا:

هل تعتقد أن تعليق زوجتك قرابة٥سنوات مفخرة ؟

أعاد عليه السؤال:

هل يسرّك أن يتحدث الناس عن تعليقك لزوجتك وحرمانها من أولادها؟

فأطرق الزوج وقال :أعترف بالخطأ لكن أباها كان له دورٌ !

أبدى الزوج ندمه وقال : أنا مستعد أن أعتذر لزوجتي فهي أم أولادي ..الخ.

قام القاضي بجمع الزوجين في المكتب الداخلي

وكانت المفاجأة !!!

بينما الزوجان في حديث تسوده الصراحة إذ بالقاضي يستأذنهما بدخول الأولاد !!

لقد كان المشهد مهيباً

اختلطت دموع فرح الأم بالأولاد مع

بدموع فجيعة الأولاد بابتعاد الأبوين وفراقهما ..

كانت عبارات التوسل ممزوجة بالبكاء للأبوين أن يعودا للبيت .

بدا المشهد مؤثراً للغاية.

خرج الزوجان لمجلس القضاء فقال الزوج :

يا شيخ ..

سأعيد زوجتي إلى بيتي وهي أم أولادي وسأمنحها قصراً تختاره بنفسها وأسجله باسمها ..

فرح الأولاد بأبويهم ..

سعدت الزوجة بموقف زوجها .

غمرت مشاعر البهجة والسرور والتكبير مجلس القاضي ..

عادت الزوجة مع زوجها برفقة الأولاد

بقي في القاعة أبوها !!

نعم .. أبوها

لم ترجع معه..

وهو الذي قد حضر من أجلها.

وأحضر مبلغ الخلع ليخلصها من زوجها !!

تعلمون لماذا ؟

لأن الخلافات الزوجية تكون غالباً تافهة ..

وتعظم بسبب تدخلات أطراف لا يكتوون بنارها

ولا يدركون عواقبها ومآلاتها .

تخيلوا : من أجل سبب

سبب تافه ضخّمه أبوها - هداه الله - جعل منها ضحية تعليق وحرمان أولاد !!

هناك أمور في الغالب يقدرها الزوجان بطريقتهما

فدع لهما فرصة

لذلك فإنني أدعو إخواني ممن يشتغل بالقضايا الزوجية أو بإصلاح ذات البين ألا يستعجل في تصويب أحد الأطراف ..

وأن يتأمل حالتهما كاملة ..

وأن يدرس أسباب الخلاف ويحاول جاهدا تقريب وجهات النظر ، وألا يغفل الجوانب الإيجابية لدى كل منهما مع حثهما على الصلح وتذكيرهما بحقوهما

*القاضي الذي بادر بعلاج القضية واحتوائها ..

هو فضيلة الشيخ صالح بن إبراهيم الصبيحي

قاضي محكمة الرياض

ومثله كثير والحمد لله .

هذه مجموعة تغريدات لـ عبدالله محمد المقحم

اتتني هذه التغريده من خلال مجموعة التغريدات لعبدالله على صفحتي بتويتر
واحببت ان اشارككم بها (ارسلت على ايميلي من خلال hotmail)